رواية العصيان..بقلم منى أحمد حافظ
جانبك ومش هنسيبك أبدا.
ربت حمزة على ساق عمران وقال
_ أنا عارف يا عمران إن ورايا رجاله بس صدقني أنا حابب أتعامل مع رائف دا بنفسي حتى أهلي فالبلد مش عاوز أدخلهم علشان أخليه يعرف إني مش بتحامى لا فعزوة ولا ناس ولا بلد وإني راجل بدراعي وأعرف أحمي مراتي وخالتها كويس وأردعه عنهم وعن أي حد غيره.
_ راجل من ضهر راجل يا واد الشافعي.
...
وبالمشفى أفاقت غزل من غفوتها فأعتدلت حياة ونظرت إليها بشفقة وحزن فزفرت غزل وقال بصوت ساخط
مسحت حياة دموعها وقالت
_ أنا مش قصدي يا غزل بس ڠصب عني أعمل إيه طيب فقلبي اللي طول عمره حسك بنتي وحتة مني ويصعب عليا إني بإيدي أوجعك بالشكل دا علشان أحميكي من شړ أخوكي.
_ يعني مكنش في أي حل تاني غير إنكم تجوزني.
صمتت غزل وأعتدلت لتغادر فراشها وأردفت
_ عموما مش وقت الكلام فالموضوع دا علشان أنا دلوقتي عاوزة ألبس وأمشي من هنا.
_ طيب هتعرفيني أنتي هتمشي من هنا هتروحي فين ولا خلاص كدا بعد اللي عملته مبقتيش تثقي فيا و.
زفرات غزل جعلت حياة تتوقف عن إكمال حديثها وساعدتها بصمت على إرتداء ملابسها لتسمعها تقول
_ حضرتك عارفة أني لو روحت قدمت بلاغ فالأستاذ جاد هتسبب إنه يتشطب من نقابة المحامين وتتسحب رخصته لإنه خالف القسم والقانون عموما يلا بينا خلينا نروح للأستاذ جاد علشان أشوف هعمل إيه فاللي أنا فيه دا وهتصرف إزاي مع رائف والأستاذ اللي دخل حياتي فجأة وبقى جوزي دا كمان.
...
5.. متمردة..
وصلت غزل برفقة خالتها إلى مكتب جاد لټقتحم غرفته دون مساعدة فهي تحفظ مكان مكتبه وعدد خطواتها لتصل إليه أسرع جاد ووقف وعيناه تحدق بغزل التي وقفت أمامه بوجه شاحب مټألم وبضمادة تحيط برأسها وأخرى بساعدها ولكنه سرعان ما أشار لحياة لتساعدها وتجلسها وأعتذر جاد من عميله لينصرف بعدما وعده جاد بمتابعة قضيته إنتظرت غزل حتى سمعت صوت جلوس جاد وألقت عليه بكلماتها اللاذعة قائلة
_ تفتكر إنك تستحق تبقى محامي بعد اللي عملته معايا يا متر.
زفر جاد وأشار لحياة لتلزم الصمت وأراح ظهره على مقعده وقال
_ على فكرة أنا كنت متوقع إنك هتيجي علشان كدا تممت إجراء ألغاء التوكيل اللي عملاه ليا بعد ما سجلت عقد الجواز في المحكمة.
تسارعت أنفاس غزل حين علمت أن زواجها من حمزة بات قانونيا فأطرقت برأسها لتحادث خالتها قائلة بنفاذ صبر
_ إتصلي لي باللي إسمه حمزة دا وخليه يجي هنا علشان ينهي المهزلة دي بدل ما أتهور وأزعلكم كلكم ومتفكروش علشان أنا عامية هسيبكم تتحكموا فحياتي أكتر من كدا.
أتاها صوت جاد يجيبها بدلا من حياة التي أحزنتها كلمات غزل يقول
_ غزل على فكرة حمزة إنسان كويس جدا وأنا شخصيا أعرفه وأعرف عيلته كلها دول ناس صعايدة يا بنتي وأصحاب أصل ورجولة وشهامة يعني من الأخر كدا حمزة هيصونك وهيقدر يحميكي ولو لزم الأمر هيفديكي بحياته وعمره ما هيفرض نفسه عليكي بأي شكل من الأشكال وبعدين أنا لما سمحت لنفسي أتصرف بالشكل دا كان هدفي الأساسي إنتي يا غزل وإزاي أحميكي من رائف بعد ما ملكتيه من لما نفذتي له كل اللي هو عاوزه مرة وأتنين وعشرة.
زفر جاد وهو يحدق بها ليقف ويلتف حول مكتبه ويمد يده بملف أوراقها ويضعه في يدها وأضاف
_ دا ملفك اللي عندي فيه كل حاجة تملكيها وفيه ورقة إلغاء التوكيل بتاعك تقدري تاخديه وتسلميه لمحامي تاني تثقي فيه بعد ما بقيت خاېن للأمانه ادامك ومستحقش ثقتك.
لم تدر غزل لما تلاشي ڠضبها بعدما إستمعت إلى كلمات جاد الأخيرة فزفرت پألم وهمست
_ مقدرش أثق بأي حد غير حضرتك وخالتو علشان محدش هيهمه مصلحتي وحياتي غيركم.
أسرع جاد وربت على كتفها وقال بصوت واثق
_ وحمزة يا غزل يستحق كل ثقتك فيه صدقيني يا بنتي ومش هتندمي.
مدت غزل يدها بالملف إلى جاد