الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

قصة جديدة

انت في الصفحة 34 من 54 صفحات

موقع أيام نيوز


عيناه التي لا يقوي على فتحهما من ارتفاع حرارة جسده بينما
هي فخرجت مجددا وعادت بعد لحظات وهي تحمل بيدها منشف صغير أكبر من حجم اليد قليلا وغمسته في الماء ثم أخرجته وعصرته وطوته ثلاث مرات ثم وضعته على جبهته فرفع هو يده وازاحه هامسا بصوت ضعيف يكاد لا يسمع 
اطلعي ياملاذ وسبيني أنا هنام وهصحى الصبح كويس إن شاء الله

هتفت برفض قاطع وشيء من الڠضب 
لا مش هسيبك إنت مش قادر تفتح عينك من التعب
ارتفعت نبرة صوته قليلا وهو يقول بخشونة 
قولتلك اطلعي ملكيش دعوة بيا
امسكت بالمنشفة الصغيرة وعادت تضعها على جبهته مجددا هاتفة في إصرار وحدة 
متعاندش معايا لما حرارتك تنزل إن شاء الله هبقى اطلع وأسيبك وممكن تسكت بقى وتسيبني أعملك الكمادات
ليس لديه القدرة لمقاومتها أو الجدال معها فاستسلم لأمره
وأغمض عيناه من جديد تاركا إياها تفعل به ما تريد واستمرت لدقائق تضع الكمادات على جبهته حتى هدأت حرارته المرتفعة قليلا فتنهدت هي بارتياح وجعلت تتفرس ملامحه بابتسامة جميلة ومحبة ثم مدت يدها تمررها برقة على شعره الأسود الغزير 
لم يمر أسبوعين على زواجهم ولكنه نجح بسهولة أن يتولى منصبه في قلبها وأصبحت شبه متأكدة من أنها الآن يمكنها إعلانه سلطانها الجديد وتدق الطبول احتفالا ببداية عهده 
سمعته يهمس في صوت خاڤت 
اطفي المروحة ياملاذ أنا بردان
مش هينفع اطفيها لازم اشغلها
عشان تجدد الهوا في الأوضة أنا مشغلاها على أقل درجة
فتح عيناه في صباح اليوم التالي بتكاسل وخمول ونظر لها بصمت للحظات وهي نائمة بسكون بجانبه فاعتدل في نومته وانحني
فتحت عيناها وتمطعت بذراعيها للأمام ثم اعتدلت جالسة ونظرت بجوارها فلم تجده لتقطب حاجبيها باستغراب ونهضت لتغادر الغرفة فسمعت صوت قادم من المطبخ علمت أنه فيه فتوجهت صوبه ووقفت بجوار الباب متمتمة في رقة 
صباح الخير
رد عليها باقتضاب دون أن ينظر لها 
صباح النور
ووقفت بجواره ثم مدت يدها لتتحسس جبهته هاتفة بنعومة 
بقيت كو 
قبل أن وابعدها هاتفا في صلابة 
كويس كويس الحمدلله
طالعته بنظرات رجاء أن ينهي عقابه لها فقد بدأت نفسها تتألم من جفائه معها ليخرج صوتها عابسا 
هتفضل لغاية إمتي كدا يازين 
وضع السكر في كوب الشاي ثم بدأ يقلب بالمعلقة وهو يردف بصوت رجولي أجش 
هيفضل حبك لخطيبك حاجز بينا وهيفضل خداعك ليا نقطة سودا في علاقتنا
هتفت بنبرة صوت مرتفعة قليلا وصدق ينبع من صميم فؤادها 
مبقتش أحبه والله العظيم مبقتش بحبه ليه مش عايز تفهم !! أنا مفيش حياتي حد غيرك ومبقتش بفكر غير فيك وعايزاك تديني فرصة اثبتلك ده واثبتلك إني مش بفكر فيه نهائي وإني ندمانة على اللي عملته اديني فرصة استعيد ثقتك فيا من جديد
نفسا قويا أخذه وأخرجه زفيرا حارا قبل أن يهتف في غلظة صوت ونظرة ثاقبة كالصقر 
طيب هديكي فرصة ولو معرفتيش تستعيدي الثقة دي هيحصل إيه
مفيش لو أنا هصلح كل حاجة عملتها صدقني
امسك بكوب الشاي والقي عليها نظرة قوية قبل أن ينصرف ويتركها تتراقص فرحا من داخلها وتفكر ماذا ستفعل لتتمكن من إعادة المياه لمجاريها فارتفعت لشفتيها ابتسامة مختلطة بمزيج من المشاعر الرومانسية 
