قصة جديدة
لمكن دلوقتي الوضع يختلف مش كدا ولا إية ياحبيبي
وجهت له سؤالها في نظرات متقدة كلها غيرة وعصبية ليجيبها ضاحكا مسايرا إياها في كذبتها العلنية باستمتاع بغيرتها وعصبيتها التي تحاول اخفائها
اممممم أكيد طبعا يختلف ويختلف كتير أوي كمان !!
هتفت يسر محدثة ميار في لؤم
ألا قوليلي ياميار هو الفستان اللي كنتي لبساه الصبح ده مش من مصر صح أصل عجبني أوي وكنت عايزة اشتري زيه
أن أن تكون لؤما أكثر منها وتسكتها تماما عن الكلام حيث قالت باسمة باستنكار
وإنتي هتعملي بيه إيه يايسر اعتقد إنك مينفعش تلبيسه لإنك محجبة
بدأ الحديث يأخذ المنحني المفضل بالنسبة للشاهد الذي كان يتابع ما يحدث وهو يبتسم فوجد زوجته تضحك بخبث فاق مكر تلك الحمقاء التي ظنت نفسها قادرة على الانتصار عليها حيث قالت في خفوت ماكر ونبرة تقصد بها الإهانة ولكن بشكل غير مباشر
عشان أمة لا اله إلا الله تتفرج بس واضح إن تيتا مقالتش ليكي الكلام ده لإنك لو كنتي عارفة مستحيل كنتي هتطلعي قدام ولاد عمك بالمنظر ده وللأسف الكل فاهم لبستي كدا ليه واولهم زين
نقلت ميار نظرها بين حسن الجالس وقد بدت علامات الدهشة على محياه حيث لم يكن يتوقع أن يكون ردها بهذا القسۏة فقد أصابت الهدف تماما بكلماتها ولم يعجبه آخر ما قالته بالأخص في وجوده فلم يكن هناك داعي
يسر !!!
التزمت الصمت بعدما رأت نظرته الغاضبة أما ميار فرمقتها شزرا وباغتياظ ثم هبت واقفة واتجهت لداخل المنزل فتقول يسر ساخرة بقرف
وكمان ليها عين ترد عليا ده إيه البرود ده أما بنت معندهاش ډم صحيح !!
القى عليها نظرة مستاءة وزفر بنفاذ صبر وهو يشيح بوجهه عنها محاولا تهدئة نفسه حتى لا ينفجر بها وفي ظرف لحظة وجدها تثب وتجلس بجواره وتضربه على ذراعه بخفة هاتفة في غيرة شديدة
بدا مڤزوعا من وثوبها المفاجيء إلى جانبه وضربها له على ذراعه فصاح بها منفعلا
وإنتي مالك كنا بنقول إيه !
فتحت عيناها على أخرهم مدهوشة من رده وقالت بعصبية وانفعال أشد منه
أنا متقوليش إنتي مالك أنا مراتك ومن حقي اعرف كنت بتقول إيه لما تقعد مع بنت
الشاي هيتكب عليا !! ابعدي كدا بقى دي إنتي لزقة إيه الغلاسة دي
عادت تلتصق به من جديد قاصدة استفزازه وهي تقول بسخط حقيقي وليس مزيف
مش هبعد وهتقولي كنتوا بتقولوا إيه ياحسن
رفع كأس الشاي لأعلى يوهمها بأنه سيسكبه عليها ويقول بضحكة بسيطة منذرا إياها
تراجعت للخلف وهي ترمقه شزرا بامتعاض وعيناها تطلق شرارات حمراء فاطمئن لها وانزل الكأس ليجدها تهجم عليه وتغرز اسنانها بغل في وجنته فيرتفع صوت تأوه پتألم وتثب هي واقفة راكضة بعيدا عنه حتى لا ينال منها وتسمعه يقول پغضب حقيقي هذه المرة واضعا كفه على وجنته
هزت له كتفها يسارا ويمينا كوسيلة لزيادة ضجره وهي تضحك بخبث وتشفي ثم استدارت ودخلت للداخل تاركة إياه يتوعد لها
انتهى اليوم العائلي والجميع رحل باستنثاء زين وملاذ الذين سيقضون اسبوعا كاملا معهم في المنزل بناءا على رغبة الجدة وقد دقت الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل وجميع من في المنزل بمضاجعهم نائمون في ثبات بعد اليوم الطويل والمرهق الذي مر على الجميع بلا استثناء !
