رواية مع وقف التنفيذ للكاتبة دعاء عبدالرحمن(الجزء الأخير من الفصول)
وحش ميحكيهوش لحد خالص ويستعيذ بالله وهو مش هيضره
قالت كلمتها وتوجهت للمكان المخصص للأكواب بحثت بعينيها قليلا وما لبثت أن وجدت ضالتها ..كوبها المخصص منذ زمن طويل لا يشرب منه أحد غيرها لونه مميز وعليه رسومات كرتونية كثيرة مختلفة أبتسمت وهى تتناوله وقالت
مكنتش متخيلة انى هلاقيه
أطلت نظرات الإشفاق فى عينيى أم فارس وقالت بحنان
لمعت عينيى مهرة بدمعة قاتلت لإخفائها وهى تتجه للثلاجة ووضعت فى الكوب بعض المياه الباردة وما أن انتهت حتى قالت لها أم فارس
كنت عاوزه تسألينى على أيه يا مهرة
وضعت مهرة الكوب على رخامة المطبخ أمامها وقالت
الكوابيس دى مش مريحانى يا طنط .. هو الدكتور فارس عنده مشكلة ولا حاجة
انا والله مش بدخل فى خصوصياته.. بس انا بخاف من أحلامى دايما وبصدقها علشان كده بسأل
هزت أم فارس رأسها نفيا وهى تقول مطمئنة
محكاش ليا حاجة خالص لو فى مشكلة كان أكيد حكالى ..أطمنى
قالت مهرة وهى تومىء برأسها قلقة
يارب يكون كده فعلا .. معلش يا طنط عطلتك.. أمشى انا بقى علشان عندى مذاكره كتير
أستنى صحيح ..عاملة أيه مع جوزك يا بنتى ياترى لسه زعلان ولا خلاص
شعرت مهرة بالحنق لمجرد ذكر أسمه وقالت بضيق
تفتكرى يا طنط أنا ممكن أفكر فى زعله بعد ما كان هيمد أيده عليا بعد أسبوع واحد من كتب كتابنا
لم يتنحى جانبا لتخرج إنما ظل واقفا مكانه .. لا يعلم لماذا
تسمرت قدماه وأبت أن تتحرك وقد ارتسمت النشوة والبهجة على ملامحة وقال
أزيك انت يا مهرة .. عاملة أيه
تحشرج صوتها وهى تتمتم
الحمد لله
كانت تتوقع أن يتحرك جانبا ولكنه لم يفعل ..أقتربت منه والدته وربتت على ذراعه وكأنها توقظه من غفوته وقالت
ألتفت إلى والدته محدقا بها وكأنه لم يراها إلا الآن فقط أغمض عينيه وفتحهما ببطء ثم تنحى جانبا لتمر من أمامه وتحت ناظري قلبه الذى يقاتل ليزيل الغمامة التى تعصب عينيه فتحجب عنه الرؤية الصحيحة لحقيقة مشاعره خرجت وأغلقت الباب خلفها مسرعة وصعدت الدرج فرارا ولكن من منا يستطيع الفرار من قلبه .
تركته والدته وعادت للمطبخ ثانية لتتمم على الطعام فدخل خلفها ووقف مستندا بذراعيه على باب المطبخ قائلا
مالها يا ماما فى حد ضايقها تانى
هزت رأسها نفيا وقالت
لا مفيش دى كانت بتسلم عليا بس
وقع بصره على الكوب الموضوع فوق رخامة المطبخ فارتسمت ابتسامة واسعة على شفتيه .. تقدم نحوه وأخذه ونظر إليه جيدا وهو يقول
طول عمرها مبتحبش تشرب غير من الكوباية دى
نظرت له والدته بدهشة وهو يتوجه إلى الثلاجه ويصب فيه بعض الماء البارد ويشرب بشكل تلقائى ولكن بحماس شديد.. وبتلذذ!
أنتهى ووضعها مكانها كما هى وخرج ليبدل ملابسه تحت ناظري والدته التى كانت تدعو الله بقلبها أن يرزقه راحة البال والقلب .
بمجرد أن جلسا حول مائدة الطعام قالت والدته
أومال مراتك مجاتش ليه يابنى لحد دلوقتى
عقد بين حاجبيه بضيق وقال
عاوزه تقعد فى بيت امها يومين
وكأنهما استدعاها حينما تحدثا عنها فلم يكد ينتهى من كلمته حتى سمع رنين هاتفه النقال أخذ الهاتف وأجابها فقالت على الفور
أيه يا فارس قافل تليفونك ليه
ظهرت الدهشة على وجهه وقال
أنا مقفلتش التليفون النهاردة خالص
تصنعت الدهشة وهى تقول
معقوله أومال كان بيدينى مغلق ليه
ثم استدركت وهى تقول
أومال أنت كنت فين من ساعتين كده لما كان بيدينى مغلق
كنت مع المتهم بتاع قضية القټل
أدعت المرح وهى تقول
شكلك كده وافقت على القضية
هز رأسه نفيا وهو يقول
لاء رفضتها
قالت بتماسك
بلغت والده بالرفض ولا لسه
لا لسه لما أروح المكتب بالليل هخلى السكرتارية تبلغه علشان يجى كمان ياخد الأوراق بتاعة القضية
شعرت بالوهن يدب فى أوصالها فهاهى ستضطر أن تلجأ إلى أكثر شخص تبغضه على وجه الأرض وسمعته ينهى المكالمة قائلا
طب معلش يا دنيا هقفل دلوقتى علشان ألحق أخلص غدا وأنزل
قالت بلهفة
رايح المكتب بدرى كده
لالا أنا عندى ماتش كده مع الدكتور بلال وعمرو ويمكن اروح المكتب متأخر شوية ..يلا سلام
أنهى مكالمته بينما قالت والدته باهتمام
ليه يا فارس هتسيبها تقعد لوحدها يابنى فى حاجة مزعلاها ولا ايه ..طب شوف ايه اللى مزعلها .. مينفعش تقعد لوحدها كده ..دى دلوقتى