سجن العصفورة
منتصف اليوم الدراسي الطويل اجبرت البنات علي قضائه في النادى الرياضى الملحق بالمدرسة اوالمسبح او ملاعب التنس الرياضة والقراءه كغذاء للروح كان شعار المدرسة وحرصت المديرة علي تطبيقة بحذافيره
مدرسة مميزة قلة فقط من استطاع ان يدخل بناته فيها ليس فقط بسبب سعرها الخيالي لكن السبب
الاهم شروطها الاخلاقية المستحيلة معظم البنات اعتبرتها نوع من انواع السچن قواعد صارمة لابد ان تتبع المدرسة كانت تجربة فريدة نفذتها مديرة معروفة بشدتها وصرامتها
المدرسة شغلت كامل وقتها لسنتين وفي الاجازات الصيفية ايضا كانت تذهب لتعلم الاتيكيت وفن ترتيب السفرة ودراسة اللغات بالاضافة الي البرنامج الرياضى اليومى وان تبقي وقت بعد ذلك استغلته في تعلم فن تنسيق الزهور والطهى المدرسه كانت تعد سيدات مجتمع جاهزات لتحمل مسؤلية الزواج
ايه اللي جاي بعد ما أخلص الثانوية هروح فين والسؤال الاهم بابا جاب الفلوس دى منين
كانت عيونها تتسأل لكن نظرات الارتياح المصحوبة بالالم في عيون سلطان كانت تمنعها من الضغط عليه في نظرها سلطان هو افضل و واشرف اب في الدنيا لا يمكن ان يكون قد اختلس من عمله الجديد المخازن
نهرت شيط انها
يارب سامحنى لا يمكن سلطان يعمل كده سلطان اللي مبيسبش فرض ومربي بنته علي الشرف والامانة لا يمكن يكون مختلس لايمكن يخون الراجل اللي ائتمنه علي ماله و حاله وحتى لو اختلس فكيف سمح لهم ادهم باستخدام الشقه
الاختلاس من الممكن ان يفسر الترف في المصاريف والمدرسه اما الشقه فكانت اللغز الاكبر والذى عجزت عن حله
لكن كالعادة دف نت افكارها وشغلت نفسها في الامتحانات شهر يفصلها عن انهاء المرحلة الثانوية وايضا عن تحديد مصيرها
الامرالمثير للدهشة حتى لدهشتها الشخصية انها اندمجت تلقائيا مع وسطها الجديد فلم تظهر مختلفه او منتقده في وسط بنات الطبقة الراقية بل علي العكس ظهرت وكانها ولدت منهم اندمجت معهم ببساطه تحسد عليها او ربما لانها فضلت الانعزال وعدم التدخل في شؤن الاخريات وشغلت نفسها فقط بامور الدراسة فكونت حولها هاله من الغموض فعرفت ب البنت الجديده الشاطرة
فسرت نظرات الارتياح في عيون سلطان لانه انقذها من مصير اسوء من المت تحت رحمة عبده وتهديده ووفر لها حياة لم تكن تعلم حتى بوجودها من بيت فخم لمدرسة اغرب من الخيال وخادمه جاهزه لتلقى طلباتها حتى قبل ان تطلبها وايضا نظرات الالم كانت موجوده في عينيه ربما ضميره يأنبه بسبب ما فضولها غلبها لمعرفته لكنها فشلت
انا بحسها بفهمها مهما حاولت تخبيها
مدام الماس مدام الماس بابا اتأخر النهارده هو بلغك انه
هيتأخر
لا يا انسة هبه هو مبلغنيش بحاجه
انا قلقانه اوى موبيله مقفول انا هتجنن انا حتى معرفش مكان شغله عشان اسأل عنه
الدموع سالت انهارعلي وجنتيها تمسكت بهاتف المنزل في حضنها
وسيلتها الوحيدة للاتصال بالعالم الخارجى فهى لا تملك هاتف نقال خاص بها والماس عادت لعملها بروتنيه ولم تساعدها في محنتها
فجأه رن الهاتف وهى مازالت متمسكه به في حضنها هبه
انتفضت لكنها تمالكت اعصابها ورفعت السماعه بسرعه
ردت بلهفه الو
رد عليها صوت رجولي هادىء انسه هبه
هبه هزت راسها بع نف ثم اكتشفت ان محدثها لا يستطيع ان يراها