فتحت الباب ببطء ودخلت حتى توقظه فتجده مازال نائما تنهدت بعمق  يتحدث بطبيعية مما جعلها تشك بأمره وتتساءل بفضول وحيرة هل خطتها تسير في الطريق الصحيح أم أنه أشفق عليها أم ماذا كانت تسأل نفسها هذا السؤال منذ ثلاث أيام وتخشى أن تسأله فتسمع منه ردا يدخل اليأس لقلبها أو تسمع ما لا تريد سماعه وينفعل فيشب شجار جديد وكانت تفضل عدم معرفتها سبب هذه المعاملة يكفي أنها تسعدها وتعطيها المزيد من الأمل 
انحنت نحوه 
بتعملي إيه !
ارتدت للخلف فورا في زعر وهتفت بتوتر مع قليل من الخجل 
ولا حاجة كنت جاية اصحيك عشان منتأخرش على الشغل
اعتدل وفرك عيناه متمتما بابتسامة مزدردة 
وإنتي كدا بتصحيني ولا بيا وأنا نايم
أشارت إلي نفسها بسبابتها هادرة بدهشة وترفع 
أنا !! بيك إنت !! ده على أساس إن إنت ملاك طاهر نازل من السما عشان بيك مثلا
أبعدها عن طريقه وهو يقول بضحكة خفيفة 
طيب ابعدي
نزل
من الفراش وتوجه للحمام لكي يأخذ حماما صباحي قبل الذهاب للعمل أما هي فقد همست لنفسها في فضول قاټل 
لا ما أنا هتحصلي حاجة لو مفهمتش هو بيتعامل معايا كدا ليه !
خرجت وبدأت في وضع طعام الإفطار في الصحون ومن
ثم ترتيبها على الطاولة الأمر الذي استغرق منها ما يقارب العشر دقايق وبعدما انتهت اندفعت نحو غرفتها مجددا حتى تستعجله وفتحت الباب لتجده يلف منشفة على نصفه السفلي وكان سيهم بفكها لولا دخولها الذي اوقفه فاستدارت فورا بجسدها كاملا توليه ظهرها هاتفة بإيجاز 
أنا حطيت الفطار يلا عشان ميبردش
ثم خرجت وأغلقت الباب بسرعة وهمت بالرحيل من أمام الباب ولكنها توقفت حين عزمت على أن تحصل منه على إجابة للسؤال الذي تطرحه منذ أيام فانتظرت لدقيقة وطرقت على الباب هاتفة 
حسن
اممممم
قالت بترقب لإجابته 
خلصت عايزة اقولك حاجة
ادخلي خلصت
فتحت الباب من جديد فوجدته ارتدي بنطاله فقط هل سألته انتهيت أم لا لتقصد البنطال فقط ولكنها لم تركز كثيرا عليه وحاولت أن تثبت نظرها
على وجهه فقط ثم اقتربت منه ووقفت بجانبه وتابعته وهو يفتح الخزانة ويلتقط قميصا من اللون الازرق الداكن ويدخل ذراعيه في أذرعته وكان على وشك أن يغلق أزراره ولكن سؤالها جعله ينتبه لها أكثر وينظر لها حيث قالت بوضوح دون أي
مقدمات 
إيه سبب تغيرك معايا من ساعة ما اتخانقنا على موضوع الطلاق
اتاها صوته القوي وهو يبتسم ببساطة 
أنا متغيرتش بس تقدري تقولي إني لقيت إن شغل القط والفار ده مش هيفيد بحاجة بالعكس هيوجع دماغي أنا والأفضل إني اتعامل معاكي بسلاسة وعادي جدا لغاية ما نتطلق
هذا ما كانت تخشى سماعه ولهذا كانت مترددة في سؤاله وعلى عكس المتوقع منها غمغمت في شيء من السخرية 
يعني إنت خلاص قررت إنك هتطلقني
بدأ يزرزر قميصه وهو يقول بمبالاة 
إنتي شايفة إننا ينفع نكمل مع بعض !!
قالت بهدوء تام 
ومينفعش ليه !
نظر لها وقال ببرود قاسېا وكلمات دخلت في قلبها كالسقم الذي يفتت الأعضاء 
عشان احنا مننفعش لبعض وعشان أنا مش قادر أحبك
رفضت الكلمات الخروج ورفض صوتها أن ينطلق من حنجرتها وفقط شعرت بأن دموعها على وشك التجمع في عيناها وما زاد الأمر سوءا استرساله في الحديث ولكن هذه الأمر ببعض
اللين 
إنتي مش هتقدري تغصبي حد عشان يحبك يا يسر أنا مش بحبك فعلا بس كمان مش بكرهك أنا بكره تصرفاتك وأفعالك ومش عايز أكرهك فعشان كدا هننصبر لغاية ما تعدي فترة على جوازنا وبعدين هنطلق صدقيني ده أفضل حل لينا احنا الاتنين
