رواية لن اركع
الكريم.
دفع امجد للسائق وترجل بصحبتها ودخلا الى المطعم. سأل أمجد عن المسؤول ليشير النادل لرجل في الخمسين من عمره يجلس وراء مكتبه في غرفة في اخر المطعم .
استأذنا بالدخول ورفع الرجل رأسه مبتسما
السلام عليكم
رد الرجل وعليكم السلام اتفضلو اقدر اخدمكم بايه
أسرع أمجد قائلا العفو حضرتك نحنا جايين عشان مايا البنت دي واشار لمايا عايزه شغل
انا الحاج عطاء اتشرفت بيكم
الشرف لينا حضرتك انا امجد ودي مايا جارتي
اتشرفت
الحقيقه يا حاج مايا محتاجه الشغل اوي ونورا البنت اللي بتشتغل في المطبخ شكرت في شغلكو وقالت عايزين بنت معاكم
صحيح البنت اللي كانت هنا راحت من يومين ونحنا فعلا محتاجين بنت بدالها
نظر لها بتعجب وأكمل انا هنا الحاج عطاء مافيش حضرتك ابدا
ابتسمت وهزت رأسها موافقة
تانيا عجبني اندفاعك وزي ماقلتلك نحنا فعلا محتاجين بنت معانا
ضحك الحاج عطاء وأكمل تمام حتشتغلي من الساعه سابعه للساعه سته
تغيرت ملامح أمجد الذي يكمل عمله الساعة السابعة في الورشة. لكن قطعت حيرته مايا التي عبرت عن موافقتها
تمام يا حاج عطاء انا موافقه من سابع للسته.
نظر لها امجد دون ان ينبس ببنت شفتة. فساعات العمل كثيرة .
تمام موافقه
ساعات العمل كثيره والخلاص بالأسبوع. ولم يذكر كم. ليرى اول مرتب ويحكم من خلاله.
مافيش اجازات ومافيش يوم عطله. نحنا بنشتغل كل يوم حتى في الأعياد والمناسبات يعني بلاش حجج !!
تمام كده موافقين تقدري تشوفي شغلك
ودعاه وعندما أغلق أمجد الباب الټفت الى مايا
الشغل كتير اوي من سابعه للسته
مايهمش يا امجد دي فرصه ومش حضيعها عشان تعب ساعتين تلاته على الاقل طوال هذه الفتره لن أتعرض للضړب أو الشتم.
حك رأسه ونظر لها متأسفا الظاهر اننا استعجلت شويه . خلينا نستنا ونشوف فرصه تانيه
لا لا. مش ضامنين بابا يوافق ! الله يخليك خليني اشتغل وربنا مش حيضيع حق حد
ونعم بالله. خلاص تمام . بس انا بكمل شغل الساعه سابعه يعني حتروحي لوحدك
مش قلت معايا نورا !
امم. طيب بس لو صارت ظروف من اي نوع تقفي هنا وتستنيني ماشي ماتروحيش اي حته لوحدك . انت مش متعوده على المواصلات ولا على الخروجات. لحين تتعودي لازم تديري بالك.
ماتخفشي عليا الضړب اللي مايقتلكشي بيقويك
هل سمع فعلا ماظنه سمعه لا لا يمكن ! قلتي ايه
استدركت بسرعه قلت ربنا مايحرمني منك . بعتك ليا عشان تساعدني
ابتسم لها وهو يحس انه لو استطاع لأخرجها من براثن والدها نحو الامان لكنه لا يقدر على شيء كهذا.
على فكره انا شغلي مش بعيد اوي عشر دقايق مشي وتلفي يمين حتلاقي الورشه .
خلاص لو احتاجت حاجه حجيلك . أساسا ماليش غيرك
ودعها مسرعا وتمنى لها التوفيق وهو لا يعرف مالذي اعترى صدره من كلماتها. ماذا قصدت ب أساسا ماليش غيرك
لم تدرك مايا انها بكلماتها البسيطة المحملة بمعاني قوية قد جعلت أمجد يعد الله ونفسه أنه سيكون خير سند لمايا ولن يتركها وحيدة مهما حدث.
