الزوجه الأولى
يبدو ان لديه سكرتيرة من الاساس !
خطت ببطيء نحو الغرفه واقفة علي عتبة الباب تطالعه وهو يمسك اوراقا يخط عليها أمضائه ربما لكنه توقف حين انتبه لوقوف احد ما ليرفع رأسه ببطء
حذاء بكعب شبه عال أنيق يعلوهما فستان يصل الي نصف الساق ذا لون هادئ بذوق متناغم يعرفه تمام المعرفة لتتوقف عيناه علي وجهها وعيناها المرتبكه من هذا اللقاء
ظلت واقفة وحين نظر الي عيناها نظرت ارضا بخجل من فعلتها معه سابقا فتحدث هو ببرود لم تتوقعه
اهلا وسهلا تفضلي
اتسعت عيناها پصدمه وهي ما تزال ترمق الارض بنظراتها لتخطو نحو الداخل جالسة امامه تقول بتوتر
مرحبا سامر
اجاب بذات البرود واللباقه
بخير شكرا لك كيف اخدمك ! لا أعتقد انكم بحاجة لحراسه فالسيد حلمي لا يغيرهم سوي نادرا
لم آتي من اجل عمل ما اتيت اعتذر و ان كان الإعتذار لا يوفي حقك
كانت ملامحه هادئه لا تنم عن شيء وهو يسمعها ليقول بصوت ميطت بالسخريه وهو يلمح الخاتم الرفيع في يدها
لا والله جزاك الله خيرا دائما سباقة بالخير ولك من اسمك نصيب في شخصيتك نبيله حسنا واعتذرت ماذا بعد!
اعلم انني استحق ان تقف وتلقي بي خارجا الان دون كلمه لكن انا هنا للاعتذار فهلا ساعدتني! ارجوك اسمع ما لدي !
ترك قلمه بملل ليضع يده اسفل ذقنه قائلا
سيدتي العزيزه لقد انتهي الامر منذ سنوات وقد صارت الڼار التي احرقت كل شيء رمادا واختفي لا داعي لإتعاب نفسك وارهاقها بالتفكير في شيء أنرت المكان سيده نبيله وسلامي للعائله
لم يرها مجددا بعدا ذلك اللقاء وهذا أفضل وقد اقصاها تماما عن تفكيره لكن ما ان يأت الليل ويذهب الي النوم يأت وجهها الباكي امام عيناه وهذاةما حدث معه اليوم ايضا ليزفر بضيق وهو جالسا علي طرف الفراش ينظر لقدمه بشرود مفكرا
رفع وجهه مستغفرا يحمد لله علي ان الامر لم يتطور لأكثر من هذا وأصبح مقعدا وحتي ان كان حدث ذلك لن يقنط ابدا من رحمة الله وسيحارب في هذه الحياة حتي اخر نفس به لأجل أبنائه ولأجل نفسه
رفع وجهه ليطالع صورة امرأة بهية الجمال تيم يشبهها لدرجة كبيره كانت صورة زوجته المتوفاه علياء
اخيرا تكرمت جلالتك واتيت انت وصغارك لنا !
قالها الحاج شريف عم سامر بإمتعاض فإقترب سامر منه يحتضنه قائلا
انا حقا اسف عماه لدي عملي ومدرسة الاطفال وما الي ذلك اعذرني
اومأه له العم مبتسما وهو يحتضن الصغيرين ليقول
تعال لتتناول الغداء ثم نتكلم بأمر هام
اومأ له سامر بترقب وجلس هو وصغاره بين افراد الاسرة المرحيبن بتواجدهم وما ان انتهو حتي قال العم شريف
حاجه هناء خذي الاطفال ليرتاحوا او ليلعبوا لأني اريد اباهم في امر ما وقولي لغيداء ان تصنع لنا الشاي المميز الذي تعده وتحضر لنا
اومأت له مبتسمة ليسير متجها للشرفة الكبيره ومعه سامر وبعد جلوسهما قال
تفضل اولا هذا إيجار الارض لهذا الموسم وذا ثمن بيع محصول فواكة البستان الذي اشتريته العام الماضي بارك الله لك في رزقك يابني
ابتسم له سامر وهو يأخذ المال يطالعه بشرود وهو يتذكر الايام التي كان ينام بها بلاطعام ليوفره لطفليه
افاق من شروده علي ربتة احس بها علي ساقه فرفع عيناه لينظر الي عمه الذي يطالعه بحزن ليقول
لا تذكرني بما حل بك وانا بعيد عنك لا اعرف عنك شيئا ! لكنه مضي وانتهينا
اومأ له بهدوء ليقاطعهم دخول غيداء بالشاي وهي تبتسم بإستحياء متقدمة من الحاج شريف اولا تعطيه الشاي ثم اقتربت من سامر الذي ابتسم لها يحييها بهدوء لترحل بعدها فورا
رفع الكأس لفمه كي يشرب لكنه لاحظ نظرات عمه الفضوليه مع ابتسامة واسعه مترقبه فإزداد الشك بقلبه ليقول
ما الامر عمي! ما بال تلك النظرة!
