رواية العصيان..بقلم منى أحمد حافظ
صدقني مهما حاولت ترد الحق هتلاقي شيطان واقف قصادك مش بني أدم وأنا خاېفة عليك وعلى ولادي منه ومعنديش أستعداد لا أخسرك ولا أخسرهم.
أسقطت أمال الأمر من يد والدها فكلماتها كما زادته إصرار زادت من خوفه على إبنته وأحفاده فأطرق برأسه وقال
...
_ أنت يا أبني مش هتبطل السرحان اللي بيخليك تخرج من المجرة وتسافر فالفضاء بالشكل دا على فكرة أنت خلتني عاوز أشوف اللي أسمها غزل علشان أفهم سر القوة اللي عندها واللي شقلبت حالك وكيانك بالشكل دا الظاهر كدا إن غزل دي فيها حاجة مختلفة علشان تقدر تسيطر عليك لدرجة إنك مبقتش بتحس باللي بيكلمك ولا بتشوف اللي واقف أدامك.
_ والله وجه اليوم اللي أشوفك بتغير فيه بس تعرف يا صاحبي إنك فلحظة واحدة قلبت على عمران بالظبط لما بيتحول ويغير معقول يا حمزة تكون فعلا لاقيت الحب اللي مقسوم لك.
_ يا بوي على اللي هيجري لنا يا ولاد من عمران حامد دا بينه هيتاوينا يا حمزة.
أعتدل حمزة وأتجه إلى عمران مصافحا إياه ليقول مفجرا ما لديه لينهي غيرة عمران الواضحة
_ على فكرة أنا أتجوزت غزل.
ساد صمت غريب بين الثلاث رجال وتبادلوا النظرات لتهدأ ملامح عمران وتعود إلى طبيعتها فزفر حمزة بإرتياح ووجد نفسه عمران إلى ذراعيه ويقول
_ أنت صاحبي يا عمران ومكسب لحياتي زيك زي زكريا واللي فات يا أخويا نمسحه من حياتنا كلنا علشان اللي جاي لينا إنت وزكريا وولادكم اللي أتشرف أن لما يكون لي ولاد أنا وغزل يبقوا أخواتهم ويخافوا عليهم ولا إيه يا زكريا.
لكمه زكريا بغته وهو يقول معاتبا إياه
_ يا ندل دا أنا كنت معاك لحظة بلحظة أتجوزت أمته يا حمزة وإحنا كنا سوا طول الوقت.
ازدرد حمزة لعابه وأشار إلى صديقيه ليجلسا أمامه وقال
_ بصراحة جوازي من غزل جه فجأة يعني هي كانت فظرف مكنش ينفع غير إني أتجوزها علشان أقف معاها وأحميها.
زادت حيرة زكريا وفضوله وكذلك أراد عمران أن يطمئن إلى صدق حديث حمزة حتى يغلق تلك الصفحة التي تثير غيرته على حبيبته ليرجف قلبه بعشق وهو يتذكر كلمات راوية له وهي تودعه قائلة
_ كلمني كل خمس دقايق يا عمران وحياتي أنت عارف أنا مبحسش بالأمان إلا وأنت جانبي وبتنفس هواك وأسمع صوتك ودي أول مرة تسافر فيها لوحدك وتسيبني وبجد لولا إنك قولت إن سفرك مهم مكنتش أبدا هقبل إني أتحرم منك اليومين دول.
إنتبه عمران لصوت حمزة وهو يقص عليهم كل شيء منذ إستحواذ غزل على كامل حواسه بموسيقاها ودون أن يراها حتى معرفته بها ليدرك زكريا وعمران أن حمزة أخيرا حظى بتلك الشريكة التي ظل يتوهم عثوره عليها بتجاربه الماضية.
أعتدل عمران فوق مقعده وقال بجدية
_ عموما يا حمزة لو اللي إسمه رائف دا فكر يعمل أي حاجة تضايقك أو تضايق مراتك إنت عارف إن أنا وزكريا