صرخه على الطريق
رغم انها لم تتحدث معه ولم يتعدي ما بينهما غير لقاءات عابرة وهو صاعد لأخيه ويقابلها صدفة فتخجل وتركض بعيدا عنه.. لكن قلبها يتحرك بين ضلوعها بقوة حتي صار يحتل أحلامها دائما ولم تتصور أن يفكر بها والفرق المادي بينهما شاسع هكذا.. لكن وما المانع.. هي ليست قليلة ومستقبل مشرف ينتظرها بعد التخرج.. واختياره لها يعني انه شخص عملي ومتفتح ولا يفكر بطبقية.. تماما مثل جسار التي تعتبره شقيق أكبر لها..
قالتها والدتها بعد عبور غرفتها لتواصل
عندي ليكي خبر حلو اوي
تظاهرت انها لا تعرف شيء وقالت خير يا ماما
جالك عريس زي الورد..
بجد مين ده
مش هتصدقي.. عارفة جسار صاحب اخوكي
أيوة طبعا
أخوه الصغير اللي اسمه يوه ده انا نسيت..
رائف
أيوة هو رائف و... ..
ثم صمتت والدتهع بغتة وهي تطالعها بريبة انتي كلمتيه قبل كده ولا ايه
من عند اشرف وصاحبه.
هزت رأسها باقتناع اه فهمت.
ثم غمغمت بحنان وفخر اظاهر الواد لما شافك عجبتيه وحطك في دماغه..
وواصلت وهي تحدجها بحنان ربنا استجاب دعايا ليكي مكتوبلك عريس يشرح القلب يا أريج.. ربنا يتمم بخير يابنتي لو كان هيسعدك..
حاضر يا ماما جاية وراكي..
تنهدت وتمالكت أمرها ثم تبعت والدتها والابتسامة الحالمة ترافق شفتيها.
رواية صړخة على الطريق
بقلم ډفنا عمر
الفصل الثالث عشر
مضت سريعا أيام شهر العسل وعاد جسار وزوجته ليستقبله رائف بالترحيب بينما أتى شقيقي شمس حمزة وريان مرحبين وقالوأولهم يقول وحشتيني يا مشمش..
رينو حبيبي..
صاح بمرحه المحبب قلبي والله مصر نورت بيكي..
أحم.. أنا جوزها علي فكرة.
ضحكوا مرحبين به وحمزة يقول أنت مش بس جوزها يا جسار أنت بقيت أخونا كمان.. حمد الله علي السلامة يا أستاذنا.
وعانقه ثم نظر للأخر ازيك يا رائف عامل ايه
الحمد لله يا حمزة وقريب ياجماعة هتحضروا فرحي علي فكرة.
لثم كتفه بمرح يشوبه التقدير ما انت جيت ياكبير وكله هيظبط علي أيدك.
ريان مستعجل علي الهم ليه ياعم.
شمس مستغلة الفرصة مش احسن من اللي مش راضي يريحنا ويتجوز ومشف ريق ماما وبابا معاه.
لوح لها أوبا.. أديك جبتلنا الكلام يا رائف.
ضحك الأخير والله كنت زيك يا ريان لحد ما وقعت في النصيب والنصيب غلاب يا صاحبي.
استأذن بتهذيب لا معلش مش هقدر يا حمزة اشبعوا انتوا من العرسان براحتكم ونتقابل مرة تانية انا جيت بس استقبل أخويا و اشوفه لأنه كان واحشني جدا..
ربت جسار على ظهره بمعزة واضحة حبيبي يا رائف تسلمل وانت وحشتني أكتر ولينا قعدة سوا في بيتي.
أمال يا متر حد هيقرفك في عشتك غير أخوك اللاسع علي رأي بابا.
قهقوا لمزحته و غادرهم سريعا ليتوجه جسار لسيارة حمزة المرصوفة جانبا متخذا جلسته خلف المقود مع تمتمته بقول ايه يا جسار ماما كانت منتظراكم انت عارف هتتجنن علي بنتها شمس بس أنا قولتلها هشوف ظروف جوزها الأول.. هيوافق نرجع علي بيتنا ولا اوصلكم علي بيتكم
نظر لزوجته التي ابتسمت بمكر تستحسه ليوافق ليغمغم برضوخ هي دي فيها كلام يا عم حمزة! خدنا عند الست الوالدة بدال اختك ما تنكد عليا في البيت وتستفرد بيا..
