تربصت بأعيني كاملة
السلامة يا سوسو..
في رعاية الرحمن يا حبيبي..
ألقى الهاتف جانبا ومدد على الفراش براحة وهو يتلو أذكار النوم ... ذهب عقله تلقائيا إلى هذه الفتاة العجيبة ولماذا كلما تراه يتغير وجهها بتلك الدرجة..
لماذا اڼهارت هكذا..!
وظل عقله يتعمق في التفكير حتى ذهب في ثبات عميق..
فرقت عن جفونها واستيقظت أخيرا من تلك الغفوة عقلها يسبح في فلك بعيد عن واقعها اشتعلت نظراتها مجددا بعد هذا الإنطفاء المؤقت..
اعتدلت ببطء ثم تنحنت قائلة بنبرة باردة
ولا حاجة .. أنا كويسة..
تسائل بحذر
طب مالك .. أغمى عليك ليه.
يمكن علشان قلة الأكل..
تنهد براحة ثم هتف
طب ارتاحي وأنا هبعتلك فتحية بالأكل..
لا يا بابا مش جعانة .. أنا هنام..
طب شدي حيلك مش عايز الموضوع ده يتكرر كان ممكن إللي اسمه تميم ده ياخد باله..
هو إللي جه وبلغ إن مغمى عليك فوق أيه عرفه إن إنت فوق ووصله للسطح..
حركت كتفيها وقالت بشرود
مش عارفة يمكن لما لقى باب السلم مفتوح فضوله سحبه لفوق..
قال بحزم
طب اعملي حسابك على بكرا آخر النهار تنفذي واخلصي منه..
لا تعلم لماذا لأول مرة طرق قلبها بهذا العڼف ولماذا هذا الخۏف الذي هاجمها ونفور سيطر عليها..
حركت رأسها بتيهة ليخرج أباها وهو يؤكد أن هناك شيء خطأ بها..
أبعدت الغطاء ولامست قدميها الأرضية الباردة ثم خرجت للشرفة ووقفت تنظر للظلمة المحيطة بالأشجار والغابة كان الهواء يداعب خصلاتها للتطاير خلفها ترفرف بجمال غامت أعينها بذكريات لطيفة فأغمضت أعينها تتوافد تلك الأحداث والكلمات على عقلها..
هناك شيء يحدث بقلبها ..!!
ملامح وجه هذا تميم تضوي أمام أعينها دون فرار صفاء .. ونقاء تحملها ملامح وجهه الندية..
إنه يختلف عن كل من أتى إلى هنا..
التفتت وخرجت من الغرفة بهدوء حافية القدمين ترتدي رداء يصل لبعد الركبتين بقليل وظلت تسير ببطء قاصده غرفته..
إنها طفلة تشعر بحماس لشيء خفي يدثرها .. شيء جديد يغوص بأعماقها..
أنا أيه إللي حصلي.. وأيه إللي هعمله ده..
جاءت تعود لكنها توقفت ثم حسمت أمرها ووضعت يدها على المقبض وأدارته ثم تسحبت للداخل ببطء على أطراف أصابعها..
من هو تميم هذا.
تململ تميم بنومته وتقلب للجهة الأخرى فوثبت سريعا ثم تحركت خارج الغرفة لكن قبل خروجها لمحت كتاب موضوع بإهتمام فوق مكان عال..
قبل أن تخرج وأغلقت الغرفة بهدوء ثم عادت لغرفتها بحماس لمعرفة ما في الكتاب فهي شغوفة بعض الشيء بالكتب..
جلست على الفراش ذا الستائر الصفراء المتدلية تتطاير مع الرياح .. فتحته بهدوء وجاءت لتقرأ وهي تتعجب منه فهو مختلف عن كل الكتب التي تعرفها وذا تصميم مختلف..
صدمت حين جاءت لتقرأ لكنها عجزت عن القراءة بشكل صحيح..
فقالت بتقطع
وإذا ... سألك عبادي ... عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان
حملته برفق بين يديها المرتعشة وهمست بنبرة خائڤة
دا القرآن إللي بسمع عنه من القرية .. بس أنا ليه مش عارفة أقرأه ..
نظرت للسماء وهمست بحيرة
أنا ليه مش عارفة حاجة.. أنا ليه متكتفة
وضعته بجانبها ثم مالت وهي تنظر له بقوة حتى ذهبت بثات عميق..
في صباح باكر بعدما أدى صلاة الفجر وقرأ سورة يس عقب الصلاة وردد أذكار الصباح..
خرج للغابة والشمس تستيقظ من مخدعها من خلف الأشجار بنشاط..
ظل يسير يبحث عن مقصده بهدوء يرتدي بنطال من اللون الأسود وقميص باللون الأبيض فكان وسيما بخصلاته البنية وأعينه التي شاركت لون القهوة..
بالجهة الأخرى كانت تركض بقوة وهي تضحك ضحكة نادرة تكسر عبوسها الدائم..
تركض وهي تنظر له بمرح بين الأشجار..
ملار هسبقك المرة دي ..
أسرع في العدو وكأنه يفهم ما تقول لتسرع هي الأخرى تقفز من أعلى الجذوع..
وبينما يسير تميم تنائ له صوت يعرفه جيدا .. هذا خطړ شديد جدا.. عليه الخروج على الفور..
لكن كانت صدمة شديدة
له حين رأى هذا المشهد .. شاهدها تمرح وتركض معه ..
مستحيل...!!!
يتبع..
تربصت_بي_أعين_قاتلة.
سارة_نيل
تربصت بي أعين قاټلة
الفصل الرابع ٤
توقفت وصدرها ينهج پعنف وهي تقرأ صډمته الواضحة على وجهه جلست على ركبتيها بينما أخذ ملار يتمسح بها وهي تمسد على فروه الكثيف..
بينما وقف تميم پصدمة يتأكد أن ما يراه هو ذئب ليس إلا..
وتلك البومة التي أتت تقف على كتفها بمسالمة غير عادية..
خالجه شعور أن هناك أمر غير طبيعي في تلك الفتاة حتما .. يتأمل الموقف الماثل أمامه بدقة تضحك بقوة وهي تلهو مع ذلك الذئب ذا الفراء الرمادي وهو يلعق خدها ويتمسح بها بعنقه ورأسه بلطف..
خلاص يا ملار بقاا .. سبقتني زي كل مرة بس مش هيأس إن أسبقك في مرة..
استقامت وسار ملار بجانبها