حي المغربلين
بذلته ثم ألقى به بجواره جالسا و واضعا ساق على الآخر
صمت مريب يلعن عن إقتراب العاصفة قلمه يرن بالغرفة بلا كلمة واحدة و السكرتيرة تحاول التقاط أنفاسها المسلوبة منها كلمة خائڤة لا تصف ارتجاف جسدها المڼهارة
ألقى القلم من بين أصابعه على الأرض قائلا بهدوء
سامعك مين اللي خسر الصفقة!
ضغطت على كفيها بتوتر مردفه بنبرة متقطعة
وضع يده على رأسه مردفا
أخرجي برة و ألغي كل المواعيد بتاعتي النهاردة برة
أمرك يا فاروق بيه
أزهار هانم فين أدي ليها التليفون عايزها
أزهار هانم خرجت بعد حضرتك بخمس دقايق و لسة موصلتش يا فندم
نعم يا فاروق
رجعت إليه
روحه مع نطقها لحروف إسمه يستحيل أزهار تكون خائڼة يعلمها أكثر من نفسها فهي مثل الوردة التي تعطي للحياة رائحة و لون
أغلق عينيه متلذذا بسماع صوت أنفاسها مردفا بصوت متحشرج
رنيت عليكي كتير يا شوكولاته كنتي فين كل ده!
يا ليتها ظلت صامتة و لم تتحدث يا ليتها لم تجيب على الهاتف من الأساس أغلق الهاتف بوجهها لا يعلم ماذا يقول صامت يعيد ما قالته بصوتها المتوتر تكذب عليه لماذا!
و بأقل من ثانية واحدة أتى إليه رد سؤاله مع رسالة واتساب تحمل صورا لها بملف الصفقة مع فوزي الخولي صور أخرى لها و هي تأخذ منه حقيبة الأموال مستحيل أزهار لم تفعل به ذلك لأول مرة يشعر بطعم الخسارة و على يد من يدها هي!
شعوره بالاختناق ارتفعت حرارة جسده و اختفى الأكسجين من حوله ليقول بهمس قبل أن يفقد الوعي
خاېنة يا أزهار يا خسارة حبيتك
الفصل التاسع عشر
بداية الرياح نسمة
حي المغربلين
الفراشة شيماء سعيد
رغم معرفته بخطۏرة تلك الخطوة إلا أنه سيقوم بها هي دواء چروحه قلبه محترق و هاجر علوان علاجه الأبدي دلف إلى قصر الخولي بعدما طلب مقابلة فوزي حرب لا يعلم نهايتها إلا أنه لم يرى من رب عمله شيء سيء
وجده يجلس على مكتبه بإبتسامة غامضة مرحبا به بحفاوة
تعالى يا كارم المكتب نور أقعد يا راجل أقعد قالوا إنك عايز تقابلني خير
جلس على المقعد الذي أشار إليه الآخر محاولا إيجاد صوته حمحم بتوتر قائلا
أجابه فوزي بمرح
ابدأ من أي اتجاه أو طريقة حابب تتكلم بيها أنت في مقام أخويا الصغير مش مجرد راجل من رجالتي قول أنا سامعك
نبرته و كلماته أعطت الآخر أكبر قدر من الشجاعة ليأخذ نفسا عميقا و بدأ بالحديث مردفا بهدوء
أنا من أول يوم جيت فيه هنا و شوفت اهتمامك بأخت حضرتك عامل إزاي و عارف إنها غالية على قلبك طلبي ده ممكن يكون مستحيل عشان الفرق الطبقي بنا طبعا بس أنا واثق في ربنا و في نظرتك ليا أنا طالب القرب منك في أخت حضرتك الآنسة هاجر
قطع باقي جملته مع ضحكات فوزي التي ملأت المكان يضحك و يضحك كأنه لم يضحك بحياته من قبل تخرج من أعماق قلبه ارتبك كارم من رد الفعل هذا ليضغط على أسنانه پغضب منذ متى و كارم الريس محط للسخرية!
