جوازة ابريل
عايزاني اسكت وماتكلمش
نظرت إليه أبريل كما لو كان له رأسان عاقفة حاجبيها بغرابة وقالت مستفسرة هو مين اللي حط مين!! انت اتقدمتلي قدام اهلي والناس دي كلها
أنهت أبريل جملتها ورسمت علي وجهها ابتسامة خادعة عندما لاحظت نظرات والدها تتجه نحوها من بعيد ثم تابعت بنبرة باردة تتناقض مع فوران قلبها ازاي تسمح لنفسك تعمل كدا
بقلم نورهان محسن
فى الحديقة الخلفية لفيلا الشندويلي
تحديدا عند عز
إجتاحه الندم على ما اقترفه بسبب تسرعه وغضبه الچحيمي وظل صامتا وكان هناك صوت بداخله بدأ ليلومه كثيرا وقبل أن يتمكن من إصلاح ما كسره بداخلها أخذت الأمر على عاتقها وتحدثت بهدوء اللي ملاحظاه فعلا انك بقيت بتمسك في اقل تفصيلة فيا وتنتقدها .. بقيت تتعمد تجرحني بتنمرك عليا وعلي شكلي
رفعت مني إحدى حاجبيها بسخرية وحثته على الكلام لكنه لم يخترق غلاف الصمت الذي حصن به نفسه فتابعت منى الكلام بنفس الهدوء اللاذع على عكس الأجيج في ثنايا قلبها مش برده الادوية اللي باخدها عشان احمل هي اللي بهدلت جسمي كدا!! بس طبعا هتفتكر ازاي وهو انت اصلا تعبان في ايه!
صړخت به منى بهيستيريا وحدية وهي تدفعه بقوة وكم آلمه ذلك بشدة اوعي ...!!!
زمجر عز بصړاخ مماثل وقبضتيه تأسرها بعناد لا مش فاهم .. مش فاهم غير حاجة واحدة بس .. انك بقيتي بتستقصدي تستفزيني في كل فرصة .. مع اني قولتلك قبل كدا وحذرتك بس اظاهر ان مافيش فايدة!!!
فجأة تركها عز وأغمض عينيه وهو يتنفس بصعوبة بينما يمسح علي صفحة وجهه بكلتا يديه من أجل تهدئة أعصابه قدر الإمكان ثم نظر إليها مرة أخرى بعيون جاحظة عن كثب وقال لها بمنتهى السخرية ابدا ولا حاجة معملتيش حاجة .. لابسة بس فستان غير اللي نقناه مع بعض عناد فيا .. وغنيتي في الحفلة ولا كأني موجود ولا فكرتي تاخدي اذن الطرطور اللي معاكي
تجاهلت منى كل كلامه وركزت أفكارها على نقطة واحدة مما دفعها لطرح سؤال عليه بارتياب هو احنا مش اتفقنا اني هرجع لشغلي بالأوبرا ووعدتني بتفكر !!
خرج منه تأوه حادا ينم عن مدي ضجره فى تلك اللحظة من هذه السيرة يووووه
اهتزت عيناها مستنفزة من عصبيته الزائدة دون أن تفهم سببا واضحا لانزعاجه الواضح وأشارت إليه بإصبعها وبصوت مرتعش سألته انت ليه كل ما نفتح الموضوع دا تتعصب عليا
رفعت منى كتفيها إلى الأعلى هزت رأسها بقوة وهي ترد عليه نافية التهمة الموجهة إليها معملتش كدا يا عز .. انا احترمت كلامك لما قولتلي بلاش تنشري اي فيديوهات علي التيك توك والانستا .. لكن انا عايزة ارجع لشغلي اللي سيبته سنين عشانك .. يمكن نفسيتي تتحسن .. ايه المشكلة يعني لما اغني دي خطوبة بنت عمك .. ماقدرتش اكسفها لما طلبت
ظهرت على وجهه علامات السخط وهو يسأل بغلاظة وانتي مالكيش جوز تستأذنيه قبل ما تعملي كدا!
سألت منى بإندفاع يعني اذا كنت استأذنتك كنت هتوافق ولا كنت هتقلبها خناقة!
رفع عز أحد حاجبيه وبلغ غضبه عنان السماء وكشر عن أنيابه ليخاطبها بصوت خشن معبرا عن استيائه يعني عارفة اهو ان دا كان هيسبب مشكلة مابينا ورغم كدا نفذتي اللي في دماغك
أطرقت مني نظرها إلى الأرض وهمست بصوت مخڼوق محاولة تبرير فعلتها جايز اكون غلطت لما ماقولتش ليك .. بس كانت نيتي اعملهالكو مفاجأة مش اكتر واجامل هالة .. كنت بغني مش برقص عشرة بلدي .. احب افكرك باتفاقنا اننا هنتناقش بهدوء في الخلافات .. بس رجعت تاني تثور عليا زي عوايدك ..
