رواية لن اركع
نصف بالكثير و ستعودين الى مدارج الجامعه وهذا سيساعدك على تجاوز هذه العقبة الصغيرة وأشارت إلى شفتيها .
أخذته مايا قبلتها و اتجهت الى المرأة تزين شفتيها المشوهتين. لم يكن لونا ملفتا للنظرلكنه نجح باخفاء تلك الانكماشات الفظيعة على شفتيها.
ابتسمت مايا للنتيجة والتفتت لتريها للخالة فتحية لتجدها تقف وراءها ووضعت ذقنها على كتفها ويديها تمسكان كتفا مايا
وصمتت مايا باحراج
سأقف أمام الجميع صاړخة في وجوههم هذه ابنتي أنا !
احتظنت الأم فتحية ابنتها مايا بحنان ليس له مثيل .
فخورة بك يا ابنتي ! منذ الان مذ تعرفت عليك ! فخورة بك و يجب ان تفخري بنفسك !
حسنا .. حسنا أمي
من قال أن الأم هي من تلدك فقد فهم الأمومة خطأ !!
ألازال يراقبك
نفث دخانه وتركه يصعد السقف و هو يتابعه باهتمام كانه يحمل أسرار العالم.
نعم ! أعرف انه يتبعني و هو يعرف انني أعرف. و لكنه لا يعرف انني لا ابالي
ألم يحن الوقت لتواجههم !
يا صديقي! ان تواجه يعني انك تهتم ! وانا لا أهتم البتة .
دعه يقوم بواجبه و يوصل الأخبار لسيدته وها ٱنا أقوم بما يحلو لي . وكل يعيش حياته
كما تشاء. صمت قليلا ليكمل متى المنازلة التالية
لا أدري ! علينا ان نتمهل قليلا. فالأعين قد فتحت علينا في هذه الفترة .
أكمل الزجاجه و ودعه متجها نحو الباب
الى اللقاء
وما ان أغلق الباب حتى سمع صديقه صوت تهشم الزجاجة على الجدار . حرك رآسه واتجه نحو الدرج المتهالك .
أما الأخر فبقي ينظر الى قطع الزجاج المتناثرة يمنة ويسرة وهو يفكر كم يشبهها ! فلا أحد يهتم بها ان تهشمت أو رميت سليمة. و هكذا هو ! لا أحد يهتم لأمره .
فليذهبوا الى الچحيم نهض متثاقلا و ارتمى على فراشه . ولم تمر دقيقة حتى غط في نوم عميق.
الساعة الآن الثانية بعد الظهر تململ في فراشه و أخذ يفرك عينيه بتكاسل. مد يده يلتقط هاتفه الذي ماانفك يزعجه برنينه .
نعم ! ما الأمر
صمت قليلا وقد اعتدل في جلسته يستمع بانتباه تام.
حسنا حسنا فهمت. الأسبوع القادم إذا ! لكن ليكن في علمك لن أسمح بتجاوز آخر. يكفي ما حدث البارحة
انتفض من فراشه متجها الى المرحاض يغسل وجهه عله يبعث في نفسه القليل من النشاط.
كيف خرجت من هناك أمر لا يهمك البتة و رجاء لا تتدخل فيه فهو ببساطة لا يخصك
ضغط على الهاتف يغلقه و بدأ بغسل وجهه ثم وضع رأسه تحت الحنفية . دوار رهيب يحتل نصف رأسه. كانت الضړبة الأخيرة قاسېة قليلا . لكن عليه أن يتدرب أكثر كي يعرف كيف يصدها.
ابتدأت رحلته مع النزال الغير قانوني طبعا بعد سنته الأولى في الجامعه و منذ ذاك الحين وهو مشارك وفي لم يخلف موعدا واحدا.
سنته الأولى بالجامعه اي منذ خمس سنين على الأقل أو ربما أكثر . بقي فيها كثيرا حتى نسي نفسه و أصبح من أسس الكلية مرجعا للجدد و مثالا للقدماء. تتالت الدفعات على الكلية ووحده بقي راسخا يشاهد الجميع و يترقبهم. كم اختلفت قصصهم . كل يركض وراء شيء معين شهادة ترمى في وجه المستقبل لاثبات الجدارة و المستوى مرحلة ووجب المرار بها فرصة للالتقاء بالنصف الآخر .و تتعدد الأسباب .
أما هو فهو كما هو لا سبب و لا غاية . أصبح ينتمي لهذا المكان . و مايجمعه به أكثر من شهادة و فرصة. هي حكاية طويلة .
غادر الحمام و عاد للارتماء على فراشه ينظر الى أكوام الثياب المتسخة و علب الطعام الجاهز المتناثرة في كل مكان.
أليس هناك خاتما سحريا يجعل الشقة تنظف نفسها بنفسها!
وضع سماعاته و أغلق عينيه يستمع الى موسيقى صاخبة يتذكر على اثرها نزال البارحة .
وقت العشاء تحلقت عائلة الخالة فتحية حول مائدة الطعام . قطعت مايا صوت الملاعق و الأكل بحمحمة
أريد أن أخبركم بشيء
انتبه لها الجميع .
ان ذهابي للكليه يعني مغادرتي لهذا البيت لذلك علي من الأن البحث عن مكان لأقطنه و عملا أستطيع به تأمين مصاريف الدراسة والعيش
فضل العم محمود الصمت . فهو لم يرد التدخل في أي شيء يخص قرارها كي لا تظن انه يريد طردها مبيته. رغم أنه قد اعتبرها ابنته الثانية. لكنه لم يرد احراجها.
مايا ! الى أين ستذهبين
ربتت مايا على شعر رامي مبتسمة سألتحق بالكلية بعد شهر أو أكثر . ما رأيك
عبس وجهه فورا ستتركينني كما ميساء صحيح
اسفة حبيبي لكن علي الذهاب حقا. انت طفل ذكي و تعرف أهمية الدراسة أليس كذلك
صمت ولم يعقب على كلامها . لتنظر مايا الى أمها فتحية تستجدي منها موقفا
لا أدري مايا إبتعادك عنا سيؤلمني جدا.. كما أنك ستكونين وحدك هناك . لا معين لك . أين ستنامين و ماذا ستاكلين
نهضت مايا من كرسيها و عانقت أمها بحنان
حبيبتي أنت لا تخافي! لن أسمح لظروف بسيطة أن تقف بيني و بين حلمي سأجعلك فخورة بي . وقبلتها من رآسها
أنا فخورة بك رغما عن كل شيء. أنا فقط هو قلب الام ېخاف دون سلطان و لا مبرر
أمي مرحبا ٱنا ميساء . أنسيتني ماهذه الأجواء الدراميه اسمعوني هذه فرصة مايا لتحقق آمالها و تقترب من ذاتها لذلك سنشجعها . تراجع صوتها بحزن رغم أننا سنشتاق اليها كثيرا
وسأشتاق اليكم أكثر. و سأزوركم كلما سنحت لي الفرصة. مكانكم في قلبي
تكلم العم محمود أخيرا يا ابنتي نحن نساندفي أي قرار تأخذينه لكن اسمحي لي ان ارافقك الى الكلية فنبحث معا عن مكان تسكنينه بقربها و نلقي نظرة عن فرص عمل بدوام جزئي هناك . ها ماذا قلتي
ارتسمت ضحكة متفائلة على محي مايا قلت أنك أروع عم محمود في الدنيا. وانا أحبك جدا. وطبعا سنبدأ رحلة بحثنا في أقرب فرصة .
عادت مايا الى طعامها تأكل بشراهة فوقت الفسحة قد انتهى و حان وقت الجد . أمامها