اتسعت ابتسامة العم اكثر ليقول
غيداء انهت دراستها منذ عامين وجميلة للغاية كما تري وتربية مأمون ابن عمك علي لا غبار عليها ما رأيك !
اتسعت عينا سامر باصقا الشاي من فمه پصدمه ليقول
رباه! عمي هل انت واع لما تقوله لي! غيداء ابنة مأمون! انها طفله كنت منذ سنوات أحملها علي كتفي !
امتعض وجه عمه ليقول
ياغبي اخبرتك انها انهت جامعتها منذ عامين اي انها ليست قاصر او طفله كما تقول ثم ماذا في ذلك! العديد من الأشخاص يتزوجون ابناء ابناء عمومتم ام انك مازلت تضع ابنة القاضي في حسبانك !
قال سامر منهيا الجدال
لا ابنة القاضي ولا ابنة السجان حتي عماه لقد ادركت خطأي حين نظرت لأخري بعد ۏفاة علياء رحمها الله اخذت نصيبي من الحياة معها وانتهينا
كيف تقول ذلك وانت مازلت شابا ! لماذا تحرم نفسك من حقك في العيش
قالها مأمون ابن عمه الذي دخل في نهاية الحديث وخشي سامر ان يكون قد عرف ما اقترحه عمه لكن الواضح من معالم وجهه هو الحزن علي حاله فقط
تحدث الحاج شريف موجها حديثه لمأمون
اخبره يا بني لقد جف حلقي من كثرة الكلام انه لا يدرك قيمة نفسه شابا مميزا خلوقا مستواه الاجتماعي والمادي ميسور والكل يشهد له بالخلق والف عائلة تتمني نسبه
اومأ مأمون موافقا عمه وهو يعيد الحديث مجددا الي سامر الذي ظل ينظر لهما بملل من الحديث الذي يسمعه منهم جميعا الف مرة تقريبا واجابته دائما واحده انه اكتفي بصغيريه
اخشي ان تنتكس حالتها مجددا يا أكرم !
قالتها والدتها نبيله بقلق لأخيها الذي يستمع لها پغضب قائلا
اتعلمين ! اود لو انني اخنق زوجك بيدي هاتين علي ضياع تلك الفرصة
من يدها بهذه الطريقه !
وما الذي يمنعك!
قالها حلمي بإمتعاض ولوم لينظر له أكرم بذات الڠضب يقول
كانت الفرصة سانحة امامها ان تبني اسرة صغيرة وسعيده سامر وجمعنا نعرفه رجل شهم يعتمد عليه يكفي انه من اعادها لطبيعتها بعد انفصالها من ذاك الجرذ اللعېن لقد عرفت من صفيه انك عينت شخصا يتبع خطواتها خارج المنزل واخبرك بذهابها لسامر في مقر عمله وخروجها بعد مدة قصيرة باكيه تعلم جيدا ان سامر نفسه عزيزه ولن يتراجع ويتصالح وكأن شيئا لم يكن !
ڠضب حلمي من تلك الجملة ليقول
أكرم! ابنتي لا ينقصها شيء والف رجل يتمني ان أقبل به ليتزوجها لا تجعلني اذهب وادق عنقه كلامك يغيظني اعرف سامر وانه شخص جيد لكن من يكون ذاك السامر لتتحدث عنه وكأنه اعلي شأنا من ابنتي انا !
مسح أكرم وجهه بتعب مدركا تماما سبب ڠضب صديقه وانه يخشي ان تصبح