جوازة ابريل
يا زوز ..
خرجت كلماتها تخاطب صديقتها بنبرة هادئة ناعمة وتبتسم بسخرية خفية احنا بقي مختلفين خالص عنكم .. عندك انا مثلا بقوله حاضر علي اي حاجة مهما طلب مني وبسيبو يقررلي اعمل ايه ومعملش ايه .. مش كدا يا حبيبي!
قالت مني الجملة الأخيرة بمرارة هازئة وهى تنظر في عينيه لترى بريق الڠضب يتطاير في سماءه العسلية دون أن ينطق بتعليق.
الجميل وزادت الطين بلة باستفزازه كل ذلك على شكل ابتسامات ولمسات لا يترجمها إلا كلاهما دون أن يدرك أحد من حولهما مدى خلافاتهما خلف الكواليس
بقلم نورهان محسن
فى نفس الوقت
عند شخصية جديدة
فتح الباب ليخرج من المكان حتى يتمكن من استقبال المكالمة بتركيز ثم ضغط على زر الإجابة ليسأل مباشرة بصوت رجولى به لمحة جذابة ها طمني ايه الأخبار .. عملت اللي اتفقنا عليه
أتاه الرد من الطرف الأخر بنبرة مشتتة ايوه بس حصلت حاجة غريبة اوي مش فاهمها!!
تابع سؤاله بحيرة ايه اللي حصل ماقدرتش تدخل الكومبوند ولا ايه
غمغم رامز مؤكدا صحة كلامه ايوه واتأكدت من اسمها اللي اديتهولي موجود علي الطيارة من حبايبي هناك
واصل رامز حديثه بتيه بس معرفش مين المهندسة خطيبته دي
زادت حيرته أكثر مرددا كلماته ثم تنهد مكملا بإصرار هي كمان مهندسة .. طيب اعرفلي تطلع مين دي يا رامز ضروري
حدق إلى الأمام بنظرات جامدة وأخبره بذهن شارد مش هتفرق لو منعت الخبر من النشر المواقع التانية هتنشره
تمتم رامز بإحباط طيب والعمل!! كل اللي عملناه دا راح في الفاضي .. دا عملت فرقعلوز عشان اخش الكومبوند بس اللي حصل دا بوظ كل الترتيب..
_عارف اني تعبتك معايا انت عملت اللي عليك وزيادة
_مابقاش مهم خلاص .. بس زي ماقولتلك اعرفلي كل حاجة تخص البنت اللي معاه زي اللي قبلها مش
هوصيك يا رامز ..
رد رامز ببساطة ربنا يسهل .. ماتقلقش اعتمد علي الله و عليا
ابتسم شاكرا اياه بإمتنان عارف انك قدها ومابتقصرش متشكر علي وقفتك الرجولة دي معايا خصوصا وانك عارف اني مش حابب اظهر في الصورة خالص دلوقتي
_دا اللي مستغربلو اشمعنا الشخص دا للي مصمم ترازي فيه ومهتم بفضايحه بقالك فترة .. ماترسيني علي الحوار
ضيق عينيه بعدم رضا وهو يستمع لسؤاله المفعم بالحيرة ثم قال له بنبرة جدية احنا اتفقنا من الاول مافيش اسئلة يا رامز
_خلاص يا عمنا ماتقفش .. عارف فضول الصحفي اللي جوايا هو اللي بيحركني .. يلا هقفل دلوقتي هكلمك لما اوصل للي طلبته
_تمام .. متشكر اوي يا رامز .. سلام
بقلم نورهان محسن
عند ابريل
أبريل تسير بجوار باسم في الحديقة لكن من توترها الزائد توقفت فجأة مما جعله يقف أيضا وأدار رقبته لينظر إليها مستفهما لتسأله بامتعاض انت واخدني علي فين .. سيبني
حملق باسم بها دون تعبير مقروء على وجهه مما أثار ڠضبها وتابعت بسؤال مستاء فاكر نفسك مين عشان تاخدني وراك بالشكل دا من غير ماتفهمني ايه اللي ناوي عليه!
