رواية لن اركع
تحت ! ثم ضحك باستهزاء هوفاكر نفسو عايش فين
ربت الحاج محمد على كتف ابنه واكمل لازم افكر في حل
الحل موجود انت بس خليه يوافق .
نظر له متسائلا
أخت أحمد صاحبي الساكن بالعماره اللي جمبنا على يمين فاكر احمد يا بابا
احمد ابو لسان طويل صاحبك الي مايعرفش يسكت
هههههه هو ده بس و الله قلبو طيب
تمام اخته هياللي بتشغل في المطعم ده جوه غسيل وطبيخ . ومحتاجين بنت معاهم.
فكر الحاج محمد قليلا وبدت على وجهه علامات الارتياح
دلوقت اقدر اكلمو واقنعو كمان
رن جرس الباب لتتوجه مايا لتفتحه فوالدها يحتسي شايه بتلذذ ووالدتها تنتظر أوامره بلهفة ولا تظن مايا انها سمعت الجرس أصلا.
مافيش صباح الخير يا امجد
صباح الخير يا امجد . تلعثمت قليلا واكملت انا .. امم .. انا اسفه
مايا الحاج في البيت والا نزل خلاص
انتفض الحاج ابراهيم مسرعا مرحبا ثم طلب منهم الدخول . لكن امجد نظر لوالده نظرة فهم الاخير معناها. على الزيارة ان تكون أقصر من هذا والا انقض عليه امجد يستخلص حق مايا من هذا المنافق.
قص الحاج محمد فرصة العمل وظروفه على الحاج ابراهيم بينما اغتنم أمجد الفرصة لينظر لردة فعل مايا . كان وجهها يشرق مع كلمة يتفوه بها الحاج محمد. ثم التفتت اليه لتجده يتمعن النظر فا فما كان منها الا ان بادلته الابتسام وعينيها تنطقان بأسمى عبارات الامتنان. فهي تدرك أن أمجد هو صاحب الفرصه وستشكره لاحقا. ستشكره حتما. فهاهو أمجد لم يخيب ظنها.
يا حاج مشقلتلك ان في بنت في العماره اللي قدامنا حتشتغلها معاها! يعني مش حتكون لحالها . حتروح وتيجي معاها.
بدأ الحاج ابراهيم يفكر قليلا حتى انطلق امجد مقترحا انا كمان شغلي مش بعيد من هناك عشان كده تقدر تطمن انا حاخد بالي منها
ها قلت ايه يا حاج ودا امجد حيخليها فعينيه و حيحميها . والبنت كمان معاها
يعني نعطل شغل أمجد عشان حتة وقضم جملته ليكمل عشان مايا ! لا برضو ماينفعش
لا لا ومين قال حتعطلني ابدا ماتفكرشي كده يا حاج ابراهيم .
بعد نقاش طويل بدأ خلاله أمجد يفقد أعصابه فهذا الۏحش يتحجج بأي شيء حتى يبقي على مايا حبيسة هذا المكان البائس.
استطاع الحاج محمد ان ينطق اخيرا يلا يا بنتي روحي غيري اواعيك عشان حتروحي مع امجد الشغل .
ابتسمت ممتنة وانطلقت ركضا الى أدراج الخزانة الموضوعة بغرفة الجلوس تأخذ مستلزماتها ودلفت الى الحمام سريعا. غيرت ثيابها رتبت شعرها ونظرت الى انعكاس صورتها شيء تغير فينظرة عينيها وعرفت انه الامل قد بدأ يتسلل شيئا فشيئا إليها. تنفست بهدوء وهمست لنفسها خطوة . خطوه ولم تنسى أن تحمد الله و تشكر أمجد من صميم قلبها. وخرجت مسرعة وكانها تحثهم على الاسراع هم أيضا في الخروج فربما غير واها رأيه . أتاها صوته صادحا بعد أن امسكها من ذراعها بقوة آلمتها
ماترجعيش لوحدك وزي مافهمتك امبارح. كلمه فسيرتك وانسي الزفت ده
اومأت برأسها وأغلقت الباب ثم تتبعتهم بصمت . رآى أمجد كل شيء واستغرب كيف لم تصرخ مايا الما فقد كان واضحا ان قبضته قد كانت شديدة عليها.
بعد ان نزلوا من العمارة الټفت لها الحاج محمد مبتسما وحاضنا اياها حتفرج بإذن الله. انا حسيبك مع امجد يخدك للشغل عشان البنت زمانها راحت هو هيوصلك ويطمن عليكي وبعدين حترجعي مع البنت أو معاه . بس مش لوحدك مش عايزيين ندي لبوك سبب يتحجج بيه
أنا بحبك ازي بجد ثم رفعت عينيها اليه بحزن يا ريتك كنت بابا
مسح على شعرها وقطب جبينه قليلا يوه وانا مش أبوكي والا ايه
اومأت برأسها مرارا وتكرارا وهي تشد من احتضانه
يبقى خلاص متقوليش كده. تاني قبل جبينها يلا روحي عشان تلحقي الشغل . وربنا يوفقك
الله يخليك انا مش عارفه من غيرك كنت حعمل ايه
حتعملي كتير و حتتحدي مين ومين انتي جواكي قوه اراده مافيش زيها اعرفي توظفيها و خلاص حتكوني أقوى وانجح باذن الله .
ابتسمت مجددا وانطلقت تمشي بجانب أمجد الذي بقي مبحلقا في تصرفاتها وكلماتها . وقد زاد كرهه للحاج ابراهيم . فمالذي فعله كي يجعل ابنته تتمنى ان تكون ابنة شخص آخر. أكيد انخ يذيقها اللوعات .
أمجد
الټفت اليها بابتسامة ايوا
انا متشكره جدا على الفرصه دي
دي حاجه بسيطه ده حتى شغل بسيط
بس بالنسبالي شغل مهم. والفرصه دي فرصة العمر
أومأ برأسه موافقا ربما فهمها دون ان تتكلم و ربما لم يفهم تحديدا قصدها لكنه لم يرد ان يسألها عن مقصده فيكفي نظرة الحزن التي تغلف عينيها كي يفهم أن هذه الفرصه رغم تفاهتها ورغم انها لا ترتقي كي تكون فرصة فهي تعني لمايا الكثير . أكثر مما يتصور .
أكملت طريقها لينادي عليها
رايحه فين
عموقف الباص. مش قلت ان الشغل لازمو روحه بالباص
ايوا بس النهارده اول يوم ومش عايزك تتبهدلي في المواصلات . خلينا في التاكسي أحسن
بس مش عايزه اتقل عليك ! لم تخبره ان والدها أعطاها نقودا تكفي فقط لتذكرتي الباص. ولم يفكر بلقمة تأكلها.
وعلى ايه! انا حدفع مفرحات يااختي فيها حاجه
ابتسمت مجددا وشكرت الله على وجود أمجد معها متشكره جدا
لا ! خلينا نتفق . كلمة متشكره دي انا مش بحبها خالص خالص ياريت ماتقوليهاش تاني
تفهمت موقفه وعرفت ان رجلا شهما كأمجد لن تسمح له أخلاقه بان يقبل شكرا على موقف يعتبره واجبا عليه لذلك اكتفت بهز رأسها موافقة وابتسمت برقة .
بعد ربع ساعة توقفت التاكسي امام مطعم ليس فخما جدا ولا بسيطا جدا فقط مطعم محترم يظم الفئة المتوسطه من الشعب