الأربعاء 27 نوفمبر 2024

قصة جديدة

انت في الصفحة 49 من 54 صفحات

موقع أيام نيوز


واتخذوا طريقهم نحو المنزل وكان كرم وزوجته بانتظارهم أيضا في المنزل للترحيب بجدته وجلسوا إلى مايقارب الساعة يتبادلون الاحاديث والضحك حتى صعدت ميار لغرفتها لتبدل ملابسها بأخرى وتأخذ حماما دافي لتزيح عن جسدها إرهاق السفر وفي هذه اللحظات رن الجرس معلنا عن وصول زين أخيرا هو وزوجته وكانت الجدة في كامل التشويق لمعرفة المرأة التي اخترتها له أمه وفضلها هو عن ابنة عمه 

فتحت هدى الباب ورحبت بابنها ترحبيها حارا وكذلك بزوجته ثم انتقل هو لجدته وانحنى متمتما 
حمدلله على السلامة ياست الكل
الله يسلمك ياحبيب جدتك وحشتني ياولا
وإنتي اكتر والله
وبدورها قالت لها في تهذيب وهي تصافحها حمدلله على السلامة لم تتمكن الجدة من رؤية وجهها بسبب النقاب الذي يخفيه ولكنها اكتفت بابتسامة صفراء ومزيفة تضمر خلفها الحقد والضيق ليلاحظها زين ويتضايق ولكنه لم يبدي أي ردة فعل واتجه وجلس بجانب والدته واتخذت ملاذ مقعدا لها أيضا بجواره وبعد دقائق قليلة وقعت نظرات يسر على الدرج الذي كانت تنزل عليه ميار برأسه ويصيبه ما صابها بالضبط ومن ثم الجميع بدأو ينظروا وآخرهم زين !!!! 
الفصل الثامن عشر 
ابعد حسن نظره وكذلك كرم وقد بدت عليهم علامات الاستياء البسيط أما زين فخانه نظره والقى نظرة سريعة عليها كنوع من الفضول وبمجرد ما وقع نظره عليها اشاح بوجهه فورا ومسح على وجهه متأففا في ڠضب شديد متمتما 
استغفر الله العظيم يارب
كانت يسر قد اتت قبل زين بلحظات قليلة ولم تتمكن من الترحيب بها فاقتربت هي منها ومدت يدها تقول في رقة طبيعية منها 
Hi !!
مدت يسر يدها وصافحتها في عڼف هاتفة باغتياظ وغل 
هاي ورحمة الله وبركاته ياحبيبتي
حك حسن ذقنه محاولا إخفاء ابتسامته التي كانت ستنطلق بعدما رأي قسمات زوجته وردها المليء بمشاعر الحقد على ابنة عمها أما ميار فاقتربت من ملاذ أولا تمد يدها لتسلم عليها ولكن ملاذ رمقتها بنظرة فاحصة كلها غيرة خاصة بعدما عرفت من زوجها قبل أن يأتوا أن جدته كانت تحاول تزويجه من هذه الفتاة المتحررة ثم صافحتها بخنق ولم تقترب من زين ولم تحاول
أن تمد يدها المصافحة لعلمها أنه لا يصافح النساء وكان واضح على معالمه أنه ينقصه دقيقة أخرى وينفجر بالكل بلا استثناء من فرط غيظه وهو يتحاشي النظر إليها ولا يرفع نظره بتاتا واحتراما لجدته فقط هتف بامتعاض دون أن ينظر لها 
عاملة إيه ياميار 
ردت عليه في خفوت هاديء وتوتر من ملامح وجهه المحتقنة بالډماء 
الحمدلله كويسة
كان يسود الصمت المشحون بالتوتر والضيق من الجميع على ما ترتديه أمام أولاد عمها دون احترام لأحد ولكن زين لم يكن يستطيع تحمل هذه المهذلة حيث وجه حديثه لشقيقته في نظرة صارمة ومخيفة وصوت رجولي أجش 
قومي يا رفيف خدي ميار واديها حاجة تلبسها من هدومك
نقلت ميار نظرها بين الجميع في شيء من الدهشة وبالأخص جدتها التي اشارت لها بأن تفعل دون جدال فنهضت ولحقت برفيف إلى اعلى حيث غرفتها ليصدر هو زفيرا ملتهب ويزداد سوء غضبه عندما سمع جدته تهتف مدافعة عن حفيدتها 
زين ميار متربية طول عمرها في المانيا واتعودت على اللبس
ده كنت قولتلي أنا وأنا
كنت هقولها
هدر في اندفاع وعصبية بصوت به لمسة خشنة مريبة 
اللبس ده تلبسه في المانيا ملناش دعوة بيها لكن هنا تحترم وجودنا مش طالعة قدامنا بقميص نوم