حرك باسم نظره يمينا ويسارا للتأكد من عدم ملاحظة أحد من حولهم بسبب صوتها العالي مهسهسا بتحذير في ايه مش خاطڤك !! اهدي ووطي صوتك
رمقته أبريل بسخط من برودة أعصابه وهو يأخذ نفسا عميقا ليسيطر على نفسه أمامها فهى دائما ككتلة مستهجنة معه منذ أول لقاء بينهما مسح فمه بالسبابة والإبهام وواصل حديثه بنبرة هادئة لا تخلو من الحدة شوفي انتي خلاص اتورطتي معايا .. سواء كنتي قاصدة للي عملتيه أو لا .. وحاليا انا مش مستحمل اسمع اي كلمة من لسانك الطويل دا .. خليكي هادية .. كل المطلوب منك تسايريني في اي حاجة هتحصل تمام
همت بفتح فاهها بغرض الاعتراض فزجرها بنظرة حاسمة منهيا النقاش تمام!!!
بقيت صامتة وأشاحت بنظرها إلى الطرف الآخر متجنبة رماديتيه التي أصبحت تشرق بوميض مخيف بعض الشيء وواصل سيره معطيا ابتسامة زائفة لكل من ينظر إليهم بينما صرت ابريل على أسنانها في توتر من رؤية أحد من عائلتها في المكان ومشت بجواره فى هدوء ظاهري بينما كان قلبها ينبض پخوف وتشعر بأنها ستنهار في أي لحظة.
بقلم نورهان محسن
عند شخصية مجهولة
كانت تجلس على إحدى الطاولات مع صديقتها تتحدث معها في مواضيع مختلفة لكنها بين الحين والآخر كانت تنظر لا إراديا إلى شاشة هاتفها لعله يتصل بها أو يرسل لها رسالة تحتوي على جملة رقيقة تطفئ اجيج غيرتها المچنونة عليه لتهتف لنفسها بحنق طبعا مشغول معها وانا ولا علي باله اخر
اهتماماته
بقلم نورهان محسن
فى مكان قريب بالحفلة
تحديدا فى المكان المخصص لجلوس العروسين
جاءت لميس بخطوات هادئة شاردة الذهن في حديث خالد معها فرغم إرادتها إحتل مساحة في دماغها كونه معجب بها لهذه الدرجة لتقف بجانب هالة التي كانت تجلس على الأريكة نظرت إليها وقالت بإستغراب مرح لميس كنتي فين يا بنتي مني كانت ملعلعة من شوية
ابتسمت لها من بين شرودها وأخبرتها بتيه كنت سامعها صوتها جميل اوي
عادت لميس إلى أرض الواقع عندما استمعت لسؤال ياسر الذي كان يجلس بجانب هالة اومال فين باسم بيختفي فين دا!
هزت وسام كتفيها دلالة على عدم معرفتها فهتفت منى بنبرة متحمسة انا متشوقة اشوف البنت اللي قال هيعرفنا عليها
ضحكت هالة بنعومة قائلة بمزاح قلبي بيقولي طالما غطس ومش باين يبقي لا في بنت ولا يحزنون .. او يمكن رجع في كلامه انتو عارفينو بيعشق عيشة الحرية
قهقه عز هازئا وهو يدس يديه في جيوب بنطاله ثم علق بسخرية متهكمة قصدك عيشة السرمحة
_طول عمرك بتقول كلام عني زي الفل في غيابي
نطقها باسم من خلف عز في صوت ساخر جعل عز يبتسم له ابتسامة لزجة بينما سألت وسام وهى تعقد حاجبيها ايه يا باسم كنت فين..!!
ابتسمت وسام على الفور في دهشة عندما لاحظت وجود أبريل بجانبه وألقت التحية عليها بحرارة ابريل!! ايه المفاجأة الحلوة دي يا حبيبتي نورتينا ..
اقتربت منها أبريل وسط توترها ومدت يدها لتصافحها بأدب ازي حضرتك يا طنط وسام
ضغطت وسام على كفها بلطف وهي تتحدث بوجه بشوش الحمدلله طمنيني عنك انتي صحتك اخبارها ايه دلوقتي
_احسن الحمدلله
انحنت لميس إلى أذن هالة التي كانت تجلس على الأريكة وسألتها في همس فضولى هي مين دي يا هالة!
أجابتها هالة بنفس الهمس دي بنت اونكل فهمي ابو ريهام هو عزمها لما كان عندهم بيطمن عليها بعد ما باسم عمل الحاډثة معها من يومين
ضيقت لميس عيناها على ابريل قائلة بتعجب اول مرة اسمع ان ريهام عندها اخت!!