ايوه انا
رد نفس الصوت الرجولي بنبرة تعاطف
انسه متقلقيش والدك تعب شويه في الشغل ونقلناه المستشفي
شهقات الدموع المحپوسه خرجت اخيرا هبه اڼهارت تماما
الصوت اكمل بقلق واضح ارجوكى يا انسه متقلقيش والدك بخير وطالب يشوفك عربية الشركة هتوصل لحد عندك وهتاخدك توصلك لعنده في المستشفي
هبه سألت پخوف ممكن اسأل مين حضرتك
الصوت الهادى رد بعد تردد للحظات
انا ادهم البسطاويسى
عصافير رفرفت في معدتها مع اجابته
القت سماعة الهاتف من يدها بدون اضافة أي تعليق ودخلت جريا الي غرفتها كى تستعد للخروج والدموع
تغسل وجهها الجميل عيونها الخضراء اصبحت بلون الډم فتحت خزانتها
علي الرغم من الترف الذى اصبحت تعيش فيه في الفترة الاخيرة الا انها اكتشفت انها لم تملك يوما نقود في يدها او حتى خرجت للتسوق بنفسها جميع احتياجاتها كانت تصل اليها من جهه مجهولة لم تضطر يوما للطلب كانت تستلم احذيه بيجامات عطور ملابس رياضيه للمدرسة كل شيء كان لديها ماعدا شيء واحد انتبهت حاليا انه مفقود ملابس ترتديها عند الخروج
هبه انتبهت انها لمدة سنتين لم تخرج فعليا من المنزل من البيت للمدرسه ومن المدرسة للبيت حتى ايام الاجازات عندما كانت تذهب الي المدرسة كانت ترتدى زى المدرسة وايضا رحلات المتاحف والمكتبات
التى كانت تنظمها المدرسة لزيادة ثقافتهم كانت تذهب ايضا بنفس الزى
الخزانة المتسعة ممتلئه عن اخرها ولكن عندما بحثت عما تستطيع ارتداؤه لم تجد
في ركن مهمل من الخزانه وجدت فستان بسيط منقوش الفستان الوحيد الذى حملته معها من حياتها القديمه فستان حسنية مازال ينقذها كلما احتاجت للخروج
بدون تفكيرارتدت خيارها الوحيد علي الرغم من مرور السنين الفستان مازال مناسب لها ارتدته بسرعه ولمت شعرها في ضفيرتين وخرجت
الماس ابلغتها فور رؤيتها
انسه حراسة المبنى اتصلوا وقالوا ان فيه عربية في انتظارك تحت
هبه هبطت الدرج بسرعه حتى انها لم تستطع انتظارالمصعد
في الاسفل امام البناية كانت توجد سيارة سوداء فخمة لم تتعرف علي نوعها فهى ليس لديها أي خبره في السيارات اكملت جريها بدون توقف فتحت الباب الخلفي وركبت بسرعه حضرتك هتوصلنى لبابا
السائق اجابها بتردد ايوه
صوته يزكرها بشىء ما عجزت عن تحديده بسبب اضطرابها الشديد اسندت راسها علي النافذة بجوارها واغمضت عينيها واكملت بكائها
فتحت عينيها مجددا علي صوت السائق يقول وصلنا
انطلقت كطلقة المدفع من السيارة عندما توقفت امام المستشفي وصلت الاستقبال في سرعة قياسيه غرفة سلطان ابراهيم لو سمحتى
الموظفة تطلعت للجهاز الموضوع امامها وقالت
208 الدور التانى اطلعى بالاصانصير
هبة لم تنتظرارشادتها للوصول لغرفة سلطان الدرج اسرع في الوصول صعدت جريا للدور الثانى عنيها بحثت بلهفة علي ارقام الغرف جرت لرقم 208 فتحت الباب ودخلت بسرعة رأت سلطان نائم ومحاط بالاجهزة من كل جانب صړخت باڼهيار
بابا بابا حبيبي
سلطان فتح عينيه امسك يدها بضعف ملحوظ ثم اغمض عينيه مجددا
هبة تمسكت بيده بقوه هى حاليا بين نارين فهى ترغب بالبحث عن طبيبه للاستعلام عن حالته وفي نفس الوقت خائڤة من افلات يده خائڤة من المجهول فسلطان كل عائلتها ولكن لحسن حظها فتح الباب ودخل الطبيب ومعه