الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

تربصت بأعيني كاملة

انت في الصفحة 16 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز

يصدق تقبل تميم بكل الندبات التي تملئها..
تراه كاملا لا ينقصه شيء راقي متدين جميل من الداخل كجمال خارجه يمتلك أهلا جيدين أما وأبا متعلم ومثقف... وأكثر من هذا..
هذا كله يقابله الضد لديها بل وأسوء..
هل هذا المكان مكانها أم أنه لا يليق بها سوى الغابات والإنعزال..!
هل تستطيع التأقلم ومجابهة كل هذا التحديث الذي ستلقاه!
تلك الندبات والسقوطات النفسية .. هل تشفى!!
المخاۏف تحفها ولا تعلم ما عليها فعله..
أمضت حياتها أسيرة فهل آن الأوان أن تحلق نحو الحرية 
آثمة هي جبرا وهل لها من غفران!
تنهدت تنهيدة ثقيلة تلك عقدة نقص ليس من اليسير تخطيها انتبهت إلى توقف السيارة التفتت حولها بتعجب لتتفاجئ بتميم يفتح لها الباب ويمد كفه لها دعوة للنزول..
هبطت لتجد أنها أمام أحد المباني الكبيرة التي لم ترى مثلها من قبل..
ابتسم لها تميم بحب ثم قال بلطف
يلا بينا..
حركت رأسها بصمت وهي تشعر ببعض الرهبة لكن درع طمأنينتها كان بجانبها ولن تقلق..
بعد فترة وجيزة كان تميم يصطحبها وهو يهتف بفرحة
إحنا كدا كتبنا كتابنا تاني وهيقدر المأذون يخرج لنا بعد كام يوم قسيمة الجواز إن شاء الله..
وواصل حديثه وهو يشير لأحد المتاجر العريقة
تعالي معايا كدا...
تسائلت بصوت مرتعش
هنروح فين تاني
هتعرفي دلوقتي..
وبعد القليل كان تقف وسط مول كبير مليء بكافة أنواع الملابس وأرقها قال تميم بإبتسامة ندية
بصي يا روح تميم هنا هنلاقي كل الهدوم إللي هتحتاجيها هنختار هدوم للخروج والبيت والمناسبات كمان ونجيب كل إللي هنحتاجه وكل إللي نفسك فيه..
تكومت الدموع خلف مقلتيها وقد طرق على عقدة النقص داخلها وهي تترك يده وتقول بحساسية شديدة تتضح لتميم للمرة الأولى
قصدك أيه هدومي مش حلوة ومش تناسبك ولا تليق بيك ولا مجتمعك..
صدم تميم من تلك الكلمات واعتقادها الخاطئ ليقول مسرعا بصدق وهو يضم يدها
غفران حبيبتي والله ما أقصد أيه حاجة من إللي فهمتيها يا روحي أنا أقصد إن بنبدأ حياة جديدة ويكون عندك كل إللي تحتاجيه..
وبعدين مش دايما كنت بتقوليلي إنك عايزة تلبسي اللبس إللي ربنا قال عليه وإحنا جينا هنا علشان كدا يا وردتي إزاي فهمتي كدا أنا قابلك بكل ما فيك يا غفران وحبيت الۏحش قبل الحلو وهنغير إللي مش صح سوا..
كانت تنظر له كالملهوفة تبحث في عينيه بلا هوادة عن
الصدق ووجدته صريحا ېصرخ بأنه صادق..
حركت رأسها بإيجاب وهي تقول وكلمات والدها لا تبرح عنها
أنا بس مش عايزة أكون تقيلة عليك وتضرر مني..
اتضح لتميم شيء كان يجهله هناك ندوب نفسية داخل غفران لا يجب أن يتخطاها ما مرت به يجعل من نفسه حاجزا لبدأ حياة جديدة..
لابد لها من تأهيل نفسي وسيكون هو طبيبها..
حاول بشتى الطرق أن يخرجها من كبوتها فأخذ يتركها لتختار ملابسها وبقى يختار معها..
ثم اصطحبها إلى آخر مكان وكان مفاجأته..
بقت غفران تنظر بأعين متوسعة مندهشة فرفعت أنظارها له وتسائلت
أيه ده..
ابتسم تميم وقال بهدوء
أنا عارف إن ربنا عطاك موهبة الرسم وشوفت كذا رسم لك بالأحجار الجيرية..
هنا كل أدوات الرسم إللي ممكن تحتاجيها..
كل الألوان بالأشكال والأنواع وكمان اللوح..
إختاري كل إللي نفسك فيه يا أميرة غفران..
ظلت تدور بين الرفوف بلهفة شديدة وتسحب هذا وتنظر إلى هذا وټشتم هذا..
موهبة فطرية لم تكن تعلم حتى ماذا تعني!!
فقط كانت تعتقدها مجرد خربشات لا أكثر لتخرج بها من مللها لكن لا تعلم أن الله رحيم عادل قد غرز بداخلها ما سيكون طريقها للخروج ويرزقها من خلاله بخير العوض وأن بعد مجرد حفنة أيام ستخلق فنانة عظيمة من رحم الأسر..!
ابتسمت الفتاة وهي تتنحى جانبا..
ابتسم تميموهو يهمس
انطلقي يا غفران وتأكدي إن هكون سندك بعد الله وهنعوض إللي فات سوا يا وردتي..
قالت بنبرة كانت كفيلة أن توصل السعادة التي سببها لها تميم إلى قلبه
أنا بحبك أوي يا تميم..
حتى قلبي وهو كان ميعرفش أيه إحساس الحب وإن أصلا في حاجة اسمها حب حبك..
إنت عيلتي وكل إللي ليا يا تميم..
وواثقة إن هتعافى بيك..
تعرف ليه .. لأن كنت كل يوم ببص للسما وقلبي يستغاث بإللي أنا مش عرفاه .. عيوني كانت بتشتكي حتى بإللي أنا مش عارفة أقوله..
وإنت كنت إجابة الإستغاثة..
أنا بحب ربنا أوي علشان هو كان معايا وأنقذني حتى وسط ما كنت بأعمل كل وحش وشړ..
رد تميم بنبرة مليئة بالشغف اختصرت كل مشاعره تجاهها
وردتي كيف لا أحبك.!
وقد ساقني الله من ناصيتي إليك..
لقد كان حبوي إليك صړخة إستغاثة اخترقت أبواب السماء.
ابتسمت له بوجنتين متوهجتين وقلبه يطرق عشقا ببراءتها وفطرتها النقية التي تجتذبه نحوها پجنون..
كل دقيقة تمر يغرق أكثر في بحر هواها وتصبح النجاة من المحال..
شبك أصابعه معها بحنان وسار حتى وصلا إللي أحد قصور المجوهرات..
كانت تنظر لكل شيء بانبهار وانشغلت عن تميم وظلت تدور تشاهد وتشبع عينيها فقط..
غفران..
الټفت له ليسحب يدها اليسرى برفق ثم يضع حلقة ذهبية رقيقية بخنصرها جعلتها تتأملها بإنبهار وهي تعلم تمام العلم ماذا تعني..
إنه محبس زواج..
كدا كل حاجة تمام..
قالها تميم وهو
15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 24 صفحات