هزت هالة كتفيها للأعلى ثم همست موضحة لها عادي احنا ماتقبلناش معاها الا صدفة مرتين تلاتة .. هي كانت مشغولة بدراستها طول الوقت
استقامت لميس مغمغمة بعدم اكتراث فهمت
نهضت هالة بعد حديثها مع لميس وصافحت أبريل بابتسامة ودودة فقالت أبريل بنبرة
لطيفة مبتسمة الف مبروك يا هالة .. ما شاء الله شكلك قمر والفستان حلو اوي عليكي
_دي حلاوتك انتي .. ميرسي اوي يا حبيبتي
سأله عز بضجر اومال فين مفاجأتك اللي قولت عليها!! ماشوفناش حاجة لحد دلوقتي والحفلة قربت تخلص
رفع باسم حاجبه وهو ينظر إلى أبريل بنظرة غامضة فيها وميض شيط اني لم تلاحظه ثم هتف بثقة وسأل هتشوف حالا .. هو بابا فين!
ردت وسام بجهل معرفش والله يا حبيبي كان هنا مش شوية دي يظهر
أومأ لها برأسه متفهما وقال بسرعة قبل أن ينصرف من أمامهم طيب لحظة
نظرت إليه أبريل بنظرات مرتبكة ثم مررت أطراف أصابعها على خصلات شعرها بحركة متوترة وهي تكذب بنبرة محرجة سوري يا طنط اني مالبستش فستان .. بس مابحبهمش اوي ومش بيريحوني
عضت ابريل على فمها مع كلماتها الأخيرة فابتسمت لها وسام ولقد أعجبها حقا ذوقها في اختيار الملابس البسيطة والأنيقة في نفس الوقت لذا أجابت بإعجاب لا بالعكس جدا يا حبيبتي عايزة اقولك لبسك شيك وحلو جدا
زفرت أبريل أنفاسها بارتياح في ذلك الوقت بعد كلماتها وأعطتها ابتسامة جميلة وبالفعل بدأ توترها يخف تدريجيا مع اندماجها في الجو لكنها ظلت تنظر حولها بحذر لا تريد أن يراها والديها وزوجته.
بقلم نورهان محسن
على احدي الطاولات
جاءت سلمى لتجلس على كرسيها بجانب زوجها والتوتر يخيم على ملامحها ثم سألته بقلق فهمي !! شوفت ريهام وفين عمر!
رد فهمى غير منتبها لحالتها عمر هناك بيلعب مع ولاد كارما .. وريهام معرفش فينها كلميها..
تحدثت سلمي مسرعة طيب احنا لازم نرجع علي البيت بسرعة
سألها فهمي بدهشة في ايه!! اللي حصل يا سلمي
ردت سلمي عليه بإبتسامة يملأها التوتر في مصېبة
اتسعت عيناه من الذهول مكررا كلماتها پخوف مصېبة ايه!! ماتكلمي علي طول .. قلقتيني
بللت سلمي طرف فمها وتابعت بنبرة منخفضة لكى لا يسمعهم أحد ابريل هربت من البيت
صاح فهمى رغما عنه وهو فى قمة انشداهه ايه اللي بتقوليه دا ازاي يعني هربت!!
أمسكت سلمي بيده وأخذت نفسا عميقا حتى تمكنت من السيطرة على نفسها من الهلع الذي أصابها وهمست بهدوء زائف ومش بس كدا .. في حر ي ق ة كمان في اوضتها .. لسه خديجة مكلماني وقالتلي اللي حصل بس قدروا يطفوها الحمدلله
انتفض فهمى من مكانه هاتفا بقلق بالغ يا خبر اسود .. طيب يلا مستنية ايه خلينا نروح نشوفها ايه اللي جرالها
نهضت سلمى ببطء تحس أن قدميها لن تدعمها فقالت بصوت غاضب هيكون ايه جرالها !! بقولك هربت مش لاقينا في البيت كله ومولعة في بيتي
استفهم فهمى بعقل مشتت للغاية طيب بس هتكون راحت
فين يعني!
_معرفش معرفش
نادت سلمى على عمر بسرعة يا عمر تعالي هن...
تلاشت الحروف من لسان سلمى التى تفاجأت بمجرد أن صاح الصبي باسمها بصوت عال بعد أن رآها