رواية لن اركع
مهمتان أكيدتان. أيجاد عمل لتعيل نفسها . و ايجاد مكان تنام فيه. و عليه أم يكون قريبا نسبيا الى الكلية كي لا تضطر الى انفاق المزيد من المال على المواصلات.
كان وجهها تعلوه نظرة اصرار و تصميم . و الټفت العم محمود لزوجته كأنه يهنؤها بابنتهم الصغيرة.
سيدة فيروز السيد منيب على الهاتف
امتعض وجهها و ضغطت على زر تحويل الاتصال في مكتبها و أجابت
لست بخير ! طبعا لست بخير !! أين قاسم
في شقته وأين عساه يكون
في المخفر ربما ! ألم ين هناك البارحة
تلعثمت قليلا و بدأ شعور القلق يبدو على وجهها
شاب و قد وقع في اشكال صغير لن نجعل منها مشكلة كبيرة
بل مصېبة !! ابنك يا فيروز يخوض نزالات غير قانونية . و هذا يجعله ضيفا محببا للسجن
مالذي تقوله يا منيب . قاسم لن يفعل هذا ! هذا ابني ! لا يؤذي نملة. فكيف عساه يصارع أحدهم
فيروز ليس عندي الكثير من الوقت لأقنعك أن ابنك هذا قد اختفى و قد حل محله نسخة مستهترة لا أمل في اصلاحها. 6 سنوات في الكلية أيمازحني
لا شيء أخبرك فقط بأخباره
منيب ! متى يرق قلبك كي تعيده الى البيت
لست انا من يمنعه ! لقد قرر تركنا منذ وقت طويل . اعتادي الفكرة. الى اللقاء. يناظرني اجتماع هام
وأغلق الهاتف.
أي لعڼة هذه التي حلت على عائلتها. بين ليلة و ضحاها تخسر كل شيء و تفقد ابنها .
منذ سبع سنوات تغير كل شيء . تغير حين سمعت منيب ېصرخ بأعلى صوته
اخرج ! لا مكان لك في بيتي ! لا مكان لسارق وضيع في بيتي !
و خرج قاسم يومها و لم يعد.
كان طرده تعسفا ! لا يطرد الابن من بيته . أن له الذهاب
و كما طوت الأيام الحاډثة في ثناياها . نسي قاسم انه ينتمي لعائلة و أنه وراء الباب الذي أغلقه پعنف أم تذرف الدمع دما على ابنها ولا حول لها ولا قوة.
مايا ! أين أنت الأن لا أصدقهم لست في بيت جدتك . أفعل بك شيء أقام بإيذائك
صمت قليلا و أخرج هواء حارقا عزائي الوحيد هو التفكير أنك ربما هربت من براثنه ! أود فعلا تصديق هذا. أود تصديق أنك الان بخير و سلام . بعيدا عن كل شيء
أمازلت تكلمها يا صديقي أتراها تتذكرك الى الأن
لكن موعد العودة لم يحن بعد فإلى متى ستنتظرك و الى متى ستنتظرها
الى حين يقف هذا القلب السخيف عن الخفقان حينها سأكف عن انتظارها . و ستعود لي
أرجو هذا . أرجو لك كل السعادة أمجد . لكن لا تبني الكثير من الأمال فالقلوب تتغير
الا قلبي و حدها تمتلكه و ستعود لي يوما. فق اتظر و سترى
كما تريد أمجد. جعلها الله من نصيبك
على وسادتها تتطلع الى النجوم الساطعة ابتسامة ارتسمت على محياها حينما افتكرته.
كن بخير أمجد. كن بخير و عد لي
16 17
صباحا توجهت مايا مع العم محمود الى الكليه كي تقدم ما ينقصها من اوراق و تدفع ما يلزمها من مصاريف القبول. انطلقا باكرا نظرا لطول المسافة. كانت مايا تشاهد الحافلة وهي تطوي الطريق وراءها و مع كل متر تحس و كأن ثقلا قد انزاح عن قلبها و كأن روحها بدأت تخفق بحرية .
كانت تدرك أنها قد اقتربت من حلمها خطوة وأنها ستكمل طريقها مهما كلفها الأمر. نظرت الى حقيبتها تلك التي تحتوي أوراقها و مالها. حسنا مال الحاج عطاء. لكنها لم ولن تنسى و سترده اليه يوما. ولكنها الآن في حاجة اليه. أغمضت عينيها تبتلع مرارة الذكرى و لكن حركت رأسها تطرد هذه الذكريات اللعېنة. فاليوم يوم فرح .
تذكرت أدعية أمها فتحية و أيقنت أن الله سيوفقها لا محالة .
عمي محمود أتظن أننا سنجد ظالتنا
صدقا لا أدري بنيتي فأنا مثلك هذه زيارتي الأولى لهذه المدينة . ابتسم لها مطمئنا وأكمل لكن هذا لا يعني أن الله لن يوجهنا الى الطريق الصواب . لا تخافي كان الله في عوننا
بعد مرور 4 ساعات أو أكثر و صلا الى الكلية.
كانت عيناها تحملقان في هذا الصرح العالي أين كتب كلية الآداب
خطت الخطوة الأولى و توجهت الى قسم شؤون الطلبة حيث أتمت أوراقها و قدمت مستحقاتها.
ومابين احضار هذه الورقة و توقيع تلك انتصف النهار و طلب منها العودة بعد استراحة الغداء.
كان العم محمود ينتظرها بالخارج. أخبره الحارس أن بامكانه الدخول معها كامتياز لطلبة السنة الأولى لكنه رفض. كما رفض الدخول مع ميساء سابقا.
أراد لها أن تكون خطوتها الأولى داخل الكلية خطوة خاصة . خطوة مع نفسها من أجلها. فمنذ هذا الحين هي وحيدة في مواجهة هذا المجتمع المصغر بحلوه ومره .
رآها مقبلة من بعيد تبتسم ابتسامة مرهقة . أتعبوا ابنته بكثرة الطلبات لكن عليها التحمل ان أرادت الوصول لهدفها.
هل انهيت كل شيء
يا ريت! هناك وثائق يجب على كاتب المدير أن يوقعها و قد غادر لاستراحة الغداء. لذلك علينا انتظاره صمتت قليلا اسفة عمي محمود أتعبتك معي
ظهرت الصدمة على وجهه عمي و اتعبتني و اسفه في جملة واحده هكذا لا يصح ثم ضحك مقهقها انت ابنتي الثانية يا مايا و الله على ما أقول شهيد
اذا أبي محمود لنغادر بحثا عن مطعم قريب نتناول الغداء فيه ثم نعود . فالاستراحة كما أخبروني تدوم ساعتين أو أكثر .
لم ټندم و لم تتراجع عند مناداته بأبي . فهو قد أثبت انه والدها عن حق . من قال أن الأب هو من يجري دمه في عروقنا فقد أخطأ فهم الأبوة .
عند خروجهم الټفت لها الأب محمود
انتظري مايا لنسأل الحارس فربما يدلنا على مطعم قريب كي لا نضيع الوقت في البحث ماذا قلت
موافقة طبعا !
أشار عليهم الحارس بالذهاب يمينا ثم الالتفات الى اليسار ستجدون مطعما يسمى مطعم الطالب معضم ان لم يكن جل رواده طلبة هذه الكلية أو الكليات المجاورة .
شكره الأب محمود ثم توجها الى المطعم. لم تكن المسافة بعيده بضع أمتار فقط.
اذا مايا. هنا ستأكلين وجباتك . ليس المكان بعيدا