ثم هب واقفا واندفع لغرفته بالاعلى وبدون تفكير لحقت به ملاذ هدى كانت تنظر في عدم حيلة فهذا ما كانت تخشاه أما الجدة فقد ظهرت علامات الڠضب على وجهها فلأول مرة يصيح بها حفيدها هكذا ليهتف كرم في هدوء ولطف 
متزعليش من زين ياتيتا إنت عارفاه عصبي انتي اتكلمي مع ميار بس وفهميها بهدوء
ثم تحولت نبرته من الهدوء إلى الحدة البسيطة وهو يكمل 
لان هو عنده حق برضوا تلبس اللي عايزاه في المانيا بس هنا تحترم وجودنا
كان حسن يتابع الذي يحدث في صمت وفضل أن لا يتحدث أبدا حتى لا يكون فظا أكثر من أخيه الكبير و لتنهي هذا التوتر هدى وهي تهتف معاتبة ابنائها في ضيق 
خلاص ياولاد حصل خير جدتكم لسا جاية من سفر هتضايقوها من أول كام ساعة كدا تعالي ياماما اوضتك فوق وغيري هدومك وارتاحي شوية من السفر
استقامت واقفة ثم اتجهت إلى غرفتها بالأعلى ولحقت بها هدى وانتهت الجلسة على كرم وزوجته وحسن ويسر ليقول حسن ساخرا وهو يضحك بشيء من الضجر في اندهاش من جرائتها التي مكنتها من الخروج أمامهم بهذه الملابس الڤاضحة 
على رأى زين ده قميص نوم فعلا !!
بادله الضحكة الساخرة بنفس الضجر لتهب يسر واقفة وهي تتنهد الصعداء وتشير لشفق بأن تأتي معها ويجلسوا في أي مكان آخر ويجددوا مودهم الذي عكرته تلك الالمانية الصغيرة !! 
اغلقت ملاذ باب الغرفة خلفها برفق ورفعت النقاب عن وجهها ثم اقتربت منه بيدها على كتفه هامسة 
ممكن تهدى الموضوع مش محتاج كل العصبية دي !
صاح منفعلا 
مش محتاج ازاي ياملاذ إنتي مش شايفة كانت لابسة إيه إزاي اصلا قدرت تطلع قدامنا بالمنظر القذر ده !!
قبضت على كفه تضغط عليه بلطف وتتمتم برزانة 
هي صغيرة لسا وزي ما قالتلك جدتك هي عايشة برا فمتعودة على كدا
قال ضاحكا بسخرية على حسن نية زوجته 
ميار مش أول مرة تاجي عندنا يا ملاذ دايما بتاجي ولما بتاجي أنا بسكت وبستحمل وعمرها 
عقدت حاجبيها وهي تتساءل عن سبب تغير الأمر الآن وتهدر في حيرة 
وإيه اللي اتغير دلوقتي يعني !!
قال بتوضيح أشد ونظرة مشټعلة 
اللي اتغير إن جدتي مش عجبها إني اتجوزتك وأكيد موصياها وهي فاكرة إنها لما تلبس كدا أنا هغير رأي وهتجوزها وهطلقك مثلا من الآخر يعني كل
ده مقصود وهو ده اللي مجنني ومخليني متعصب كدا عشان فاهم حركاتهم دي كويس أوي
تركت يده وظهرت علامات الغيظ والغل على محياها هل تسعى تلك الشيطانة الصغيرة للتفريق بين زوجها بعد كل ما فعلته لكي تحسن علاقتهم بالتأكيد لن تسمح لها بالعبث معها وستضع الحدود لردعها كما يجب ! 
مدت يدها وقالت بدلال وهي تعبث بقميصه وتنهدم من مظهره 
ومين قالك إني هسمحلها أصلا إنها تفرق بينا حتى لو كانت جدتك
نظر إلى يدها التي على قميصه ونبرة صوتها ونظرتها فكاد لوهلة أن ينصاع خلف ولكنها اكملت في لؤم 
هي جدتك مش عايزاك تاخد اسبوع معاهم هنا أنا بقولك نقعد اسبوع وسبلي البت ميار دي
ابعد يدها بكامل الهدوء حتى لا تؤثر عليه أكثر من ذلك وقال باسما بتحذير 
ملاذ أنا مش عايز مشاكل !
أجابته ضاحكة بمداعبة محببة لقلبه 
إنت تعرف عني إني بتاعت مشاكل برضو ياحبيبي اطمن
واستجمعت ثقتها وشجاعتها لتقترب ألم تكفيها كلمة حبيبي فأخذ هو نفسا عميقا ليخرج قليلا من النيران التي اشتعلت في أعماقه ولم يغب عنها وضعه بالتأكيد حيث لاحظت تأثيرها عليه فابتسمت بعاطفة وتلفتت في الغرفة بحركة دائرية وهي تقول 
إيه ده أول مرة