كان زين في فراشه جالسا ويستند برأسه على حافة الفراش من خلفه وبيده أحد الكتب الدينية يقرأ بها بتركيز شديد ولكن تشتت انتباهه بمجرد ما لمحها وهي تخرج من الحمام بعد أن أخذت قبل والغريب من كل هذا أنها كانت تتصرف بطبيعية تماما ولم تنظر لها مطلقا فقط تجفف شعرها بالمنشفة الجافة ومن ثم اتجهت إلى امام المرآة لتبدأ في تسريحه !
وكانت افكاره كالتالي ماذا تفعل ! هل تحاول !! أم أنها تحاول أن تسلبني عقلي حتى لا أفكر مجرد التفكير في ميار أي أنها تريد أن لا تجعل أي فرصة بيني وبين أي أفكار معاكسة قد تظهر فجأة في ذهني ! أخذ يحدق بها وهي تسرح شعرها وعيناه لا تنحرف عنها لثانية ويترك لعيناه الحرية في التأمل بهذه المرأة الفاتنة التي تقف أمامه بملابس مٹيرة ولم يعلم كم مر من الوقت وهو على هذه الحالة حتى وجدها تقف أمامه وهي تبتسم برقة وتتمتم في إحراج بسيط
لو مش حابب أنام جمبك أنا ممكن أنام على الأرض عادي
يقسم لها أنه لو كان يوجد بهذه الغرفة اريكة لكانت ستجده فورا عليها فهو لا يضمن نفسه السيئة عندما تدخل معه في نفس الفراش بملابسها هذه وبالتأكيد لم يتركها تقضي ليلتها على الأرضية فافسح لها في الفراش عن مكان وقال بسخرية وجدية
تعالي جمبي وبلاش هبل قال أنام على الأرض !!
ابتسمت ابتسامة خفية لن يتمكن من مشاهدتها ثم تمددت بجواره وسحبت الغطاء إلى جسدها وأخذت تتابعه بصمت وهو يقرأ في كتابه
وبعد دقائق اعتدلت في نومتها وقالت بحماس مترددة في طلبها
ينفع ندردش مع بعض شوية لو مش هتضايق
ترك الكتاب من يده واسنده على الفراش بجواره ونظر لها متمتما بتنهيدة عميقة
ندردش في إيه ياملاذ !
اقتربت منه واستندت بمفرقها على وسادة
الفراش وكفها كان تحت وجنتها وهتفت في وجه بشوش
في أي حاجة وأنا كنت حابة اسألك عن حاجة كدا
حاجة إيه اسألي !
أخذت نفسا
عميقا قبل أن تبدأ في سؤالها وهي تقول بهدوء مشجع
يعني أنا كنت عارفة إنك في فترة خطوبتنا مكنتش بتكلمني لإنك كنت خاېف تغلط وتقول حاجة وتاخد ذنوب عليها من غير ماتحس لكن سؤالي بقى هو حرام فعلا إن البنت تكلم خطيبها !
ابتسم لها بحنو وأجابها بنبرة متشبعة بحرارة الحديث في ابتسامة ناعمة
لا مش حرام طبعا ياملاذ وإلا مكنتش هكلمك نهائي بس مش حرام لما المكالمة تبقى لمجرد السؤال والاطمئنان فقط زي ما كنت بعمل يعني كل كام يوم كنت بكلمك اسأل عليكي واطمن عليكي واقفل أو مثلا
لو كانوا بيتكلموا عن حاجة تخص شقتهم وكدا لازم يتفقوا مع بعض ويتكلموا عشان يجهزوا شقتهم وبرضوا بيبقى الكلام بحدود وبضوابط محددة لكن إيه هو الحړام بقى الحړام اللي بيحصل حاليا ده خطيبي وبتكلم معاه في التلفون بيطمن عليا وبيطمن عليها دي اللي هي ساعتين أو تلاتة في كلام ملوش لزمة وعاملة ايه ياحبيبتي ووحشتيني ومعرفش إيه الكلام ده كله حرام زي ما هو حرام إن يبقى في ولازم يبقى في غض بصر وكمان أنه زي ما بيحصل حاليا ده غلط لإن الخطوبة دي وعد بالزواج مش زواج يعني خطيبك ده غريب عنك واجنبي زيه زي أي راجل ماشي في الشارع غريب هل هتسمحي لحد غريب لا وهو كذلك مينفعش
هزت رأسها متفهمة كلامه جيدا ثم قالت باسمة بمشاكسة
وإنت عشان كدا عجلت في الجواز
امممم لإني مبحبش الخطوبة دي نهائي وكنت بتعمد إني مكلمكيش أو اشوفك غير لما تبقى مراتي عشان تبقى كل حاجة حلال ومفيش حاجة غلط
تمتمت في نظرات غرامية وهائمة في بحور عشقه ونبرة تعزف سيمفونية حب ساحرة
بجد أنا بحمد ربنا كل يوم إنه كرمني بيك يازين ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك
افترت شفتيه عن ابتسامة عاطفية ومد يده يعبث بخصلة شعرها المتمردة هامسا
طيب نامي يلا عشان الوقت اتأخر تصبحي على خير
ثم تمدد على الفراش وهم بأن يوليها ظهرها ولكنها اوقفته بقبضة يدها التي على كتفه وقالت بتعجب به بعض
مش هتقولي ويخليكي ليا إنتي كمان !!