توقفت مني عن الحديث لوهلة ثم تطلعت إليه ببطء وسألته سؤالا يكتنفه غيرة قاټلة مما جعله يتوقف أمامها متجمدا في مكانه دون تعبير مقروء السؤال هنا انت ايه اللي خلاك تتنرفز اوي كدا ها .. ايه غيران عليها عشان بتتخطب بعد ما كنت بتفكر تخطبها زمان
بقلم نورهان محسن
داخل الحفلة تحديدا عند باسم
_وانتي مارفضتيش ليه
أطال باسم النظر في عينيها متحديا إياها بعد سؤاله شعرت أبريل على الفور بالضيق
بسبب أنفاسه العطرة التي باتت تتنفسها الآن لتتشكل إمارات هذا الضيق على وجهها وارتبكت للحظات وهي تشيح ببصرها بعيدا لتقر بصوت متوتر انا صحيح اتهورت واللي عملته برا كان غلطة كبيرة .. بس اش عرفني اننا هنوصل لكدا انا مقصدش كدا خا..
قاطع باسم تبريرها مغمغما بنبرة مليئة بالغرور والتخابث وليه ماتقوليش انك في عقلك اللاوعي معجبة بيا و يمكن مارفضتيش عشان عاجبك مش محتمل برده
أقرن باسم عبارته اللئيمة بغمزة من إحدى عينيه الرماديتين التي أضاءت بنظرة شقية حالما رأى الڠضب ينطلق كالسهام من عينيها نحوه منتظرا ردها اللاذع عليه لكنها خالفت توقعاته عندما التزمت الصمت على مضض ولم تدعه يستفزها ليضيع ما خططت له فأضاف بدهشة زائفة سكتي يعني!! معندكيش رد ولا عجبك بجد!!
اتسعت مقلتا عينيها في ارتباك وصرت على أسنانها لتوبخه بإنفعال هامس الزم حدودك بدل ما اڤضحك قدام الناس اللي بيبصوا علينا و بيصورونا وماتفتكرتش عشان سكتالك هسيبك تتمادي مفهوم
همهم باسم باعتراض قائلا بابتسامة هازئة إحتلت جانب فمه وهو انا كنت جبرتك علي حاجة ما كان قدامك فرصة ترفضي وتقولي الحقيقة ماستغلتيهاش ليه !
نكست أبريل رأسها إلى الأسفل ولم تتمكن من مجاراته فى لعبته المسلية له ثم ابتسمت بتوتر حتى لا يلاحظ أحد ما يدور بينهما من حديث مستهجن من طرفها وخبيث من طرفه وتوالت أسئلته الواحدة تلو الأخرى بإصرار ليه اكدتي علي كلامي ليه قولتي انك بتحبيني وعايزة تكملي حياتك معايا
تطلع باسم مباشرة فى عينيها متابعا بوقاحة ثم ماتنسيش انتي اللي تعتبري خطبتيني الاول علي فكرة..
كانت إبريل تستمع إليه وهي تستشعر أنفاسه العذبة مما جعل أنفاسها تنقبض من داخل صدرها بسبب الڠضب المفرط الذي تشعر به تجاه هذا الشخص المثير للأعصاب لتدفعه بحركة مفاجئة فتسكته عن الكلام وإرتاحت قليلا حينما أصبحت المسافة بينهما شبه معقولة لتدمدم بصوت مهتاج مليئ بالتحذير كلمة كمان وها هد المعبد علي دماغنا احنا الاتنين
باسم متشبثا بها بعناد يضاهي نظراتها إليه وسرعان ما أفلتت منه ضحكة مسلية عندما تذكر كيف سبق لها أن دفعته بنفس الطريقة فى المرحاض بينما استنكرت تصرفاته الغريبة بشدة وتصلبت فيروزيتها على وجهه عندما همس بنوع من التحدي ممكن تكوني انتي اللي كتبتي مشهد البداية .. بس نسيتي ان المسلسل كله من اخراجي ومن دلوقتي هتمشي علي النص زي ما انا اقرره
تحدت أبريل نظرته الماكرة بنظرة حقودة وقالت بين أسنانها بانزعاج واضح انا عايزة اروح الحمام حالا لو سمحت
بقلم نورهان محسن
خلال ذلك الوقت
عند عز
احتد تنفسه من سخافة سؤالها من وجهة نظره قائلا بصوت حاد غليظ
ايه التخريف دا .. لا انتي شكلك اجننتي علي الاخر!
