رواية لن اركع
كبيرة . يوما ما ستنهض براحتها وتتمتع بصباح جميل و فطور شهي .
رحلتها في الحافلة كانت أسوء جزء في حياتها. كانت تظن ان الضړب والعڼف سيئان لكن قابلت التحرش وهو أسوء منهما . كان اكتضاض الحافلة سببا للمضايقات و الكثير الكثير من التجاوزات. يد تلمس كتفك دون اذن وصدر يلاصق ظهرك بتعمد رجل تمتد حتى تلمس رجلك. كل هذه التصرفات كانت تسبب لمايا شعورا بالغثيان. رفعت رأسها يوما علها تستنجد بمن . لكن ماراعها ٱنها لم تكن وحيدة. كانت معضم الفتيات وحتى النساء الأكبر سنا عرضة لهكذا مواقف . فکرهت الحافلة وركابها.
كانت فرحتها عارمة جدا. فهي أخيرا تحمل مالها الخاص. ثمرة تعبها وشقاها . ستحافظ عليه في مكان بعيد لا يراه انس ولا جان. وهكذا فعلت. في سطح البناية ثقب بعيد عن الأعين. جعلت منه مخبأها السري ووضعت كنزها الثمين .
وكما هو متوقع في آخر الشهر وقف الحاج ابراهيم مطالبا اياها بمرتبها وكأنه حق مكتسب .
مد يده بسرعة لتلتقي بخدها وصاح غاضبا أهذا كل شيء ما هذا
نعم هذا ما أعطاني اياه .
ضربها على رأسها مرة أخرى ولأني لا أثق بوضيعة مثلك سأتحقق بنفسي لا أستغرب ان كنتي تخبئين القليل لك.
ولم أسأل نورا او غيرها سأسأل صاحب المطعم شخصيا .
هنا أدركت مايا أن خطتها ستنفضح سيدرك والدها حيلتها ولن تستمر في تخزين أموالها التي رغم قلتها الا أنها اعتبرتها كنزا ثمينا.
غدا ستحاول التفكير في حل . لكن ليس الان فالصداع الرهيب جراء صڤعة والدها يمنعها حتى من التنفس بصورة طبيعية.
كان أمجد في ورشة الحدادة يباشر عمله حين وجد أحمد يقبل عليه بابتسامة
صباخ الخير أمجد . هكذا الأصول
تكلم أحمد أعرفك منذ أن كنت تجاهد حتى تظهر لحيتك وابتسم بمكر لا تعترف بالتحية والابتسام في الصباح لذا تفضل أخبرني مالمصيبة التي عليا حلها الآن
حسنا حسنا انظر وقدم له جريدة في صفحة عروض الشغل شركة خليجية تطلب موظفين في قسم الموارد البشرية مارأيك
فكر أمجد قليلا فرصة جيدة ولكن هل سيكون لهما حظ فيها
امجد ماذا قلت ما رأيك
أرى أنها فكرة جيدة ويجب اغتنامها تثبت من التاريخ لكن تاريخ الاعلام بالموافقة بعد أشهر عدة هل هذا عادي
هز أحمد رأسه طبعا عادي و عادي جدا أيضا الاف الناس سيتقدمون وعليهم اختيار الأفضل و التثبت من الأوراق و الهويات . تعرف الإجراءات
حسنا اترك الجريدة معي لأدون الوثائق المطلوبه وأحضرها.
حسنا ثم رمقه بنظرة ذات مغزى أتظن ان الحظ سيكون حليفنا
ابتسم أمجد وأكمل من يدري ! ربما نحصد أخيرا تعب دراستنا
وافقه أحمد الرأي وانطلق الى طاولته وبدأ عمله .
أمجد كما أحمد متخرج من كلية التجارة . وطرقا ابوابا عدة كانت موصدة لا تفتح فكلاهما لا يملك المال لدفع الرشوى و لا يملكان واسطة تمكنهما من منصب في أي شركة . دفعهما الاحباط للعمل في ورشة الحدادة فشابان في منتصف العشرينات على الأقل يملكان نقودا لاحتياجاتهما الخاصه .
ربي كن عوني ومرشدي ربي اني وكلتك أمري وعاد الى عمله يفكر في هذه الفرصة وكم ستلعب دورا في تغيير حياته. ان كانت من نصيبه طبعا .
الحلقه 8
عليها أن تجد حلا لهذا المأزق ان ذهب والدها الى المطعم ليستفسر عن مرتبها سينكشف كل شيء و ستحرم نهائيا من فرصتها. لم تذق طعما للنوم طوال الليل وهي تفكر وتفكر كيف تخؤج من هذه الورطة.
تمتمت في نفسها ربما أطلب المساعدة من أمجد. ليجد لي حلا آخر. ثم تعود وتثني نفسها ان طلبت منه المساعدة فسيسألني لم أخبئ نقودي عن والدي والطبيعي أن يغضب ويخبر والدي تنهدت بحړقة وأغمضت عييها بشدة لا تخافي مايا لا تخافي سأجد مخرجا لهذه الورطة. لن يتركني ربي . فكفى بالله وكيلا. وشدت على عينيها تغمضهما هربا من واقع لا يرحم .
مع حلول الصباح لم تتناول شيئا وخرجت راكضة لديها خطة في رأسها وربما إن نفذتها ستنجو من براثن والدها.
التقت مايا بنورا وبعد رحلة طويلة متعبة وصلت الفتاتان الى المطعم.
بعد قليلوحين لمحت مايا الحاج عطاء يدلف الى مكتبه استأذنت منهم وتوجهت نحوه.
طرقت الباب بتردد وأفكارها تتأرجح بين مؤيد ورافض . و وقفت قاب قوسين من العودة أدراجها لكن صوت الحاج عطاء يعطيها الاذن بالدخول إنتشلها من ترددها.
السلام عليكم حاج عطاء هل لي بالدخول
نعم تفضلي مايا . مالذي أتى بك
تلعثمت في كلامها وإحمر وجهها . وبدأت في الكلام
حاج عطاء هل لي بطلب معروف
تململ الحاج عطاء في مكانه وقد فهم مقصدها. جل الموظفين هكذا ان طلبوا معروفا فهو سلفة أو زيادة في الأجر.
أستمع اليك
لن ٱكذب عليك في شيء ولكن أرجو منك ان تصدقني أرجوك ان ترأف بي فانا التجأت اليك لتنقذني
الان تبدلت ملامح الحاج عطاء الى الجدية مالذي ستطلبه هذه الفتاة الان اهي واقعة في مصېبة لكن وجهها وطريقة كلامها لا توحي بكونها فتاة من ذوي المصائب. أخلى حنجرته وشد على سبحته التي ترافق دائما و استرسل في الكلام.
اهدئي بنيتي و تنفسي ابتسم بحنان واكمل والان اكملي. فيما تريدين مساعدتي
والدي قالتها باندفاع أدهش الحاج عطاء منذ وعيت على وجه الدنيا وانا اتحمل ضربه الشديد و عنفه المسلط علي بدون سبب .
بدى على وجه مخاطبها عدم التصديق .لكنها أكملت بسرعة والله لا أكذب في شيء بدون سبب أو عذر كان يذيقني الويلات . وبعد جهد جهيد ومساعدة جارنا والد أمجد الذي أتى معي أول يوم . وافق ان أعمل في مطعم حضرتك. هنا داهمتها دموعها تغسل ذنب ولادتها في عالم لا يرحم. أردت العمل