ضحكوا عاليا وعلق ريان تعجبني ياجوز اختي.. الذكاء في المواقف دي مطلوب يا متر
حمزة فعلا بصراحة لعيب وتسديدة موفقة يا جوز اختي
جسار منا لازم امشي المركب ياجماعة.. أنا راجع من شهر عسل لسه مأثر عليا انما بعد كده هتلاقوني مرعب والشخطة مني تنيمها من المغرب.
قهقهت شمس ثم تهكمت مازحة ومالو ياسبع الرجال نبقي نشوف موضوع الشخطة بتاعة المغرب دي و النوم بدري مش غلط يا زوجي العزيز.
احتجزتها والدتها بين ذراعيها بعواطف جارفة گ حال كل أم لا تصدق انها عادت فراحت تقول وحشتيني يانور عيني.. انبسطي مع جوزك وهو كويس معاكي زعلك حنين عليكي أوعي يكون زعلك أو...
قاطعتها شمس وهي تضحك اهدي يا ست ماما اديني فرصة اجاوبك..
وابتسمت لها وهي تغمغم اطمني خالص.. جسار كويس جدا معايا ومزعلنيش ابدا بالعكس والله كان طاير بيا يا ماما وكل يوم بيقولي بحبك أكتر من اليوم اللي قبله.
ثم شردت غارقه ببوح مشاعرها وهواجسها الغريب ماما هو ممكن واحدة تحب جوزها بالشكل الكبير ده رغم ان تاريخ علاقتنا مش طويل أنا بقيت احب جسار لدرجة الخۏف اني اتحرم منه لأي سبب متعلقة بيه زي الطفلة ما بتتعلق بأبوها..بحبو دعيما معايا ومايغبش عني كل ده عادي يا ماما
دمعت عين والدتها من فرحة ما تسرده شمس عن زوجها.. الآن اطمئنت عليها وتضاعفت غلاوة جسار في قلبها وتمتمت توضح لها الراجل اما بيكون حنين اوي كده الست بتعتبره فعلا ابوها واخوها مش بس جوزها يعني شعورك طبيعي جدا يا حبيبتي اطمني ربنا يسعدكم ويفرحني بولادكم أهو مرات حمزة أخوكي طلعت حامل عقبالك زيها.
ربنا يقومها بالسلامة تعرفي يا ماما جسار هيتجنن ومنتظر حملي من دلوقت.
ربنا يرزقكم يامشمش وتفرحي جوزك بيكي عقبال ريان ما يتجوز بنت حلال هو كمان..
والله لسه قايلاله كلمتين في الطريق ربنا يهديه.
يارب تعالي بقي اطلعي لجوزك عشان برضو ممكن يتحرج وانا هخليهم يجهزوا السفرة زمانكم واقعين من الجوع.
أنا جيت.
قالتها سارة بمرح ليمزح معها ريان استر يارب.
ياسلام شوفت عفريت حضرتك
حمزة بعتاب ماتزعلش قطتنا يا ريان..
سارة بمدح محبب تعيش ياحمزة يا ذوق انت..
ثم قالت وعيناها تلمع بحنان وهي تنظر نحوه حمد لله على السلامة ياجسار انت وشمس أمال هي فين
الله يسلمك يا سارة عقبالك.. هتلاقيها
مع طنط.
لا يا جسارة يا حبيبي قولي يا
ماما بلاش طنط دي أنت بقيت في غلاوة ولادي حمزة وريان وأكتر.
قالتها جمانة والدة شمس بنبرة حانية سكبت عليها سيل من أمومتها وهي تقبل جبينه لتستطرد ولا انا مش زي مامتك وهتعتبرني حماتك
رجفت أهدابه تفاعلا مع قولها الذي مس وترا داخل قلبه كأن السيدة تعلم بما ينقصه حتي ظن أن زوجته قصت لها شيء عن ماضيه المجهول نظر لها تلقائيا لتنفي هي بحركة طفيفة بعينيها صحة خاطره الذي أدركته فقال يشرفني طبعا اقول لحضرتك كده..
يبقي خلاص من هنا ورايح أنا مامتك ياجسار.. ربنا عالم ازاي بعزك وزادت غلاوتك من شكر بنتي فيك.. ربنا يرزقكم الذرية الصالحة.
جسار بمزاح أيوة ركزي دعواتك هنا أوي..
ضحكت قائلة بإذن الله هنفرح قريب..حمزة مراته حامل اهي يعني فال حلو..
سارة طب وسعولي بقي اسلم علي العروسة اللي راجعة مزة علي الأخر.. ثم جذبتها وهي تهتف للجميع سوري ياشباب هاخد بنت عمي منكم شوية.
ريان طبعا هو انتو تتجمعوا إلا اما النم يشتغل.. بس خفي علي اختي دي راجعة من سفر تعبانة.
