صراع الذئاب
شوفتك ف الغلط لازم أنصحك مرة وأتنين لحد ماترجعي عنه لإما مستهلش أكون صاحبتك ... بس ياريت وأتمني أنك متكرريش مع خطيبك الي شوفته الصبح ده
_ في فيلا عابد البحيري ....
دلف إلي الداخل من مدخل خلفي وهو يمسك بساعدها حتي لايراهم المدعوين الذين مازالو ينتظرون ف البهو والحديقة .... صعد الدرج وهي خلفه تتعثر ف كل درجة ... حتي وصل أمام إحدي الغرف ليفتح الباب ويلقي بها ف الداخل حيث توجد فتاة متخصصة ف مجال الزينة والتجميل
أجابت الفتاه پخوف _ تحت أمرك يا قصي بيه
رمق صبا التي تقف وترميه بنظراتها الڼارية وقال _ لما أشوف هتعرفي تهربي إزاي المرة دي ... قالها ثم غادر وأوصد الباب من الخارج بالمفتاح وأمر أثنين من الحراس _ متتحركوش من ع باب الأوضة
الحارسان ف صوت واحد _ أمرك يا قصي بيه
أقتربت منها الفتاة ع مضض وقالت _ صبا هانم ... أنا آسفه والله بس زي ما حضرتك سمعتي أوامر البيه
عشان خاطري أومي أغسلي وشك وألبسي الفستان عشان أعملك الميك أب بسرعه
صاحت بها صبا _ابعدي عن وشي
_ في الأسفل وبداخل غرفة المكتب ... يزفر قصي دخان سيجارته الفاخرة ويمسك بيده الأخري كأسا من النبيذ المعتق يرتشف منه ع مهل وهو يحدق في صورتها المعلقة ع الجدار
ألتفت قصي إليه وقال _ حضرتك أكتر واحد عارف أنا
بحب صبا أد أي .. بس قلبها للأسف متعلق بأبن عزيز البحيري ... قالها وهو يجز ع أسنانه ف جملته الأخيرة وضغط ع الكأس بقبضته القوية حتي تهشم
أبتسم قصي بمكر ودهاء وقال _ متقلقش يا عابد باشا بكرة هتشوف بعينيك عيلة البحيري وهم بيقوعو واحد ورا التاني ... قالها متوعدا ونظرات عينيه تخفي حقد وكراهية منذ سنوات
____________________________
بدأت الفرقة الموسيقية التي تصطف ع جانبي الدرج تعزف مقطوعة من الفلكلور الشعبي لإستقبال العروس
وبأعلي الدرج يهبط عابد التي تستند ع ساعده إبنته التي ترتدي ثوب الزفاف الأبيض المرصع بالألماس حيث أمر قصي بتصميمه لها خصيصا ...
تهبط كل درجة وقلبها يخفق من الألم والخۏف كمن ستذهب إلي الچحيم ... يأتي لها ف ذهنها شريط من الذكريات واللحظات التي جمعتها مع حب عمرها التي لم تعشق غير سواه ... شارده ف سمع مناداتها بإسمها التي تعشقه من شفتي آدم
أبتسم لها وقال من بين أسنانه _ لما أكلمك بعد كده تبوصيلي
_ عايز مني أي تاني مش كفاية إنك إتجوزتني ڠصب عني!!
أقترب من أذنها فشعرت بأنفاسه التي ټحرق بشرتها من كلماته التي كانت كالچحيم _ أنا مباخدش حاجة ڠصب ياصبا .. عارفه ليه ... لأنك كلك ع بعضك ملكي
______________________
_ في قصر البحيري ....
صباح اليوم التالي
تتصاعد أنفاسه بقوة وتضيق عيناه الحادتان وهو يجز ع فكيه لتبرز عروق عنقه وهو يرمق تلك الصور التي ألقت رواجا كبيرا ع الإنستجرام لاسيما تلك الصورة المدون بأسفلها قبلة العشق وبجوارها من حفل زفاف رجل الأعمال الشهير قصي العزازي .... أطلق صړخة من أعماق قلبه وهو ېحطم كل ما يقابله ...