أصبحت مايا مسؤوليته وحده !
الحلقه 5
ودعت مايا أمجد و انطلقت الى مطبخ المطعم. أوسع من شقتنا ! كانت هذه أول ملاحظة خطرت على بال مايا. ضحكت خلسة وتقدمت . انقسم المطبخ لثلاث أقسام . القسم الأول والذي يطل من فتحة على قاعة الطعام كان من نصيب امرأة في اواخر أربعينياتها. تغطي شعرها رغم فرار شعيرات بيضاء ناصعة تحارب كي تثبت وجودها. ترتب الأطباق حسب الطلب ليأخذها النادل من الفتحة. ليس بعيدا عنها القسم الثاني أين انكبت فتاة في بداية العشرين تغسل الصحون والاواني وتتأكد من لمعانها. ثم تنشفها جيدا وتتأكد انها تحاكي الذهب في لمعانه . بدا على هذه الفتاة التعب وهي تحضر الصحون من القسم الثالث نحو القسم الأول. كان القسم الأول عبارة عن مطبخ عادي لكن بأكثر من فرن و ثلاجة ضخمة و صناديق خضر و غلال ومستحضرات طبخ. يحتل هذا القسم رجل في الخمسين من عمره و امرأة تقاربه في العمر استنتجت من ملابس الرجل أنه الشاف بينما المراة الأخرى مساعدته في القص و التحضير.
كانت مايا مندهشة من هذا العالم المصغر. تنفست الصعداء وهي تفكر حنسى كل حاجه الشغل مش حيخليني افكر في الظلم والقهر اللي في البيت . و حشتغل ومش هيأس مهما صار. الشغل ده هو العتبه الأولى في سلم تحقيق حلمي والمطبخ ده حيخليني أكون بني أدمه
أيقضها من حوارها الباطني صوت الحاج عطاء والذي طلب من الجميع لحظة انتباه معلنا
يا جماعه . دي مايا. وهي اللي هتكون في مكان سهى . يعني حتشتغل مع نورا.
الټفت الجميع لها وابتسموا مرحبين .
اهلين
اهلا
اهلا
نورت
ردت مايا بخجل وحماسة أهلين .
تقدم الحاج عطاء نحو القسم الأول وقال
دي فتحيه و هي اللي مهتمه بترتيب الطلبات حتى مراد ياخدها للزبائن.
ابتسمت لها المرأة بحنان وبادلتها مايا الابتسامة بأخرى . رغم ترددها أولا . فهذه المراة لم تراها الا منذ دقائق لكن نظرتها نحوها أرسلت لها كمية حنان لم تره طوال عمرها.
ثم اتجه الى القسم الثاني وأشار الى الفتاة العشرينية
دي نورا . أظن البنت اللي قالتلك على الشغل .
حيتها الفتاة بلطف وردت مايا التحية .
وأخيرا القسم الثالث ده الشاف حبيب و دي مساعدتو و مراتو الست نعمة .
رفعا ايديهما محيين مايا ورحبا بها وفعلت المثل
يلا اسيبكو انا بقى لشغلكو . مايا لسه بتتعلم يا ريت تساعدوها تتأقلم . ربنا يعينكو
والټفت مغادرا . لتقترب منها نورا والفرحة بادية على محياها
تبقي انتي اكيد البنت اللي أحمد سألني على الشغل عشانها
احمر وجه مايا و اختنق صوتها انا.. انا معرفش حد بالاسم ده
وكأن معرفتها بالاسم چريمة تنتظر عقابها. هكذا تعودت. لكل زلة أو خطأ غير مقصود عقاپ مقصود قاس.
ماتخفيش يا ستي أحمد ده اخويا و سألني عن الشغل لان صاحبو امجد سألو ثم نظرت الى مايا بتساؤل تعرفي امجد صح
اڼفجرت اساريرها وهي تهز رأسها ايوا ايوا . أمجد جارنا ساكن في الطابق اللي تحتنا
نورا ماتسيبي البنت تتنفس وانتي استلمتيها تحقيق
انا انا يا طنط فتحيه طب