الإثنين 25 نوفمبر 2024

خطايا بريئه

انت في الصفحة 19 من 227 صفحات

موقع أيام نيوز


تتمتع بشخصية قوية ناجحة جريئة تعرف كيف تجعله مهوس بها ربما كما يقولون الممنوع مرغوب وكان ذلك القول بمحله تماما عندما يتعلق الأمر بها انتشله من دوامة افكاره وشروده الذي اصبح ملازم له في الآونة الأخيرة صوتها الناعم وهي تبادر كعادتها المهتمة متغاضية عن عصبيته معها بلأمس 
هتفضل على الحال ده كتير 

نفى برأسه وأخبرها بإقتضاب 
مالو حالي انا كويس
ابتسمت بسمة باهتة لم تصل لعيناها ثم كوبت وجنته قائلة 
احكيلي يا حسن أيه اللي مضايقك شاركني وبلاش تحمل نفسك فوق طاقتها
انزل يدها بضيق وتأفأف قبل ان ينهض ويتوجه للشرفة 
يووووووه عايزاني أقول ايه وانا عارف أن عمرك ما هتفهميني 
والله هفهمك جرب تتكلم مش هتخسر حاجة
انزل يدها وابتعد متذمرا 
معنديش طاقة للكلام و لو سمحت سبيني لوحدي محتاج اراجع شوية تصميمات
تنهدت بعمق من حدته الغير مبررة بالمرة بالنسبة لها ولكنها كعادة قلبها اللين ألتمس له الأعزار وهمست بإصرار عجيب لتكسر حالة الكآبة التي هو عليها وتقترح
طيب هعملك قهوة .....وهقعد معاك انا بحب اتفرج عليك وانت بتشتغل ونتكلم شوية بعد ما تخلص
لم يشغل باله بأهتمامها وكأن أي شيء يصدر منها هو إعتيادي و لن يشكل فارق معه ليزفر في ضيق و يغمض بنيتاه بقوة بنفاذ صبر وهو يظن انها تتعمد ان تضيق عليه الحصار بثرثرتها المعتادة وان تطلعه على أتفه الأمور ليصيح بها بصوت جهوري منفعل ارجفها 
مش عايز اتكلم......انا مش طايق نفسي ومعنديش طاقة لرغيك ولا للملل بتاعك ده
وأد حماسها ببراعة وجعل الحزن يحتل عيناها بعد حديثه الطاعن لها مما جعلها تشعر أن الأرض تدور بها وانها تكاد تفقد توازنها ولكنها تماسكت وغمغمت في ضيق شديد وبنبرة مهزوزة 
متعصب ليه انا بحاول أشاركك بس انت بقيت صعب ومش عاطيني فرصة لأي حاجة ومش قادرة افهمك ولا عارفة اراضيك ازاي ........
قالت جملتها الأخيرة وهي تمسد جبهتها برفق وتستند على طرف مكتبه
مغمضة العين 
نبرتها تلك جعلته يتراجع عن حدته حتى انه قائلا بنبرة لينة بعض الشيء 
أنت لازم تعذريني انا مضغوط واعصابي تعبانة الفترة دي
لم هي دائما مطالب منها ان تتحمل وتتغاضى وتدعه يستغل لين قلبها في حين هو لم يهتم ولم يشغل باله يوم بها حتى انه لم يكلف نفسه واعتذر منها بطريقة لائقة بل استغل كونها لاتملك غيره وېهينها بتلك الطريقة التي تهدم كبريائها نفضت أفكارها سريعا و هزت رأسها بضعف وهي تتزحزح بجسدها كي تفلت يده قائلة بإقتضاب وبملامح باهتة وهي تتحامل على نفسها 
كمل شغلك براحتك انا مش هتطفل عليك


________________________________________

تاني ولا هضايقك
كادت تتعثر ولكنه لحق بها ودعمها بذراعيه وهو يتسأل بقلق 
أنت كويسة
كويسة وهروح انام
ذلك أخر ما تفوهت به قبل أن تدفعه برفق و تغادر غرفة مكتبه بخطوات ضعيفة واهنة بينما هو نظر لآثارها وهو يلعن تسرعه وحدته معها حتى انه شعر ببعض من تقريع الضمير يعلم ان لا ذنب لها ولكن ماذا يفعل هو يكاد يفقد صوابه ويخرج عن طوره بسبب اختفاء الآخرى 
أشرق صباح يوم جديد على تلك التي تململت لتوها بنومها على صوت هاتفها و تناولته وردت بنعاس دون ان ترى رقم المتصل ليصل لها صوته العابث من الطرف الآخر 
يا صباح العسل
انت اكيد اټجننت انا قولتلك متتصلش بيا غير لما انا اطلبك
قالتها پذعر حقيقي وهي تنهض من الفراش وتوارب باب غرفتها تتفقد محيطها 
ليرد هو 
اعمل ايه بتوحشيني يا نادو 
ابتسمت في مكر كعادتها وردت عليه بكل غرور وهي تبتعد عدة خطوات عن الباب بعدما أمنت محيطها 
مش ذنبي .....وبعدين انت عارف يامن هنا ومبعرفش أخرج
هتجنن يا نادو نفسي تخلصي منه وتبقي ليا لوحدي و وقتها هخليك أسعد واحدة في الدنيا بس نفسي تثقي فيا
تناولت خصلة من شعرها الطويل واخذت تبرمها بين اناملها وهي تجيبة بكل ثقة بصوت خفيض 
انا بثق في نفسي اكتر يا طارق وأظن انت أكتر حد عارف إني مڠصوبة على الوضع ده علشان أرجع حقي
زفر طارق واقترح في ضيق 
سيبيه يا نادو وانا هعوضك عن فلوس ابوك احنا مش هنحتاجها انا كل يوم بيعدي وأنت في بيته ببقى هتجن
حانت منها بسمة مستخفة وأخبرته برفض قاطع 
مستحيل أعمل كده اللي بيني وبينه مش فلوس وبس
زفر هو في ضيق من الطرف الآخر وقال بإستماتة 
ماشي يا نادو وانا معاك للأخر .... بس شوفي طريقة تخرجي بيها انا عايز أشوفك
التمعت عيناها بزهو وهي تستشعر لهفته بها التي لم تحظى بها أنثى قبلها فهو دائما من يتهافت الفتيات عليه وكم يحلمون بفرصة معه ذلك الوسيم ذات الجاذبية الطاغية والشخصية المرحة المنفتحة التي تميزه بجانب الثراء الفاحش الذي ينعم به بفضل أبيه ومركزه المرموق ولذلك أعجبها كثيرا ولكن ظلت ميرال عائق في طريقها ليهيء لها شيطانها أن صديقتها ستتخطى الأمر و لن
 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 227 صفحات