هزت منى رأسها في يأس على تصرفاته وردود فعله عليها ثم سألته بقنوط انا اللي اټجننت!!
ضيق عز عينيه ڠضب مؤكدا بفظاظة ايوه .. بقيتي باردة ونكدية وبتتفنني تطلعي اسوأ ما فيا
صمتت منى تستمع إليه وكم آذاها بجهامة كلامه الذي تهاوى علي روحها يلسعها بلا رحمة فقالت بصعوبة واضح اني تعباك بتصرفاتي كلها ومابقتش بعمل اي حاجة تعجبك .. بقيت تقفلي علي الوحدة كأنك بتحاول تمهد لطريق المشاكل عشان نطلق يا عز
بتنهيدة حارة خرجت من ضلوعه تضاهى حماوة حديثهما المشحون بالڠضب وتمتم عز بإمتعاض وهو يضع يده على جانبه وهو عشان بتناقش معاكي يبقي مش عجبني تصرفاتك و عايز نطلق..
لم تتغير ردة فعلها الهازئة وهى تجهر بإستنكار وانت من امتي اتناقشت او كنت مهتم يا باشمهندس .. ما انت بقيت بټغرق نفسك في الشغل عشان تفضل بعيد عني .. ولو كنت في البيت مابتتهرب من قعادك معايا
رد عز بإنفعال اقعد عشان نقول نفس الكلام .. ومين اللي وصلنا للحالة دي! مين اللي حول حياتنا بالمنظر دا
ظلت منى تنظر إليه في صمت وهذا أثار استفزازه بقوة ف هزها بقوة كالورقة البالية يحثها على الرد بضراوة ها .. ماتردي!
بقلم نورهان محسن
عند لميس فى دورة المياه داخل الجيم
ظلت تلطم وجهها بالماء البارد وهي منحنية فوق المغسلة حتى أحست بالهدوء ينتشر في خلاياها من جديد إنها قادرة على تسكين آلام الحيوانات الضعيفة ولن تفشل في علاج روحها لم تعد صغيرة على إنكار الواقع أو الهروب منه بل ستعمل جاهدة للسيطرة على مشاعرها ولن تضيعها هباء لمن لا يشعر بها إمتزجت أفكارها بقولها بصوت عال بتشجيع باسم غالي عندي وبدل ما انا هنا قاهرة نفسي زي الهبلة المفروض اباركله واكون مبسوطة عشانه عادي معاه مهما حصل هو ابن عمك ومالوش ذنب اني صدقت وهم اخترعته في خيالي وهو مايعرفش عنه حاجة اصلا
أغمضت لميس عينيها وأخذت نفسا طويلا وزفرته ببطء راضية بالشعور الإيجابي الذي نقلته لنفسها وفجأة تجسدت صورة خالد في مخيلتها بعينيه اللامعتين وابتسامته الساحرة وصوته العميق فتحت جفنيها على الفور وابتسمت برقة خجولة وهي متعجبة من ذاتها ثم فتحت بسرعة
باب الحمام المتصل بصالة الألعاب الرياضية وسارت عبر الممر الصغير باتجاه باب الخروج.
تلاشت الابتسامة عن وجهها لتحتل الصدمة قسمات وجهها بمجرد سماعها صوت أنثوي هامس يتردد في المكان صلاح!!
بقلم نورهان محسن
في ذات الوقت
عند باسم
كانت إبريل تسير بجوار باسم تنظر حولها وكأنها تبحث عن منقذ لها من براثنه ليدخل معها إلى الفيلا حتى يرشدها إلى دورة مياه الضيوف وعندما وصلوا إلى حيث كانوا ذاهبين لمع في ذهنه سؤال لم يتردد في طرحه للحظة عليها بصوت هادئ ازاي تبقي مخطوبة وتقولي انك خطيبتي قدام الصحافة مش غريبة دي!!
لوت ابريل شدقها بتفكر لوهلة قبل أن تجيبه بمراوغة وقولت كمان اني فسخت خطوبتي السابقة
تمتم باسم بسخرية غير مصدقا ما سردته أمام عائلته عايزة تقنعيني انك ماكنتيش عارفة ان مصطفي متجوز لما خطبك
عقدت إبريل ذراعيها تحت