ركضت جيهان وملك إلي مصدر صوت الحطام ... فتحت الباب لتجد كل مابي الغرفة رأسا ع عقب
_ ليه بتعمل ف نفسك كده ... صاحت بها جيهان
أقتربت ملك وكادت تتفوه ليقاطعها صياح شقيقها وقال _ مش عايز أشوف حد ... اطلعو بره
جيهان _يابني حر.... لم تكمل ليصيح بقوة _ بررررررررره
أنتفضت ملك لتتراجع إلي الخلف .... أخذ هاتفه ومفاتيح إحدي سياراته وهم بالمغادرة ... أمسكت بزراعه جيهان وقالت _ رايح فين يا آدم
جذب زراعه من يدها ولم يجيب عليها وأسرع خطاه حتي ذهب إلي الخارج وأستقل سيارته وأنطلق مغادرا القصر.
___________________
_ وبداخل غرفة أخري ...
تطرق تلك الحسناء اليافعة ع الباب وهي تحمل
صينية مليئة بأطباق الطعام .... وبالداخل مازال نائما يتقلب متضايقا من ذلك الطرق الذي أزعج نومه ... لم تجد أي إستجابة ... راقبت الرواق يمينا ويسارا فأطمأنت ثم قامت بفتح الباب بروية ... ثم دخلت وأوصدت الباب
وضعت الصينية جانبا ع الطاولة ثم أقتربت بخطي هادئة وهي تحملق بذلك النائم حتي شهقت عندما تقلب وأزاح من دون أن يدري الغطاء من فوق جسده لتجد أنه لايرتدي سوي سروال داخلي ... أغمضت عينيها بخجل وأتجهت نحو الباب ...
_ أنتي مين الي سمحلك تدخلي أوضتي ... قالها ياسين بصوت أجش أفزعها لتتسمر ف مكانها بدون أن تلتفت إليه
أبتلعت ريقها وقالت _ أأأ أصل عزيز بيه وجيهان وملك هانم فطرو من بدري ... فمدام سميرة قالتلي أنا وعلا نودي الفطار لحضرتك أنت ويونس بيه
ياسين _ كدابة ... سميرة عارفة أنا مبفطرش الصبح
ياسمين _ أنت ماكلتش من ساعة الغدا إمبارح فبالتأكيد هتقوم جعان
زفر بحنق وقال _ طيب بتكلميني وأنتي مدياني ضهرك ليه
ياسمين _ أصل مش هينفع ...
قالتها بتوتر
نهض بجذعه ليري جسده الذي لا يدثره سوي قطعة ثياب واحده ... فأبتسم بخبث ومكر
أردفت _ طيب أنا ماشية عن أذنك ... قالتها ليجذبها من زراعها لتلتف إليه وقال _ لما أنتي بتتكسفي أي كده ... الي دخلك أوضتي وأنا منبه ع الشغالين محدش يدخلها طول ما أنا نايم عشان باخد راحتي زي ما أنت شايفه كده
لم تستمع إلي كلماته حيث تاهت ف أعماق عينيه التي سحرت قلبها الصغير... لكن أفاقت من شرودها
_ مش بكلمك قالها ياسين بحنق وهو يهز زراعها
ياسمين _ أنا آسفه يا ياسين بيه مش هتتكرر تاني
_ طيب لو أتكررت تاني ... قالها ياسين پغضب متصنع وهو يستمتع بداخله من رؤية الخۏف ف عينيها
ياسمين _ أبقي أعمل الي أنت عايزه
رمقها متفحصا ملامحها البريئة وقال _ أفتكري كويس أنك أنتي الي قولتي هاعمل الي أنا عايزه
أومأت له بعفوية وقالت _ حاضر عن أذنك ... قالتها وأتجهت نحو الباب
_ خدي الصينية معاكي مش هاكل دلوقت ... قالها ياسين
فحملت الصينية وفتحت الباب وركضت مسرعة لتهبط الدرج متجهة إلي المطبخ.
______________________
_ دفعت باب غرفتها بقوة ... ولجت إلي الداخل وهي تبكي ... رفع عينيه إليها وترك المجلة التي كان يتصفحها ع الطاولة وفنجان القهوة الذي كان يحتسيه ...
