الأربعاء 27 نوفمبر 2024

جوازة ابريل

انت في الصفحة 46 من 54 صفحات

موقع أيام نيوز


كهواية مسلية لذا دمدمت بتقلقل وهى تعقد حاجبيها الرفيعين في عدم رضا مش .. عارفة اقول .. ايه..
باسم عازم على الوصول إلى هدفه ومفتاح نجاحه في هذا الأمر هو مرونته انا بحبك يا ابريل .. بصي في عيني حاسة بحاجة نحيتي ولالا
عندما طرح عليها هذا السؤال بمنتهى الصدق الكاذب إتجهت عيناها تلقائيا نحو والدها وزوجته اللذين يقفان كالتماثيل من الصدمة على مسافة قصيرة منهم وهم غير قادرين على فعل أي شيء لها أمام هذا الكم الهائل من الناس مما دفع بفكرة شيطانية إلى ذهنها بوضعهم أمام الواقع وكما آذوها وخدعوها جاء دورها أيضا حتى ټنتقم لكرامتها بنفس آلة الحړب وتثبت لهم أنها تتفوق عليهم في القدرة على الكذب والتمثيل والخداع فهى لديها الجرأة الكافية لترويج أكاذيبها بسهولة متى أرادت والآن سينالون منها ما يستحقونه.

