الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية العصيان..بقلم منى أحمد حافظ

انت في الصفحة 16 من 35 صفحات

موقع أيام نيوز


وقالت
_ خلي الملف مع حضرتك ودلوقتي ممكن تتصلوا بالأستاذ جوزي علشان يجي ونتفاهم فاللي جاي ونشوف حياتي هتمشي إزاي مع الوضع الجديد دا.
زفرت حياة بإرتياح لتقبل غزل الأمر في النهاية فأومأ لها جاد وهو يسحب جواله من فوق مكتبه مجريا إتصاله بحمزة.

مضت ثوان وأتي صوت حمزة يحمل نبرات القلق واللهفة وهو يجيب إتصال جاد قائلا
_ خير يا أستاذ جاد في حاجة حصلت لغزل ولا إيه.
إبتسم جاد وأبتعد عن سمع غزل بعدما حرص على أن تسمع كلماته الأولى وقال
_ اطمن يا حمزة أنا بس بتصل بيك علشان محتاجين إنك تيجي المكتب عندي يعني أصل غزل هنا و.
قاطعه صوت حمزة الجزع يقول
_ غزل سابت المستشفى وجت لحضرتك ليه عموما أنا عشر دقايق وتلاقيني عند حضرتك سلام.
أسرع حمزة يرافقه زكريا وعمران بعدما لاحظا حالة القلق التي إنتابته وحاولا أن يسيطرا على إضطرابه ومنعه زكريا من قيادة سيارته ليقودها بدلا عنه وما أن وصلا حسب إرشادات حمزة إلى مكتب جاد حتى غادروا جميعا متجهين إلى أعلى ليقف سكرتير جاد مستقبلا إياهم وما أن وصل صوت حمزة إلى سمع جاد حتى فتح بابه ليشير إليه بالدخول ليقف حمزة متجمدا أمام غزل وعيناه تلاحقها بإهتمام فخفض زكريا وعمران أعينهم أرضا حرجا وأستأذنا وغادرا المكتب ليجلسا برفقة السكرتير لم يعي حمزة إنصرافهم ولا وجود جاد أو حياة فعقله وقلبه ركزا كليا على وجه غزل الشاحب منها ومد يده ضمادة ساعدها وقال بصوت مضطرب
_ أنتي إزاي تسيبي المستشفى قبل ما تكملي علاجك ولا أنتي فاكرة إن الضړبة اللي أخدتيها على راسك بسيطة وسهلة ومش محتاجة راعية فقررتي متكمليش علاج.
إستشعرت غزل قلق حمزة ولكنها نحته بعيدا عنها فأبعدت يده بعيدا عن يدها وقالت بصوت حاد
_ لو سمحت أنا طلبت منك إنك حصل ولا محصلش ودلوقتي سيبك من الشويتين دول وأقعد وأسمعني علشان الكلام اللي هقوله أدام الأستاذ جاد وخالتو مش هعيده تاني وهخليهم شهود عليه و.
قاطعها حمزة وهو يسترد تعقله وقال
_ على فكرة حمزة الشافعي مش محتاج لشهود على وعده أو كلامه علشان كلامه سيف على والمۏت أهون بكتير عنده من إنه يخلف بكلمته أو وعده فأتفضلي يا أنسة غزل قولي شروطك وطلباتك وأنا سمعك.
عقدت غزل حاجبيها أمام الثقة التي بصوته فعادت إلى مقعدها وقالت
_ تمام يبقى تسمعني كويس علشان تشوف إن كنت هتقبل شروطي وطلباتي ولا هترفضها.
رافقها حمزة هي وحياة إلى شقته وهو لا يصدق أن منزله أخيرا امرأة بين جدرانه فتنهد وهو يراها تستند إلى ذراع خالتها منهما وقال
_ البيت كله تحت أمركم وفيه بدل الأوضة خمسة أنا مش هاخد من البيت إلا أوضة المكتب ودلوقتي لو تسمحوا لي أوريكم أوضكم.
زفرت غزل بضيق وقالت لتكيد له
_ خليك براحتك فبيتك علشان أنا وخالتو هننام فأوضة واحدة يعني مافيش داعي إنك تتباهى أدامنا بعدد الأوض اللي ماليه شقتك ودلوقتي لو سمحت شاور لخالتو على الأوضة اللي هننام فيها علشان أنا حاسة بتعب وعاوزة أرتاح وأنام.
تغضن جبين حمزة وكتم غيظه بسبب حدتها وقال
_ وماله براحتكم عموما الأوضة التانية تقدروا تعتبروها أوضتكم عن أذنكم أنا هروح مشوار وهحاول لما أرجع معملش أي صوت يزعجكم.
إنصرف حمزة فألتفتت حياة إلى غزل وقالت بعتاب
_ بردوا كدا يا غزل بقى دي طريقة تتكلمي بيها مع الراجل والله يا بنتي أنتي ظلماه وهو.
قاطعتها غزل وقالت بنفاذ صبر
_ خالتو لو سمحتي إحنا إنتهينا من موضوع حمزة ولا ناسية إتفقنا مع بعض إحنا هنا ضيوف عنده لفترة مؤقته لحد ما أجيب شقة تانية وننقل فيها ويكون موضوع رائف واللي حصل منه عدا وأتنسا ودلوقتي يلا بينا علشان ننام.
قاد حمزة سيارته وهو لا يعلم وجهته فهو لم يتحمل البقاء بجانبها في مكان واحد وهي تحدثه بجفاء ورفض أوقف حمزة سيارته بمحاذاة النيل وغادر سيارته ووقف يحدق بالسماء التي لمعت بها النجوم يتذكر شروط غزل التي جلست تمليها عليه بداية بشأن وجودها بشقته كوضع مؤقت لحين طلاقهما بعدما تتأكد من إبتعاد شقيقها عنها حتى عملها بالأوبرا وحفلاتها التي أستخلصت منه وعدا صريحا بحضورها وعدم تدخله بشأنها أبدا ولكنها حين ذكرت صديقها عماد وإصرارها بأن يتولى كعادته مهمة إيصالها إلى الأوبرا لم يتحمل فثارت حفيظته ليميل نحوها قائلا بصوت صارم
_ على فكرة إنتي متجوزة من راجل مش من عيل مراهق هيوافق يشوف مراته راكبة عربية مع واحد غريب ويسكت فموضوع عماد دا تنسيه نهائي علشان أنا اللي هوصلك للأوبرا إن شالله لو هتروحيها فاليوم عشر مرات أنا اللي هوديكي وهرجعك وكلامي دا مفيهوش رجعة وإلا صدقيني ههد كل الشروط اللي قاعدة تقوليها وإنتي فاكرة إنك بالشكل دا بتلوي دراعي بس أنا هقولهالك أنا كمان لمرة واحدة يا غزل بلاش أبدا تحاولي إنك تتحديني أو تقللي من رجولتي أو تهيني كرامتي علشان
 

15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 35 صفحات