قام من مكانه غاضبا قائلا
مفيش داعي يكون رد حضرتك كدة كارم الريس كبير في مكانه مش قليل القيمة عشان تعمل كدة عن إذنك يا باشا
توقف فوزي عن الضحك و هو يشير إليه بعدم التحرك مردفا
استنى بس يا كارم بلاش تبقى قفل كدة يعني غبي و مضحكوك عليك و كمان ڠضبان مين قالك تطلب ايد هاجر مني هاجر نفسها!
نفى الآخر برأسه ثم أردف
لا يا باشا أنا عملتها مفاجأة قولت أتكلم مع ولي أمرها و أخوها الكبير الأول
اختفت إبتسامة فوزي و هو يضع ساق على الآخر بكبرياء مردفا
طلبك مرفوض و ده مش عشان الفرق الطبقي و لا الهبل اللي أنت بتقوله ده لا عشان هاجر علوان حرم فوزي الخولي مش أخته من الأم زي ما قولتلك في الأول مجرد زوجة مؤقتة بالنسبة ليا مش أكتر systemcodeadautoads
تجمد كارم محله مع وصول هذا الكم من الصدمات إليه مرة واحدة ألقى بجسده على المقعد لا يتخيل أنه يتعرض للمرة الثانية و من من هاجر! لماذا فهو أحبها أكثر من روحه هذا فوق تحمل أي رجل على قلبه و رجولته
أكمل فوزي حديثه پغضب
عشان بحبها عملت نفسي أهبل و طلبت منها تنزل الطفل ده سافرت عشان تنزله بس كملت الحمل و جابت 3 بنات مش عارف مين أبوهم و برضو عشان بحبها عملت نفسي أهبل و مصدق إنها نزلت البنات
لا يا فوزي باشا أنا اللي عايز أنول الشرف عشان ڼار قلبي تبرد
شيماء سعيد
بحي المغربلين شقة جليلة غرفة فريدة و فتون
يعني ايه الكلام ده يا فريدة أنتي مچنونة!!! فرح ايه اللي يوم الخميس
نظرت فريدة إلى شقيقتها نظرة أخرستها حتى تخفض صوتها و لا توقظ أزهار النائمة بعد ساعة كاملة من البكاء قائلة بقوة
وطي صوتك و بعدين ده آخر كذبك كلنا هنروح في ستين داهيه معاكي يومين تقولي فيهم الحقيقة قبل ما يكتب عليا فعلا
انتفضت فتون من مكانها تدور بداخل الغرفة مثل المچنونة أصبحت الآن أمام الأمر الواقع و لا مكان للفرار سقطت دموعها بړعب لن تتحمل خسارته و بكلا الحالتين هي خسرته بالفعل
جلست على باب الغرفة تضم جسدها إليها باكية ليرق قلب فريدة لها جلست بجوارها ثم ضمتها إليها قائلة بحنان
بس بطلي عياط إنتي توأمي و وجعك بيوصل
ليا بس يا فتون الكذب نهايته وحشة مفيش وقت تخبي أكتر من كدة اتصلي بيه و اطلبي تتكلمي معاه على السطوح يعرف الحقيقة منك أحسن ما ييجي يوم كتب الكتاب وقتها هقوله أنا كل حاجة
أومأت فتون برأسها فريدة معها كل الحق هي على حافة الهاوية و يجب عليها الاختيار قبل السقوط أخذت هاتفها و قامت بالاتصال عليه مردفه
عندك حق الكذب و الخۏف مش صح أنا كدة بقفل آخر باب ممكن يكون مفتوح بيني و بينه إيه ده بيقفل السكة في وشي أنا هكلمه مسن
قطعت جملتها على رؤيتها إلى الاخبار بالهاتف
المحمول دخول رجل الأعمال المعروف فاروق المسيري إلى المشفى أثر تعرضه إلى أزمة صحية
لا تحبه ربما لا يجمعها به إلا القليل من الذكريات الطفولية و كرهها الكبير له بعدما أخذ حقهم احتمال إلا أنه بتلك اللحظة شقيقها الذي تحتمي بإسمه من العالم
سقط الهاتف من يدها و الدموع بدأت تأخذ مجراها