تربصت بأعيني كاملة
لخصلاتها المتموجة العنان خلف ظهرها فكانت في غاية الجمال والرقة والنقاء..
جلست على طرف الفراش بتردد وهي لا تعلم ماذا تفعل سوى الإنتظار تخجل أن تخرج..
بعد مرور بعض الدقائق سمعت طرقات على الباب انكمشت على نفسها لتنفرج أساريرها حين وجدته تميم وقفت وركضت نحو وهي تهمس بلهفة
تميم..
عيون تميم وروحه يا حبيبتي..
إنت جميلة أووي يا غفران قلبك جميل أوي يا حبيبتي وروحك أجمل .. إنت نعمة ربنا عليا وعوضي الجميل .. بحبك يا غفران ...بحبك خليك معايا وخليك بخير علشان أنا..
كل هذا الحنان والدفء لها!
تميم وقلب تميم لها!
ماذا فعلت بحياتها خيرا لتجازى عليه هكذا!!
رفعت عينيها المليئة بالدموع تنظر إليه وقالت له
وأنا بحبك يا تميم .. روحي فداك يا تميم..
إنت منقذي والجندي إللي ربنا بعته ليا إنت الإيد إللي اتمدتلي في وسط الضلمة وأنا مستحيل أسيبها بس إنت مش تسبني..
إنت عالمي..
وقال
أبدا يا غفران أبدا يا أميرة قلبي مفيش حد بيسيب روحه ويلا تعالي عندنا كلام كتير نقوله كمان تعالي علشان تدوقي أكل البت توتا والبسبوسة بتاعتها..
ابتسمت بهدوء وقالت بصدق
بصراحة أنا حبيتها أوي لطيفة جدا وقلبها طيب شبه قلبك..
اممم دا إعتراف منك يعني إن قلبي طيب بس أنا ساعات بكون شرير ... واصبري الأيام قدامنا وهتعرفي تميم بيكون
إمتى شرير..
كانت سوسن تتأمل غفران بعيون حانية تكابد عدم البكاء كي لا تتسب في هلعها..
وقفت بجانب تميم بالكاد تختفي خلفه ابتسمت سوسن بهدوء وهتفت برفق
غفران ... حبيبتي ممكن أسلم عليك مش عايزة تتعرفي عليا ولا أيه..
رفعت كفيها تكوب وجهها بحنان وهمست بحنو
إنت جميلة أوي يا غفران شبهها.. لو تعرفي دورت عليك قد أيه يا حبيبتي..
في الحقيقية لم تستطع غفران مقاومة هذا الدفء وبادلتها عناقها منغمسة به باستمتاع تجرب هذا الشعور لمرتها الأولى وفاضت عينيها بعبرات الحرمان..
طوقتها سوسن بقوة وأخذت تربت على ظهرها بترفق..
لكنه أقسم بأشد الأيمان الواجبة البر أن يعوضها كل ما فاتها..
تنحنحت تالين وهي تقول بمرحها المعتاد محاولة إخراجهم من هذه الحالة
أيه يا جماعة الخير مش هناكل ولا أيه .. الأكل برد وأنا جعاااااانة يا ناااس..
ضحكوا جميعا والتفوا حول المائدة لتلزم غفران جانب تميم فيبتسم لها بحب وتبتسم والدته بسعادة..
قالت تالين بحماس
يلا يا غفران دوقي كدا اللحمة دي أنا عملاها بطريقة مختلفة جدا تختلف عن أي حاجة دوقتيها صدقيني..
نظرت غفران لقطعة اللحم بنفور شديد وذكريات أليمة تداهم عقلها فهي نظرا لما كانت تراه من ټمزيق الچثث لم تتذوق اللحم بحياتها يوما ما لديها رهاب منه وتشمئز منه نفسها..
تطلعت بها غفران بحرج ولا تعلم كيف ترفض أو كيف تفسر لهم!!
أدرك تميم الموقف ليقول بهدوء لشقيقته دون أن يتطرق لأي شيء
غفران معدتها تعبانة شوية يا توتا والدكتور مانعها من أكل اللحوم لمدة معينة..
شعرت تالين بالخيبة وتنهدت غفران براحة لتقول لتالين بتقدير
أنا متأكدة إنها جميلة زيك يا تالين..
ولما أخف لازم توعديني إنك هتعمليهالي علشان أدوقها..
وبعدين النهاردة عندي أكلات كتير أدوقها وفي بسبوسة ولا أيه..
حركت تالين رأسها بإيجاب وهي تقول برضا
طبعا طبعا أكيد..
وفي جو أسري هادئ دافئ لم تحظى به غفران يوما ما أخذت تتناول طعامها بشهية..
حل الظلام وظلوا يتسامرون بشتى الطرق المرحة مخرجين غفران من كبوتها..
قالت سوسن بفرحة
إن شاء الله نعملك أحسن حفلة زفاف يا غفران والدنيا كلها تعرف إنك خلاص بقيت زوجة تميم حسين نعمان..
ابتسم تميم وقال بتأكيد
إن شاء الله يا أمي..
تأخر الوقت وداهم النوم أعين غفران إرهاقا..
قالت سوسن بابتسامة بشوش
يلا علشان نسيب غفران ترتاح..
غفران هتنام مع تالين لغاية ما يبقى في إشهار وإنت تنام في أوضتك يا تميم..
وعندما سمعت غفران هذا وقبل أن يجيبها تميم تمسكت به بلهفة وخوف تحت تعجب تالين ربت تميم على يدها وهو ينظر لعينيها المذعورة بطمأنينة وهمس لها
مټخافيش أنا معاك يا غفران مش هسيبك..
تشبثت به أكثر وهي تقول برجاء وأعين دامعة
تميم مش تسبني .. مش إنت وعدتني..
قبل رأسها برفق وقال بحنان
حبيبتي إهدي أنا معاك يا نور عيني..
نظر لوالدته وقال لها وهو ينظر نظرة ذات مغزى
مفيش داعي يا أمي .. غفران هتنام معايا في أوضتنا..
تفهمت والدته على