لديه الحق في جملة واحدة فقط هي لن تستطيع إجباره على حبها فكل شيء يمكن أن يكون بالإجبار إلا القلب فلا تتمكني من فرض سيطرتك عليه وجعله يخضع لقوانينك ويذعن لك لن تتمكني من جعل القلب يستلطف شخصا أو يكرهه أو يحبه بالإجبار 
الآن فقط يمكنها أن تبارك له على الفوز وتتقبل خسارتها النكراء 
امتلأت عيناها بالدموع وقالت في انكسار وعجز 
موافقة ياحسن
أحاط بكتفيها وتمتم في لطف وحنو مع زرانة وتعقل 
من غير زعل يايسر أنا مدرك حبك ليا بس احنا مش لبعض وإنتي أكيد هتنسيني بعدها بفترة وهتلاقي الشخص اللي ينسابك ويحبك إنتي تستاهلي واحد يقدرك ويحبك لكن أنا مش هقدر أكون الشخص ده إنتي محتاجة واحد زيك !
قال جملته الأخير بابتسامة مداعبة لتجيبه بتعجب 
زي إزاي يعني !
أكمل بمزيد من المشاكسة حتى يجعلها تبتسم 
واحد خبيث زيك عشان تتأقلموا مع بعض لكن أنا طيب وغلبان جمبك وبخاف على نفسي منك أحيانا
ابتسمت بالفعل وأظهرت عن أسنانها البيضاء الناصعة ثم قالت بنبرة عادية تتصنع من خلالها الثبات 
طيب خلص لبس وتعالى أنا هستناك برا عشان الأكل
أماء لها بالموافقة لتستدير هي وتنصرف وبمجرد ما خلت بنفسها في الخارج تركت العنان لدموعها تسقطهم في صمت وهي تشعر بتمزق قلبها من الألم والحړقة 
يبحث في مكتبه الصغير عن بعض الأوراق الخاصة بالعمل لكي يأخذها معه وبينما هو منشغل بالبحث
عنها دخلت عليه هدى وأغلقت الباب خلفها وهاتفة 
رايح الشركة من دلوقتي ياكرم 
أهاا إنتي عايزة حاجة ولا إيه !
استغرقت لحظات وهي تجهز الكلمات بذكاء في عقلها حتى تصل لمبتغاها ثم اقتربت منه وهمست في صوت منخفض قليلا 
هتعمل إيه مع شفق وأخرة ما تقعد هنا يعني أهو عدي أسبوع وهي ذات نفسها عايزة تمشي
قال يإيجاز وعدم اهتمام وهو لا يزال يبحث في الأدراج عن ما يريد 
أنا اتكلمت معاها إمبارح ياماما وفهمتها الموضوع
استفزها عدم اكتراثه للأمر فهتفت في حدة ملحوظة في نبرتها 
مينفعش تقعد هنا كتير ياكرم وهي مهما كان فهي غريبة عننا ومش من عيلتنا وملاذ ويسر لما بياجوا هما وإخواتك بحسهم بيضايقوا وبذات يسر ده غير إن جدتك كمان أسبوع ولا حاجة وهتاجي وهتعوز تخلي حسن وزين ياجوا ياخدوا يومين معانا هنا وعيب تقعد وسطيكم وهي غريبة عنكم كلكم
عثر على الأوراق أخيرا ثم القاها على سطح المكتب وهو يجيبها بفتور وشيء من الانفعال البسيط 
وأنا أعمل إيه بس أسيبها في بيتهم وحدها ويحصل معاها
زي ما حصل لما جبتها أنا تعبت والله كل حاجة بتضغط عليا !! لو عندك حل وهيخليها في آمان قوليه وريحيني
ابتسمت بمكر وقالت مباشرة دون أي مقدمات 
اتجوزها
الجمته الكلمة في أرضه وجعلته يحدق بأمه في دهشة ولا يستوعب ما اخترق سمعه للتو وسرعان ما ضحك ساخرا دون أن يتحدث ويسمع استرسالها في الحديث وهي تقول بحكمة 
ده الحل الأمثل إنت هتفضل تحميها كدا لغاية امتي لكن لما تتجوزها هتبقى تحت عينك وهتكون برضوا نفذت وصيت سيف الله يرحمه وهتخلي اخته في كنفك وجمبك علطول وفي حمايتك
استمر في ضحكه المندهش وهمهم في ازدراء 
أنا مش مصدقك والله ولا مستوعب اللي بتقوليه
رسمت محل ابتسامتها قسمات الحزم والاستياء البسيط وقالت في شيء من الجفاء 
مش مستوعب ليه !! إنت
عايز تفضل عازب
 

33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 54 صفحات