ادخل اوضتك
كانت غرفة هادئة والوانها تبعث الراحة والسکينة واسعة إلى حد ما وعلى الحائط لوحة صغيرة مكتوب عليها آية الكرسي ثم وقع نظرها على الفراش العريض فنقلت نظرها في ارجاء الغرفة بحثا عن أريكة وعندما لم تجد شكرت ربها في قرارة نفسها وسعدت لأنها ستقضي اسبوعا كاملا وهي بجواره في نفس الفراش وستأخذ هذا الأسبوع وسيلة لتقوية علاقتهم أكثر ولن تسمح لجدته أو ابنة عمه بأن يشعلوا فتيل المشاكل بينهم ! 
عادت بنظرها مجددا له وقالت في جدية وحنو 
روح اعتذر من جدتك مينفعش إنت عليت صوتك عليها برضوا متخليهاش زعلانة منك وهي لسا جاية من سفر
أماء لها بالموافقة وهو يهمس شاكرا إياها لأنها نجحت في امتصاص غضبه بأقل الكلمات 
شكرا ياملاذ
طالعته بابتسامة عاشقة وأعين تلمع بوميض جميل لتصنع ابتسامتها وعيناها مزيج غرامي رائع واستقرت هو من عيناه نظرة دافئة أخيرة قبل أن يستدر
وينصرف متجها إلى غرفة جدته حتى يعتذر منها عما صدر منه من فظاظة وانفعال ليس بإرادته ! 
فتحت
الباب ودخلت بعد أن اخبرتها رفيف بأنه في غرفته اغلقت الباب خلفها وسمعته وهو يتحدث مع أحدهم عن البحث عن شخص وكان مستاء بشدة ويقول بوضوح مهو أنا هجيبه يعني هجيبه هيروح مني فين فتوقفت للحظات تحاول توقع عن من يتحدث ولم يتعبها التفكير كثيرا وبسهولة فهمت أنه يتحدث عن ذلك الوغد الذي زوجته و لا يكف عن ملاحقتها فأخذت نفسا عميقا واقتربت منه بعد أن انهى الاتصال وكانت نظراتها تطلع اشارات مباشرة بعتاب وخوف فتستقبل منه الريبة والتعجب في نظراته حتى تمتم بخفوت 
في إيه !!
قالت بأعين زائغة 
لسا مصمم علي اللي في دماغك وإنك مش هتسلمه للشرطة لو مسكته
أجابها في حزم ونبرة غليظة 
ومش هتراجع ابدا
ازدادت نظرات عيناها حزنا وقلقا وغمغمت في رجاء 
ارجوك بلاش ياكرم إنت معقول عايز !! إنت لو حابب تخلص عليه نهائي ممكن تدخله السچن وهتقدر تخليه ياخد اعدام وهيبقى أخد جزائه بس بالقانون ومن غير ما تضيع نفسك بسبب الحيوان ده
حدجها بصمت دون أن يجيب فعلمت أنه لم يقتنع بما قالته ومازال مصر على قراره أي أنه لن يزيل فكرة القټل من عقله بتاتا اصابها اليأس والشجن وقالت بأعين دامعة 
يعني مفيش فايدة !
هز رأسه نافيا في اصرار واضح على ملامح وجهه الحازمة فتضيق هي عيناها بخزي وتتجه نحو الفراش وتجلس عليه پألم فشعور القلق يزداد بداخلها كلما تتذكر أنه لا زال يلاحقه الټفت هو لها بجسده كاملا وتمتم في نبرة رجولية خشنة 
أنا عايز اخد حق مراتي واخد حقك إنتي كمان
لم تتمكن من منع دموعها ورفعت نظرها له تقول مندفعة من بين بكائها 
وأنا بقولك أهو مش عايزاك تاخدلي حقي أنا عايزة القانون هو اللي ياخدلي حقي منه ومراتك ماټت خلاص يعني لما محدش هيستفيد حاجة إنت الوحيد اللي هتخسر حياتك
استغفر ربه مغلوبا على أمره ولم يتضايق من كلامها الذي قد يكون قاسېا على أحد لا يعرفها ولكنه بات يفهمها جيدا ويفهم أنها لا تقصد فقط قالت هكذا من ضيقها واضطراب نفسها ولامه ضميره عندما رأى دموعها فاتجه وجلس بجوارها متمتما بعد أن عاد لطبيعته الساحرة والرقيقة 
طيب فهميني بس إيه سبب العياط أنا زعقت فيكي وأنا مش واخد بالي مثلا !!
التفتت برأسها ناحيته وقالت بصوت مبحوح ونظرات راجية دون أن تفكر فيما تقول حيث اعترفت له بشجاعة ومباشرة 
سببه إنك مش عايز تفهم
 

48  49  50 

انت في الصفحة 49 من 54 صفحات