ورد الجناين بقلم ميمي العوالي
ما بأذن حكمت ولكن صوتها كان مسموعا لصفية
كانت صفية تصغر حكيم بثلاث سنوات وبرغم أنها كانت عادية الملامح إلا أنها كانت بهية الطلعة باسمة الثغر والعيون فكان من ينظر بعينيها كان دائما يجدها متبسمة دون اى مجهود منها أو تكلف
ولكن كل شىء قد تبدل وتغير تماما فقد ذهب عنها رفيقها رغم حب السنين تركها بعد أن خسر معركته مع أهله من أجلها صفية لم تستطع أن تنجب له وريثا يحمل اسمه رغم زواج دام أكثر من عشر سنوات خاضوا خلالها صراعا مع الاهل ورحلات مع الأطباء والأدوية رغم عدم وجود أى مانع للانجاب لدى اى منهم فكلاهما يستطيعان الإنجاب ولكن من آخرين
قد انكسر الزجاج وأصبح بحواف جارحة واصاب قلب صفية بمقټل فانطفئت بسمة عينيها وعادت لتحيا بمنزل أبيها وهى كالروح الطائفة بين جدران المنزل تطوف بهم تلبى حاجاتهم ثم تنزوى بعيدا تلعق چراحها حتى أتاها نبأ زفاف على على لسان الخادمة وهى تهمس به لامها لتسقط بين أبويها لا تستطيع الحركة
وكانت حكمت تجلس بجوارها ټحتضنها وتقرأ لها بعض آيات الذكر الحكيم مدعمة بدموعها بينما صفية تنظر إلى اللا شئ بنصف عين واجمة لا تلقى بألا لما حولها
ثم جلست ارضا أمام عمها بحنان وقالت هون على نفسك ياعمى والله انا قلبى متطمن وعندى احساس أن اللى جاى كله خير
ليربت عتمان على وجنتيها قائلا ربنا يجعللنا الخير فى اللى مكتوب لنا يابنتى اللهم لا اعتراض
ليلتفت الجميع على صوت خطوات سريعة ليجدوا أن القادم ماهو الا على ويبدو على وجهه الحزن والألم الشديد وما أن وصل إليهم الا وانحنى يقبل يد عتمان باحترام قائلا سامحنى ياعمى انت عارف أنه كان ڠصب عنى
على والله مافرطت ابدا يا حكيم وربى عالم وشاهد ڠصب عنى امى حلفت انى لو ماتجوزتش عشان اخلف هتغضب عليا وتقاطعنى ياحكيم كنت عشمان أن صفية هتوافق لكن صممت ع الطلاق وبرضو كنت عشمان أنها شوية وهتروق ماكنتش اعرف ابدا ان كل ده هيحصل
لا يسيئك
على برجاء سيبنى أشوفها ياحكيم
حكيم پغضب على جثتى ياعلى
لتجذب ورد يد حكيم بقلق لتنذوى به بعيدا ثم قالت ماتقررش عنها ياحكيم
حكيم پغضب يعنى اسيبه يدخلها ويخلص عليها ياورد
ورد انا ماقلتش كده بس اللى أقصده انك ماتصادرش على رأيها حتى لو كان رأيها من رأيك سيبها تطلع اللى جواها وانا معاها ومش هسيبها ماتنساش ان ده تخصصى الاعصاب
حكيم يعنى تسيبه يدخلها
ورد لأ انا هدخل اسألها لو تحب تشوفه واللا لا
فى غرفة صفية
تدخل ورد لتجد صفية على حالها بأحضان والدتها لتجلس أمامها وتربت بيدها على وجنة صفية بحنان وهى تحاول لفت انتباهها لتنظر صفية إليها كالشاردة فتنتهز ورد الفرصة وتقول تعرفى ياصفية ساعات الواحد بيبقى عاوز يعمل حاجة أو يقول حاجة بس مابيبقاش عارف يبتدى منين أو ازاى واحيانا بنعمل حاجة واحنا مغصوبين عليها وكارهينها ونتفاجئ بعد كده أنها كانت كل الخير اللى حصل فى حياتنا
وساعات بنعمل حاجات مضطرين نعملها لأسباب من جوانا مابنطلعهاش لحد بس انا عاوزاكى تطلعيها ياصفية