قهقه بخفة وأجابها معيدا ماقالته للتو في دفء
ويخليكي ليا ياملاذ حلو وجعلت وجهتها أمامه بالضبط تحدق به وهي تبتسم بسعادة غامرة بعد أن شعرت بدنو هدفها بينما هو فكان يوليها ظهره لا يرى وجهها الذي يتلون بمائة لون في اللحظة الواحدة من فرط سعادتها وظلت هكذا لدقائق حتى غلبها النوم وابحرت في عالم احلامها الخاص فيلتفت هو برأسه ناحيتها
ترجلت رفيف من السيارة في صباح مشرق ودافيء ووقفت لدقائق وتحدق بالمطعم من بعيد وتفرك يديها ببعضها في توتر تحاول استدعاء بعضا من ثقتها بنفسها وشجاعتها لتظهر أمامه في أول يوم عمل بينهم بكامل الثقة والشموخ ولكنها تعرف حق المعرفة أنها ستذعن لتوترها وإعجابها به بمجرد رؤيته وفورا عصفت صورة أخيها في ذهنها فقالت پخوف في قرارة نفسها ماذا لو كان زين ينتظرني معه بالداخل لا لا استطيع يجب علي أن اضع الحدود لاضطرابي ومشاعري الحمقاء هذه فهندمت من ملابسها جيدا وقادت خطواتها بكامل الثقة والثبات تجاه الداخل وبمجرد دخولها استقبلتها الفتاة التي تعمل في الشركة وقد كلفها أخيها بمهمة مساعدتها حتى لا تبقى بمفردها
حدتثها رفيف في نظرات تتجول في ارجاء المطعم بأكمله
أستاذ إسلام وصل يارحاب
اماءت لها بالإيجاب وقالت باسمة
أها ومستنيكي جوا عشان نبدأ في الشغل فورا
أخذت نفسا عميقا ثم قادت خطواته نحو جزء داخلي في المطعم فوجدته يجلس على طاولة متوسطة وأمامه أوراق بعضها كبير والآخر صغير ومنشغل بتفقدهم والعمل لتتحرك نحوه وتقف قائلة بخفوت
أستاذ إسلام
رفع نظره لها وهب واقفا فورا وهو يجذب عكازه ليستند عليه في الوقوف ويمد يده مصافحا إياها في عذوبة لتمد يدها وتتصافح معه بسطحية شديد ثم تسحب المقعد المقابل له للأمام وتجلس هاتفة باعتذار بسيط
اتأخرت عليك أنا آسفة بس الطريق كان واقف
هز رأسه نافيا يوضح له بساطة الأمر ويقول ببشاشة
لا متأخرتيش أنا لسا واصل قبلك بدقايق أساسا
افترت عن ابتسامة خفيفة على شفتيها وهي تقاوم ارتباكها منه ثم نظرت إلى الأوراق وعادت بنظرها له مجددا تهز رأسها بعدم فهم ليقول في رسمية تليق بصوته الرجولي
تمام بصي الورق ده فيه كل حاجة ومحتاج قعدة كدا طويلة
عشان افهمك كل حاجة فيه ونشتغل صح واحنا وبنشتغل فنجان قهوة كدا هيظبط كل حاجة بتشربي قهوة
تلعثمت لسبب مجهول هل لرسميته أم لوسامته أم لماذا لا تعرف ولكنها نفرت تلك الأفكار
واستغفرت ربها في نفسها ثم قالت في هدوء تام
أكيد بشرب قهوة
هب واقفا وتحامل على عكازه موليا إياها ظهره وقبل أن يتحرك