جيهان بصوت باكي _ عجبك كده يا عزيز !! .. ابنك هيضيع مني وأنت السبب
أجابها بكل هدوء وكأنه يتصنع البرود وقال _ مټخافيش عليه هو هيزعل يومين وهينسي الموضوع
_ ينسي !!! ينسي حب عمره الي أتربي معاها وكانو كل مايكبرو حبهم يكبر مع بعض ... ولما جه أبوها وخدها مننا .. ابنك ساعتها قالك يابابا أنا عايزة أتجوزها وأنت بكل أنانية تقولو لاء ... صاحت بها جيهان
أطلق زفره ثم عقد ساعديه أمام صدره وقال _ مكنش ينفع ابنك يتجوز بنت عابد الرفاعي
_ بس بنت إيمان البحيري أختك ... وأنا الي ربيتها لما توفت وسابتها أمانه معايا ... ولما أبوها رفع قضية وحب يلاعبك ف شغلك أديتهاله بكل سهولة ... قالتها جيهان
_ خلصتي كلامك !!!... أديكي قولتي أن أبوها الي خدها ودي بنته وعمره ما ف أب يأذي بنته
صاحت وقالت _ لاء أذاها وأديك شوفت بعينيك لما باعها لقصي العزازي وجروها من قلب بيتك وأنت كنت واقف تتفرج
نهض من مكانه والڠضب تملك منه فقال _ يعني كنتي هترتاحي لما أبنك يضرب بالړصاص أدام عينك ولا شغل سنين عمري واسم العيلة الي فضلت شايله حمل ع كتافي يضيع ف ثانيه عشان لعب العيال بتاع ابنك !!!
همت بالمغادرة ولم تتحدث وأكتفت بألقاء نظرات لوم وعتاب وغادرت الغرفة .
______________________________
_ في منزل عائلة رحمة ...
تجلس تلك السيدة وإبنتها فاتن ع الأريكة البالية يتجولون بأعينهم ف أرجاء المنزل بنظراتهم المتفحصة ...
همست فاتن إلي والدتها وقالت _ أي ياما القحط والبؤوس الي هم عايشين فيه ده ... ودي أمها هتعرف تجبلها جهاز
همست لها والدتها وهي تلكزها _ أخرصي يابت ليسمعوكي .. وبعدين إحنا مش هنخليهم يجيبو حاجه
_ يامرحب يامرحب ... قالتها والدة رحمة وهي تحمل صينية عليها كوبين من المياه الغازية ذات اللون الأسود ووضعتها أمامهم ع الطاولة الصغيرة
فاتن ووالدتها بإبتسامة مصتنعة _ الله يخليكي
والدة فاتن _ مش هنطول عليكي يا أم رحمة طبعا أنتي عرفانا وعارفة عادل إبني الكبير
والدة رحمة _ أها طبعا ربنا يباركلك فيه
والدة فاتن _ وزي ما أنتو عارفين هو بقاله 5 سنين بيشتغل ف الكويت مع خاله هناك والحمدلله هو الي جوز أخواته البنات وبيجهز فاتن أخته وبيساعد علاء أخوه
والدة رحمة _ ربنا يخليهم لبعض ويباركلك فيهم
والدة فاتن _ تعيشي يا حبيبتي ... إحنا من الأخر جايين نطلب إيد بنتك رحمة لإبني عادل
أنفرجت أسارير والدة رحمة بالسعادة وقالت _ أنا عن نفسي
معنديش مانع بس لسه هقول لبنتي وأعرف رأيها وهرد عليكو
_ ياريت بسرعة يا أم رحمة عشان عادل راجع بلليل من السفر وأجازته شهر بس والمفروض أنهم هيتخطبو ويتجوزو ف خلال الشهر ده
_ والله يا أم عادل أديكي شايفه إحنا ع أدنا ومش هقدر أخلصلها حاجاتها ف خلال شهر أنا كنت شريلها شوية حاجات بس لسه ناقص كتير
_ متشيليش هم ياحبيبتي ما هي زي بنتنا برضو والي تشاور عليه ست البنات هنجبهولها وهنجبلها كل حاجة من الألف للياء ... ها قولتي أي
_