لتنظر صفية إليها بعدم فهم قربتت ورد على يدها قائلة اقوللك على حاجة بس قبل ماتردى لازم تعرفى أن ده لمصلحتك صدقينى
ثم تأخذ ورد نفسا عميقا وتقول انتى اختارتى تطلقى من على وعارفة انك كنتى موجوعة ۏجع السنين يوم مااخدتى القرار ده يمكن أو اكيد كنتى بتتمنى حاجة معينة من جواكى وماحصلتش لكن اللى حاصل دلوقتى أن فى صفية واللى لازم تفكرى فيها لوحدها دلوقتى صفية وبس اللى لازم تشوف حياتها سواء رجعتى لورا أو قررتى ترمى كل حاجة ورا ضهرك
على واقف برة ياصفية وعاوز يشوفك ولو عاوزة رأيى ماترفضيش تسمعيه وياتسامحى ياتقفلى الصفحة وتقطيعها من حياتك خالص انتى لسه صغيرة وجميلة والف من يتمناكى حتى لو كان قلبك دلوقتى مش معاكى لكن مافيش حاجة بتفضل على حالها
لتومئ لها صفية برأسها علامة الموافقة لتساعدها مع حكمت لتعتدل بجلستها وتغسل لها وجهها ونتركها هى وحكمت ليسمحا لعلى بالدلوف اليها
وفى الخارج تسأل حكمت ورد بشئ من اللوم ليه قويتيها عليه ياورد
ورد صدقينى ياماما كده احسنلهم هم الاتنين صفية لو رجعت لعلى هتفضل طول عمرها موجوعة ومين قالك أن على هيفضل يعاملها كويس بعد مايخلف من غيرها أو أن اللى يتجوزها ماتعايرهاش وټحرق ډمها كل دقيقة أو أن صفية نفسها تتوجع كل مانشوف خلفته فى حضنه
ليه تعيش حياتها محرومة من الخلفة طالما ممكن ربنا يرزقها عشان بتحبه ! حبها ماجبلهاش غير الۏجع
صفية لازم تطلع كل اللى جواها وۏاجعها عشان تفوق وتقدر تكمل حياتها
لكن صدقينى لو اختارت ترجعله هدعمها بكل قوتى المهم انها تبقى راضية عن قرارها ده
أما بالداخل
يقترب على من فراش صفية ليجلس بجوارها وهو يمد كف يده ليمسك كفها ولكن صفية سحبت يدها لتضم كفيها على قدميها وهى تنظر لعلى نظرة تحذير أن يعيدها مرة أخرى ليذم على شفتيه بإحباط ثم يتنهد قائلا ليه ياصفية انتى عارفة انى بحبك وعمرى ماحبيت ولا هحب غيرك
لتنظر له صفية بسخرية وبنصف ابتسامة دون أن تتحدث
على بقلة صبر ماتبصليش كده ياصفية انتى عارفة انى مڠصوب ومش بايدى امى هتغضب عليا ياصفية وانا ماقدرتش اعيش وانا شايل وزر ڠضبها فوق كتافى
كنت فاكرك هتفهمى وهتساعدينى مش تطلبى الطلاق وتبعدى عنى ياصفية
صفية جاى ليه ياعلى
على جايلك ياصفية ماقدرتش اعرف انك وقعتى من طولك ومااجيلكيش ده انتى روحى وعقلى ياصفية
صفية بتهكم اوعى تفكر انى وقعت من طولى عشان زعلانة عليك ياعلى انا وقعت زعل على عمرى اللى ضاع لو كنت حبتنى صحيح ماكنتش ضحيت بسنين عمرى اللى راحت معاك ماكنتش تقعد مع امك تختار العروسة اخترت نفسك ياعلى وده حقك ومايزعلش حد
على طب اومال ليه طلبتى الطلاق ياصفية
صفية انا صفية بنت عتمان كبير البلد ياعلى لما اتجوز اتجوز راجل كامل ليا لوحدى من غير شريك ياعلى
وانت اخترت تعيش حياتك وانا كمان اخترت اعيش حياتى واتجوز واخلف ولاد من بطنى انا يقولولى ياماما مش يا مرآة ابويا
على انا وعدتك أنهم هيبقوا ولادك
صفية پغضب بلاش كدب وكلام روايات ياعلى لانه مش هيحصل روح عيش حياتك وسيبنى انا كمان اعيش حياتى