كان الجميع ينتظر ردها بحماس وترقب بينما يقف أمامها باسم بثبات وثقة فلم يكن يشعر بالرهبة من الأضواء والزحام من حوله فقد اعتاد على هذه الأجواء على عكس حالتها لكنها استمدت منه بعض الطاقة ليتغلب جانبها الجريء فيها في اللحظة الحاسمة.
عادت ابريل إلى التحديق عليه لثواني وهى تبتسم بحب فارتفع أحد حاجبيه وبدأت أفكاره تتشتت بابتسامتها هزت رأسها له بالإيجاب وهي تخفض رأسها إلى الأرض لتجيبه بصوت رقيق ممزوج
بالخجل وهو في الحقيقة ارتباك لكنها حاولت احتوائه قدر الإمكان باسم انا حاولت اهرب من احساسي ليك بعصبيتي وانفعالي عليك .. بس كل مرة قلبي كان بيغلبني وبرجع افكر فيك من تاني
اتسعت ابتسامة باسم تلقائيا ليعاود التركيز على إكمال ما بدأه معها متابعا بنبرة مفعمة بالإحساس مهما حاولتي تهربي من قدرك هتلاقيني قدامك عشان انتي مكتوبة ليا انا من البداية .. وانا كل اللي اقدر اوعدك بيه من اللحظة دي اني هعمل كل حاجة تخليكي مبسوطة ومرتاحة
أضاف باسم متسائلا بإلحاح محب عندما صمتت لفترة طويلة ها موافقة علي طلبي ..!!
ارتفعت حاجبيها ذهولا من إتقانه لعب دور العاشق وبعذوبة ارتسمت ابتسامة جميلة على فمها وقالت بصوت متلاعب يتسم بالدهاء الشديد الذي أخفته خلف قناع الخجل الزائف بعد موافقة بابا الاول
أدارت ابريل وجهها نحو والدها في نهاية جملتها وحدقت في عينيه بتحدي فرفع باسم نظره إلى حيث كانت تنظر هاتفا بجسارة يبقي خلينا ناخد الموافقة حالا..
ختم باسم حديثه يحثها على التحرك فاكتفت أبريل بالصمت وبينما كان الجميع يراقبهم المشهد بذات الحماس ولم تتمكن لميس من البقاء بعد ما حدث فانسحبت بهدوء من وسط الجميع دون أن يلاحظها أحد باستثناء منى التي ذهبت خلفها وكانت هناك عيون أخرى لم ترف جفن لها وهى تتبعها حتى اختفت عن الأنظار.
بقلم نورهان محسن
خلال ذلك الوقت عند لميس
سارت لميس في الحديقة الخلفية بعيدا عن أعين الجميع ثم جلست على المقعد الخشبي جاءت منى من خلفها لتجلس بجانبها وسألتها بهدوء اټصدمتي مش كدا
أنكرت لميس بكذب لا ابدا .. انا بس حسيت بشوية صداع قولت اجي اريح دماغي من الدوشة
صوتها تقطع في نهاية جملتها فابتلعت الغصة التي في حلقها بحزن تنكس رأسها ليغطى شعرها جانب وجهها فإستفسرت منى بنبرة واثقة وهى تدفع خصلات لميس للخلف لا في سبب تاني وانا عارفاه .. هو اللي في بالي مش كدا!
هطلت عبراتها على خديها وكأن عقلها وقلبها ينتظر هذه الجملة حتى ټنفجر بكت واڼهارت وخبأت وجهها بين يديها وهمست بصوت مكتوم من قلب جريح بعد كل السنين دي ماقدرتش الفت نظره .. ليه مش شايفني ولا حاسس بيا يا مني ليه
مسدت منى على ظهرها المنحني بلطف وكان قلبها يتألم من منظرها الحزين ثم خاطبتها بعطف ممزوج بالمنطق الراجل اللي مايحسش بحبك له حرام ټعذبي قلبك عشانه بالطريقة دي .. ليه معلقة قلبك ورافضة تتجوزي وتعيشي حياتك! باسم ماينفعش تستني احساس منه .. لانه لو مش موجود الاحساس من الاول عمره ما هيحصل يا لميس .. القلوب بتولف علي بعضها
بتلقائية مش بالعافية يا حبيبتي
رفعت لميس يديها عن وجهها ونظرت إليها بعيون حمراء عضت على شفتها وتمتمت بصوت أجش عارفة انه هو لا كان ولا هيكون ليا بس دا ڠصب عني
أردفت تنتحب والقهر ارتسم علي محياها بغيرة واضحة بس هجنن واعرف .. لحق يعرفها امتي عشان يحبها .. تعبت من ۏجع قلبي دا والله
قالت كلماتها الأخيرة بصوت واهن ساد الصمت قليلا قبل أن تقطعه مني قائلة بجدية اللي انتي فيه دا اسمه حب من طرف واحد .. علي قد ما مشاعرك صادقة بس مش كاملة .. الحب لازم يكون متبادل بين طرفين عشان يكون اسمه حب حقيقي .. بس اقولك علي حاجة عن اقتناع هتنسيه بسهولة لأنك ماعيشتيش معاه حب وسابك .. انتي حبيته لوحدك لما تلاقي اللي يبادلك شعورك هتنسيه
حملقت بها لميس لتجيبها باستهجان ونبرة ألم فهي لا تملك أزرارا إلكترونية حتى تتحكم في مشاعرها بهذه السهولة انساه انا مابفكرش في حد غيره .. من لما عرفت يعني ايه حب .. كنت برسم واحلم انه هيجي يوم وممكن يكون من نصيبي .. لحد ماجه عمي صلاح ورفض ارتباط عز وهالة ووواااا
بقلم نورهان محسن
فى تلك الأثناء
عند باسم
اتجه باسم نحو فهمي وسلمى وهو يمسك بيد أبريل الباردة بين كفه الدافئة لكن استوقفه صوت والدته التي اتجهت نحوه وسألته باستنكار ايه اللي انت عملته دا يا باسم
رد باسم على سؤالها بسؤال آخر بنبرة مرحة وكأنه لم يتسبب في کاړثة كبرى ايه رأيك في المفاجأة اللي كلمتك عنها يا ست الكل .. ابريل هي البنت اللي...
قاطعت وسام بقية جملته مشيرة له بالصمت ثم صاحت في ارتباك موجهة سؤالها إلى أبريل استني يا باسم لاني مش فاهمة حاجة .. ابريل انتي مش كنتي مخطوبة لمصطفي الترابلسي
