الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية العصيان..بقلم منى أحمد حافظ

انت في الصفحة 13 من 35 صفحات

موقع أيام نيوز


أخلاقه ويطالبها بكل وقاحة بالإستدانة من والدها لتجلب لهم المال أغمضت أمال عيناها وهي تعيد مشاهد مشاجراتهم التي بدأت ولم تنتهي طوال ست سنوات وكيف طلب منها أن تبحث عن عمل لتعيلهم لتنصاع مجبرة وبحثت حتى وجدت عملا بسيطا في أحد المحال فأخفت عن والدها أنها تعمل حتى لا تزيد من إتساع الفجوة بينهم.

إنتبهت أمال لإضاءة جوالها الصامت فحدقت بشاشته وعيناها تحتقن بدموع الخزي وعلمت أن رائف لم يكلف نفسه عناء الإتصال بها الأن إلا ليكيل لها بعد تلك الكلمات التي أسمعها له والدها فأستجابت لإتصاله بصمت لتسمعه يقول بصوت كريه غاضب
_ اسمعيني يا ست أمال كويس علشان الكلام اللي هقوله دا عاوزك تبلغي بيه السيد الوالد وتقوليه لنفسك أنتي كمان ياريت كدا وأنتي قاعدة لأبوكي وټعيطي له تفهميه إن رائف المشير محدش يقدر ياخد منه مليم بالڠصب والكلام اللي قاله يبله ويشرب مېته وطلاق مش هطلق حتى لو رفعتي مليون قضية ولو عاوزة يا حلوة تطلقي يبقى تيجي لي لحد بيتي زي الشاطرة كدا وتتنازلي عن كل حاجة حتى حقك فالشقة وهدومك كمان اللي فيها علشان أنا عندي أبيعها مستعملة ولا أنك تاخدي قصقوصة منها دا غير أنك تحضري لي مبلغ حلو كدا قصاد ما هسيب لك العيال وإلا ورحمة أبويا ما أخليكي تلمحي ضوفر عيل فيهم طول حياتك وهخليكي ټموتي بحسرتك عليهم وأنتي عارفة أني لما بقول كلمة بنفذها ودلوقتي أنتي أدامك يومين لو مجتيش وعملتي اللي قولت عليه ومعاكي الفلوس يبقى اليوم التالت هتلاقيني جاي أخد عيالي منك وإنتي خليكي قاعدة فبيت أبوكي زي البيت الوقف لا طلاق ولا عيال أصلك يا حلوة متلزمنيش.
أنهى رائف كلماته وأغلق جواله دون أن يترك لأمال أي فرصة لتجيبه لتحدق پصدمة بشاشة جوالها الصامت لا تصدق أن يصل الأمر برائف ليطالبها بدفع المال له نظير أن تحظى بأولادها أنهمرت دموعها فرفعت يدها تكتم صوت إنتحابها حتى لا يسمعها والدها ولكنه فاجأها بولوجه إليها فنكست برأسها أرضا أمامه تشعر بالضياع ليتجه وجدي إليها ويجلس بجانبها ويحتويها بين ذراعيه بقلب منفطر لينهار تماسك أمال بين ذراعيه وتبوح داخل صدره بټهديد رائف لها لم يدري وجدي كيف يكبح ذلك الڠضب الذي تفجر بداخله فأسودت عيناه وهو يتوعد لرائف ولكن كلمات أمال التالية أطاحت بكل تصميم وعزم لديه وهي تتوسله بقلب أم تخشى فقدان أطفالها
_ يا بابا تساعدني أنا عارفة إني ماليش حق أطلب منك أي حاجة بس دول ولادي ورائف أنا عرفاه كويس وكلامه معايا أقل بكتير من اللي ممكن يعمله أرجوك يا بابا أدفعله اللي هو عاوزه وأنا هنزل أدور على شغلانة وأتنين وتلاتة وهفحت فالصخر إن شالله أشتغل فالفاعل وهسدد لك كل الفلوس اللي هتدفعهاله بس متخليهوش يحرمني من ولادي أرجوك يا بابا أنا والله عندي إستعداد أبيع كليتي وقلبي بس أخلص منه واضمن إن ولادي يبقوا معايا أنا أصل حضرتك متعرفش رائف ممكن يعمل إيه فالولاد علشان يحسرني عليهم لو مدفعتش الفلوس اللي هو عاوزها.
أحس وجدي بكلمات أمال كطعنات تنال من رجولته وأبوته لها ولأبنائها فأغمض عيناه بحزن وقال
_ هدفعله اللي هو عاوزه وأكتر علشان اقفل عليه أي طريق يرجع لك بيه وصدقيني يا أمال وحياة دموعك الغالية دي لأخليه يندم على كل حاجة عملها معاكي بس الأول يطلقك ويتنازل عن حقه فالولاد طول عمره أقسم بالله يا أمال وقسمي دا يحاسبني عليه ربنا لأخلي.
شهقت أمال حين عظم والدها قسمه وأدركت بأن ما سيقوله تاليا سيضعه في خانة العداوة وسيأجج من كراهية رائف لها وله فأسرعت والدها تمنعه من أكمال قسمه ووعده لتتسع حدقتي وجدي لفعله إبنته فأبعد يدها عنه بصرامة وعيناه محتقنة ڠضبا لظنه بأنها مازالت تكن لرائف المشاعر وتخشى عليه منه لتسرع أمال وتقول موضحة
_ متكملش قسمك يا بابا رجلك علشان أنا معنديش أي إستعداد إني أخسرك بسبب ندالة رائف.
لاحظت أمال حيرة والدها وغضبه فأبتعدت عنه وركعت أمامه أرضا وحدقت بعيناه وأضافت
_ رائف معندوش ضمير يا بابا واللي جواه أسواء بكتير مما تتخيل أو تتصور واللي خلاه ميرحمش غزل اللي من لحمه ودمه عمره ما هيخليه يقتصر عنك للأسف يا بابا رائف لما بيعند وحد يقف قصاده ويتحداه بيتحالف مع الشيطان نفسه علشان يتفنن فكسر اللي أدامه.
مد وجدي يده وساعد إبنته لتعود إلى جواره وقال
_ يا أمال كلامك عن رائف بيخليني أصمم إني لازم أرد لك حقك منه علشان اللي زي دا لازم يترد عليه ويتكسر ويعرف إن الله حق ويعرف إن اللي له حق مش ضعيف ولا مذلول يا بنتي طول ما هو شايف نفسه فوق الكل هيفضل يدوس عليهم وعمره ما هيترجع عن اللي بيعمله وهيزيد فجبروته.
أمال والدها وقالت
_ أنا فاهمة كل كلامك يا بابا وعرفاه لكن
 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 35 صفحات