ياساتر علي غلاستك..
حمزة روحوا انتوا يابنات سيبكم منه ده بيستفزكم وخلاص.. ثم دفع رأس أخيه موبخا أعقل بقي شوية.
مايبقاش ريان أخوك لو عقل.
قالها رضوان الذي أتاهم لتوه لتندفع نحوه شمس معانقة بشوق بابا وحشتني أوي أوي.
ربت عليها برفق وانتي كمان يا روح ابوكي..البيت مضلم من وقت ما مشيتي والله ..
ريان ايه ياحج رضوان.. وانا مش مكفيكم ولا ايه
سارة أكيد مخنوقين منك.
مالكيش دعوة انتي.
حمزة وبعدين في نقاركم ده احترموا ماما وبابا وجسار..
ابتسم الأخير ولأول مرة يختبر حلاوة تلك المواقف العائلية المرحة الدافئة..كم تمني أن يحيا في جو مماثل.. أشقاء..أب وأم يضمانه بهذا الحنان كما يفعلان مع شمس.
أزيك ياجسار نورت الدنيا كلها..
بنورك ياعمي والله.
جمانة طب هروح بقي اخليهم يجهزوا السفرة.
سارة وانا هاخد شموسة دقايق.
ريان ماتصدعيش أختي.
الټفت ترمقه بامتعاض وهي تبتعد تحت ضحكات شمس وحمزة وجسار.
يلا يا مشمش احكيلي بالتفصيل الممل كل حاجة حصلت معاكي من بعد الفرح لدلوقت..
أتجوزت.
باقتضاب قالتها بخبث لتهتف سارة بحنق يا سلام لا بجد نورتيني..هي دي إجابة برضو
أمال اقولك ايه.. أنا اختصرت وقلت الخلاصة.
لا أنا عايزة التفاصيل
لأ.. عيب ياسيرو دي أسرار زوجية..
كده برضو يا شمس بتخبي عليا..ده طول عمرنا سرنا مع بعض..
ضحكت مع قولها مش مسألة أخبي والله بس دلوقت غير زمان يا سارة.. أنا بقيت زوجة ومسؤلة عن زوج وأقل حقوقه عليا ان اسرارنا ماتطلعش برة ابدا.. وكفاية اقولك ان ربنا كرمني براجل بجد واني أسعد واحدة في الدنيا وحبي لجسار زاد أضعاف بعد ما عاشرته وعرفت طباعه عن قرب..
ثم غامت عيناهاتعرفي يا سارة ساعات بحس ان جسار ابني مش جوزي..مين فينا فرض الإحساس ده على التاني مش عارفة لكن اللي فهمته كويس انه من جواه طفل اتحرم من حاجات كتير في حياته بيحاول يعوضها معايا وده مخلي علاقتنا متلاحمة بشكل قوي رغم مدة تعارفنا القصيرة.
ياااااه يا بنت عمي.. واضح ان شهر العسل قربكم اوي من بعض يا شمس ثم ربتت علي كفها عموما أنا عرفت المهم واتأكدت انك مبسوطة ربنا يسعدكم حبيبتي.
يعني مش زعلانة عشان قولتلك لازم احافظ علي اسرارنا..
لا طبعا وكلامك مظبوط..
يابنات الأكل جاهز تعالوا
حاضر يا ماما جايين..
ونهضت وهي تقول يلا يا سيرو وبعدين نكمل كلامنا..
ماشي ياقلبي..
انقضت أمسيتهم القصيرة في بيت والدي شمس ثم غادرت الأخيرة مع زوجها لمنزل الزوجية.
خليكي هنا ثواني هدخل الشنط بس..
تعجبت طلبه ومكثت قرب باب شقتها تنتظره فعاد لتري قامته تنحني ليحملها كأنه يحمل عصفورة صغيرة هامسا دي أول مرة ندخل شقتنا بعد الجواز.. ولازم تدخلي وانتي على دراعي..
تغمض عيناها وصوته ينفذ إليها ويتغلل بروحها..كلماته تخبرها عن مقدار شوقه لها لتسقط بلحظات أسيرة هذا الشوق راضية كل الرضا بهذا الأسر..
ايه أخبار المكتب يا أشرف
هتف بها جسار وهو يأخذ موقعه خلف مكتبه ليجيب الأخير أطمن الدنيا ماشية وكسبنا كذا قضية وفي زباين منتظرينك بيقولوا عايزينك تتولي قضاياهم بنفسك..
تمام خلي السكرتيرة تحدد لهم مواعيد بكره وآدم اخباره ايه معاك
الحقيقة بيشتغل بمنتهي الجدية