تربصت بأعيني كاملة
يا تميم..
أنا مش مصدقة إن ممكن حاجة زيي تحصل يا ابني ليه الدنيا اتقل خيرها كدا..
يا ترى عاشت السنين دي كلها إزاي وسط المجرمين دول .. حسبي الله ونعم الوكيل ربنا ينتقم منهم قادر يا كريم..
حرك تميم رأسه بتأكيد حزين وقال پألم
غفران شافت كتير أووي يا أمي كون إن هي متحملة لغاية دلوقتي فهي بطلة وربنا يعيني إن أقدر أعافيها من كل إللي مرت بيه وأعوضها عن كل حاجة يا أمي..
إنت حبيتها يا تميم .. حبيتها بالرغم من كل ده..
قال تميم بلهفة ونبرة مليئة يالشغف والعشق
غفران جواها أبيض أووي يا أمي جواها لسه طفلة لسه نضيف مش ملوث .. لا تعرف كره ولا حقد ولا غل..
عيونها بتنطق بالبراءة وإللي جواها ملامحها بتنطق بيه..يا أمي أنا قلبي وقع أسير لها وكانت حاجة غريبة بتشدني لها .. حتى مشاعرها نقيه أووي ومميزة جدا يا أمي .. حبها ليا مميز جدا..
هفضل جمبها وهعلمها كل حاجة وأدعملها لغاية ما تقف على رجليها وتقدر تواجه العالم كله..
وربنا يعني وأعوضها عن كل إللي فاتها..
ابتسمت سوسن بفرحة ظاهرة وهي تهتف بحنان
لو تعرف كبرت في عيني قد أيه يا تميم..
وتابعت بحنين
مش متعجبة إن غفران تكون كدا عفيفة كانت بتملك نفس القلب الطاهر الطيب ده ونفس الروح الجميلة كل إللي بيشوفها بيحبها
.. علشان كدا عمك إسماعيل كان بيحبها أووي كان مهووس بيها وانتظر على أحر من الجمر إنها تكبر شوية وتخلص جامعتها علشان يتقدملها ويخطبها بس الله لا يسامحها مرات أبوها .. ډمرت حياتها ورموها لواحد ظالم ميعرفش للرحمة طريق واحد مريض طلع كل عقده فيها باسم الحب المړيض..
أنا اتخطبت لأبوك وهو كان طاير من الفرحة وأخد أبوك وراح يتقدملها بس اترفض ومكانش عارف ليه بس عرفت إن كان بسبب الظالمة مرات أبوها حسبي الله ونعم الوكيل..
وفضل عايش عمك على ذكراها...
لقد اتضح لتميم كل شيء ألهذا بقى عمه إلى الآن أعزب شقيق والده الأصغر أربعيني أعزب يقيم وحيدا في أحد الشقق السكنية منعزل عن العالم..
قال تميم بشرود وحزن
يعني سبب إللي هو في دلوقتي الموضوع ده..
ياااه دا بيحبها أووي ووفي جدا لحبها .. حقيقي مش موجود حد كدا دلوقتي..
بس للأسف يا أمي إللي عرفت عن موضوع أم غفران مش يبشر أبدا..
لأن غفران سمعت عن طريق الصدفة بالحقيقة المچرم ده قټلها وباع أعضاءها لما اعترضت على أفعاله..
شهقت سوسن پبكاء وهي تتذكر صديقتها التي كانت بمثابة شقيقتها وقالت پألم
يا حبيبتي يا عفيفة .. شوفتي كتير يا حبيبتي..
ربنا ينتقم منه وېحرق قلبه يارب....
وظلت تبكي ليهدأها برفق..
أما في الداخل نجحت تالين في كسر حاجز الرهبة الذي لدى غفران وهي تتحدث معها في شتى الأمور بينما يرتبون ملابسها الجديدة..
وفي هذه الأثناء جعلتها تالين تأخذ حمام دافئ تزيل به إرهاقها ثم أخذت تجفف خصلاتها الڼارية بحنان ورفق تحت نظرات غفران الممتنة وهي ترى أن شقيقة تميم تحمل بدماءها نفس طيبته ورفقه..
أجلستها أمام المرآة وأخذت تمشط خصلاتها لتقول لها بصدق
إنت حقيقي جميلة أووي يا غفران .. جميلة من جوا قبل جمالك الخارجي..
ابتسمت غفران بخجل وقالت وهي تفرك يديها على هذا الإطراء الذي يقابلها للمرة الأولى
شكرا .. شكرا يا توتو..
عيون توتو إنت..
وأكملت تالين بمرح أكبر وهي تمسك فساتين غفران
أيه رأيك تلبسي أيه .. ده ولاااا ده .. ولاااا ده..
حركت غفران أكتافها وقالت بحيرة
بصراحة مش عارفة هما كلهم حلوين..
نظرت لهم تالين نظرة تقيمية ثم قالت
بصراحة عندك حق من رأي خليك في الأبيض إللي في ورد سماوي ده .. مريح أكتر ومناسب للبيت ولا إنت أيه رأيك..
ابتسمت بحب وهي تهمس
عندك حق .. جميل فعلا..
قبلتها تالين على رأسها وقالت
طب يلا يا جميل إلبسيه علشان بصي عندنا غدوه إنما أيه .. هتكلي النهاردة أكل لما تتنفخي..
هناكل محشي الست سوسو والكفتة بتاعت الشيف تالين والبسبوسة إللي تميم بيعشقها..
بس بصي عايزه رأيك مفصل في كل حاجة .. تمام..
أحبتها غفران لبساطتها ومرحها وحقا استطاعت أن تخرجها من بؤرة أفكارها السيئة وظنونها..
ابتسمت لها غفران بامتنان وقالت
أكيد حلوين علشان من إيدك يا توتو..
حبيبتي إنت..
وخرجت تالين حتى تتركها تبدل ملابسها..
أخذت ترتدي الفستان فستان رقيق أبيض منثور عليه ورود بلون السماء من القطن ذا أكمام تصل لمنتصف ساعديها وطويل يصل لكعبيها ضيق من الخصر وينتهي بإتساع...
تركت