على پغضب مش هتقدرى تعيشى من غيرى ياصفية واديكى شفتى اللى حصل لك اول ماسمعتى بمعاد فرحى
صفية بجمود اديك قلتها معاد فرحك اللى بعد خمس ايام ياعلى واللى اكيد متحدد من قبل طلاقى أو يمكن حددته بعد مارجعت من عند المأذون
انا هنت عليك ياعلى واللى أهون عليه قيراط اشطبه من حياتى كلها
على ده قرارك النهائى يا صفية
صفية أيوة ياعلى
لينهض على من جلسته ويستدير للخروج من الغرفة وهو منكس الرأس محنى الكتفين وذهب مودعا عشر أعوام من عمرهما وكل منهما يؤمن بداخله أنه مجنى عليه ولا يعلم أحد من هو الجانى
بالخارج
عند خروج على يناديه حكيم قائلا على مبروك على الجواز وان شاء الله ربنا يرزقك بالذرية الصالحة بس ابعد عن صفية ياعلى بكفياك لحد كده
ليومئ على برأسه فى أسى ويكمل مسيرته حتى اختفى من أمامهم
حكمت يعنى صفية ماقبلتش ترجعله
حكيم پغضب وانتى فكرك كنت هوافق لو هى وافقت
حكمت يابنى اختك
عتمان بحزم أخته عملت الصح ياحكمت صانت كرامتها وعززت روحها
ورد وهى تربت على كتف زوجة عمها ماتقلقيش على صفية ياماما صدقينى هتبقى زى الفل
لتنهض ورد وتتجه إلى غرفة صفية لتدخل إليها واغلقت الباب من خلفها وتذهب للجلوس بجوارها قائلة
ورد سمعينى صوتك عشان اعرف اتكلم معاكى
لتنظر لها صفية بعيون تمتلئ بالدموع وقالت انا تعبانة اوى ياورد
لتاخذها ورد بين أحضانها قائلة عيطى ياصفية انا عاوزاكى تعيطى لحد عينك ماتنشف
لټنفجر صفية بالبكاء وكأنها كانت تنتظر الاذن للإفراج عن دموعها وصوتها وظلت على وضعها بأحضان ورد حتى كفت عن البكاء ولم يبقى سوى بعض شهقات تصدر عن صدرها بين فينة وأخرى لتناولها ورد بعض المحارم لتجفيف وجهها ثم بدأت ورد فى الحديث البقاء لله
لترفع صفية رأسها بړعب قائلة مين اللى ماټ ياورد
ورد بابتسامة صفية القديمة صفية مرآة على واتولد مكانها صفية جديدة نوڤى لانج لسه بالسوليفانة بتاعتها
لتتنهد صفية بحزن لتستأنف ورد حديثها قائلة انتى فاتك كتير اوى ياصفية انتى خريجة حقوق زى اخوكى اتجوزتى وانتى لسه فى الكلية وخدتى الليسانس وشكرا على كده لا خرجتى للدنيا ولا حاولتى تشتغلى
اخرجى للدنيا بقى ياصفية أرمى كل حاجة ورا ضهرك انتى لسه اللى زيك مااتجوزوش وعاوزاكى تبقى على رجلك و ماتندميش على حاجة شوية زعل وراحوا لحالهم أو هيروحوا
المهم والخلاصة انى بأيدك على قرارك انتى اخدتى القرار الصح حتى لو لسه بتحبيه ملعۏن الحب اللى يدمر حياتنا لكن انا متاكده انك هتتخطى كل ده بسرعة لو اشتغلتى
لتبتسم صفية قائلة احلى حاجة فيكى ياورد انك مطرح مابترسى بتدقيلها
ورد ضاحكة بزهو ده طبعا غير انى مرآة اخوكى
لتضحك صفية بملئ شدقيها ليدخل الجميع على صوت ضحكاتهم
حكيم وهو يحتضن أخته بحب حمدالله على سلامتك يانص قلبى
صفية بابتسامة تسلملى ياحكيم ويسلملى نصك التانى
عتمان بحنان عاملة ايه دلوقتى يابنتى
صفية بخير يابابا
ماتقلقش عليا
عتمان يارب دايما كلكم بخير
صفية بس انا عاوزة