ضيق باسم عينيه مذهولا من ذكر ذلك الاسم فيما عقدت إبريل حاجبيها وهي تخفض نظرها بشكل عفوي وكأنها تتأكد من تحررها من هذا القيد الذي حول إصبعها ثم ردت بصوت حاسم مليئ بالثقة تزامنا مع وصول فهمي وسلمى إليهم كنت .. موضوع الخطوبة دا انتهي من فترة وانا حاليا مش مخطوبة لحد
نظر باسم إلى فهمى بنفس الابتسامة وتكلم بصوت رجولى جاد انا
بحب ابريل يا عمي فهمي وشرف ليا اناسب حضرتك .. وبعد اذنك عايز اجي مع اهلي لحد بيتك واطلبها منك بشكل لائق ورسمي
بادرت ريهام لتقول باستخفاف بعد أن وقفت بينهما وداخلها ېحترق على جمر الچحيم مش الاول تاخد موافقة باباك يا باسم
رمى عليها باسم نظرة عايزة ليكمل كلامه واكتسبت لهجته حزما واضحا نال إعجاب إبريل نوعا ما وهو انا عيل صغير قدامك يا عمي واكيد لما نتفق هفاتح والدي بالموضوع ومظنش هيعترض علي قراري
حمحم فهمى يصلح ما قالته ابنته قائلا بنبرة هادئة اعذرنا يا باسم بس الامور دي حساسة والاحسن كان المفروض الكلام يكون بينا علي انفراد مش قدام الناس كدا
عقبت وسام بتأييد لزوجها علي الفور فعلا انت فجئتنا كلنا يا باسم كان طلب مش متوقع خالص .. ياريت كنت اخدت رأينا بينا وبين بعض قبل ما تعلن دا قدام الناس كلها مش دي الاصول ولا ايه
وجهت وسام حديثها إلى سلمى بقوة رقيقة ممزوجة بالكبرياء احنا فيها يا سلمي اهو .. وطالما ابريل مش مخطوبة يبقي ايه المانع!! ولا انتو ماتحبوش تنسبونا!
اتسعت عينا سلمى من الارتباك ومن المؤكد أنها لن تخسر سنوات من الصداقة مع تلك العائلة بسبب هذا السلوك المتهور من هذه المچنونة لذلك تحدثت بأسلوب عتاب يا خبر ابيض يا وسام ازاي تقولي كدا دا احنا نتشرف بيكو ومش هنلاقي احسن منكو .. بس احنا مكنش عندنا اي علم بحاجة واتفاجئنا اوي
مطت سلمى فمها إلى الخارج غير مصدقة لتبريرها لكنها ردت بهدوء ووجهت نظرها نحو أبريل التي كانت واقفة بجوار باسم يتابعان الحديث في صمت تام كلنا اتفاجئنا بس قبل كل حاجة عايزين نعرف رأي العروسة ايه
بقلم نورهان محسن
فى الحديقة الخلفية
عند منى وهالة
_لحد ماجه عمي صلاح ورفض ارتباط عز وهالة ووواااا
تلاشت الحروف من لسان لميس عندما أدركت ما قالته ومع من قالت لتحاول إصلاح الموقف وتمتمت بصوت باك معتذر مني انا اسفة والله العظيم من تعب اعصابي شايفة الدنيا كلها ضباب و مش عارفة انا بقول ايه عشان خاطري ماتزعليش مني .. الموضوع دا الكل نسيه اصلا واولهم عز انتي بقيتي كل حياته من ساعة جوازكو
اومأت منى بفهم لكنها لم تستطع أن تصد عن قلبها نغزة الألم التي أصابته ففي كل مرة تهرب من هذا الآمر تفتح صفحاته من جديد بطريقة أو بأخرى لكنها استطاعت أن ترسم ابتسامة باهتة على فمها وقالت بهدوء من غير ماتبرري انا مقدرة اللي بتمري بيه .. عارفة في بداية جوازي من عز كنت خاېفة من دنيتي الجديدة و كنت
بغير من هالة مش هنكر لاني كنت عارفة انه حاول يتقدملها وانكل صلاح ماوفقش و رفض تماما موضوع نسب القرايب دا .. وكنت حاسه انها هتخطفه مني رغم ان عز بنفسه فهمني الموضوع كله و انه من يوم ماعرفني وحبني و مابقاش في قلبه غيري ..
تنهدت مني نفثت الهواء في صدرها مضيفة بصدق بس عارفة بعد كدا لاقيتني حبيتها لما حسيتها طيبة وتعاملها حلو معايا وانهاردة فرحانة من قلبي عشانها وبتمنالها تعيش مبسوطة .. رغم ان موضوعها مش مريحني وخاېفة عليها
تمتمت لميس بحزن طاغي واستنكار تغضنت به ملامحها بس انا مش هقدر اتقبلها خالص .. من لحظة ما شوفتها ماحستش نحيتها بأي بقبول
هزت مني رأسها بنفس متكلمة بتشجيع مش مطلوب منك تتقبليها خالص .. بس لازم تفوقي لنفسك انتي اهم لنفسك عن اي حد
بقلم نورهان محسن
فى غرفة المكتب داخل فيلا صلاح الشندويلي
_انت فين يا صلاح!
صدح نبرة الصوت الأنثوي الناعم بتساءل حينما وضع صلاح الهاتف على أذنه حيث يجلس أمام مكتبه وأجابها بهدوء معاكي يا قلبي .. معلش روحت المكتب اعمل شوية مكالمات مهمين
غمغمت بإصرار طيب انا عايزة اشوفك دلوقتي
حذرها صلاح بنبرة هامسة والضيوف ووسام اصبري شوية
احتدمت لهجتها غيظا وهتفت بإنفعال صلاح بقولك عايزة اشوفك تقولي ضيوف ووسام .. خلاص خليك معاهم وانا همشي
زفر صلاح بقوة ماسحا علي وجهه بإرهاق ليقول بإستسلام استني ماتزعليش خلاص هجيلك
عاد صوتها إلى طبقته الناعمة الحنونة قائلة بحب طيب يا روحي تعالي علي المكان بتاعتنا ماتتأخرش
ابتسم صلاح منهيا المكالمة خلاص جاي هخرج من الجنينة الورانية .. سلام
بقلم نورهان محسن
عودة عند ابريل
_كلنا
 

45  46  47 

انت في الصفحة 46 من 54 صفحات