الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية متزوجه عذراء

انت في الصفحة 4 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز


خلال صوت خطواته لتشعر أنه أصبح خلفها تماما تصل إليها رائحة عطره المميز والتى لطالما أسكرتهالتغمض عينيها مجددا وتأخذ نفسا عميقا ثم تفتحهما على إتساعهما عندما سمعته يقول ببرود
حمد الله ع السلامة ياهانم
لاحظت تجنبه نطقه لإسمهالتلتفت إليه ببطئ تتلاقى به وجها لوجه لأول مرة منذ خمس سنواترغما عنها رقت عيناها لثوان وهي تلتقى بعينيه الخاليتين من المشاعرتتشرب بلهفة من ملامحه التى شعرت بها قد زادتها السنون وسامة ولكن فى نفس الوقت جعلته يبدو أكبر من سنهتبالقد إشتاقت إليه حقاولكن برودة ملامحه رغم تأمله لوجهها بدوره أعادتها من رحلة شوق بائسة وجدت نفسها فيها لتتذكر حاضرها المرير وأن هذا الرجل الذى أمامها الآن لم يعد حبيبها الذى دق القلب لأول مرة على يديهبل إنه جارحها وهو أيضا زوج أختها الآن لذا لابد وأن تتعامل معه بما يناسبه حقالتظهر على وجهها بدورها برودة قاسېة وهي تقول

الله يسلمك
أحست رحمة بلمحة من الإعجاب ظهرت فى عمق عسليتيه لا تدرى سببا لهاثم مالبثت ان اختفت وكأنها لم تكن أبداآه من عسليتاه و اللتان تطالعانها الآن ببرودتشعر بقلبها يذوب فيهمافهي تعشق عيناه فلطالما كانتا نافذتها إلى روحهولكن تلك النافذة مغلقة الآن أمامهالتشيح بوجهها بعيدا عنهثم تعود إليه بنظراتها مجددا عندما قال فى برود
ياريت

ما تتعبيش راوية فى الكلامالدكتور قايل متتكلمش كتيروحاولى متزعليهاش او تضايقيها بأي شكل من الأشكالأنا على فكرةمكنتش موافق على زيارتك دى بس مع الأسف مرضيتش أزعلها لما طلبت تشوفك 
رغم قسۏة كلماته التى غرست سکين بارد فى قلبها فقد عبر بكلمات واضحة ومباشرة عن عدم رغبته فى رؤيتهاولكنها تجاهلت ذلك الألم بقلبها تماما وهي تقول بقلق
هي أخبارها إيه دلوقتىوهو إحنا ممكن نسفرها تتعالج برة
تأمل يحيى قلقها بريبة يتساءل هل حقا لديها مشاعر تجاه أختها أم أن قلقها هذا مجرد تمثيللم يتوقف كثيرا عند تلك النقطة بل تخطاها وهو يقول
ببرود رغما عنه أمتزج بالألم
مريضة سړطان وپتموت هتكون حالتها عاملة إزاي يعنىأكيد تعبانة وبتتألمولو ع السفر برة فأكيد مكنتش هستنى اقتراحك عشان أنفذهانا عرضتها على أكبر الدكاترة برة وجوةومع الأسف الكل أجمع على إن الحالة ميئوس منها
أحست رحمة بالټحطم لدى سماعها كلمات يحييلقد كانت تعلم أن حالة أختها ميئوس منها ولكن كان لديها أمل فى عرضها على بعض الأطباء بالخارج لكن يحيي أزال هذا الأمل بكل قسۏةشعرت بالدوار وأن المكان من حولها يلف بشدة كادت أن تسقط ولكنها شعرت بيد قوية تسندهانظرت إلى صاحبها تلاحظ القلق فى عينيهإرتعشت أطرافها من نظراته ولمسته لهاأعادها قربه هذا لذكريات مضتحين كانت تذوب بين يديه رمشت بعينيها وتسارعت أنفاسهاوإرتعش جسدها تأثرا لتفيق من حالتها تلك على برودة اجتاحت ملامحه بقسۏة تذكرها مجددا بحاضرها المريرلتعتدل بسرعةمبتعدة عنه تشيح بوجهها تلتقط أنفاسها بصعوبةوتحاول أن تهدئ نبضات خافقهابينما تأملها هو بوجه بارد لا يعكس ذلك الإشتعال الذى أحرق كيانه بالكامل حين لامسها وطالعته بتلك العيون الرمادية البريئة التى لطالما سحرتهلقد زادتها السنون جمالا بالفعل ربما غيرت لون شعرها من الأسود إلى الكستنائي ولكن تظل رحمة كما هي الوحيدة التى إستطاعت أن تجعل خافقه يدق بتلك الطريقةيطالبه بإمتلاكهاولكن كيفكيف وبينهما كل الحواجز والسدود والخطوط الحمراءفلو تغاضى عن خيانتها له قديما فكيف يتغاضى عن أنه الآن زوج أختهاأشاح بوجهه عنها بدوره ليخفى ذلك الألم الظاهر بعينيهيدرك أن رحمة جاءت إلى منزله وجلبت معها كل شعور قد تناساه وأهمهم الآن هو هذا الشقاءالذى يشعر به بين أركان فؤاده مجددا
أفاقا سويا من مشاعرهما على صوت الخادمة تقول بإحترام
راوية هانم مستنياكى فى أوضتها ياست رحمة
ألقت رحمة نظرة أخيرة على يحيي قبل أن تومئ برأسها وتتبع روحيةتتجه إلى حجرة أختها لينظر يحيي بإثرها تاركا مشاعره الحقيقية تظهر على وجهه بعد أن أخفاها كثيراقبل ان يتهدل كتفاه ويتجه بدوره إلى حجرة المكتب
لتتراجع بشرى بحذر تتجه إلى حجرتها بعد أن شاهدت هذا اللقاء من مكان خفيكادت ان تشعر بالسعادة ف بداية هذا اللقاء وهي تستشعر البرودة والجمود فى لقاءهما ولكن ظهور مشاعرهما
رغما عنهما أشعل الحقد فى قلب بشرى من جديد لتعقد النية على فعل أي شئ لكي تغادر تلك الرحمة المنزل بأسرع وقتتلك التى حصلت على قلوب رجال الشناوي بينما لم تحصل هي على شئحتى الآن
دلفت شروق إلى الحجرة تحمل فى يدها صينية عليها كوبين من العصيرلترى مراد يلبس قميصه ويبدوا مستعدا للمغادرة لتضع الصينية على تلك الطاولة الصغيرة الجانبية وتتجه إليه قائلة فى حيرة امتزجت بالحزن
إنت ماشى بسرعة كدة
إلتفت إليها ليرى ملامحها الجميلة تمتزج بهم الحيرة بالحزنليرفع يده ويقرص بها أنفها بخفة قائلا
معلش مضطر أمشىبنت عمى ومرات أخويا الله يرحمه جاية من السفر النهاردة ولازم أكون فى البيت دلوقتىعموما متزعليش هحاول أجيلك بكرة
أومأت برأسها موافقة دون أن تنطق بحرف فى رأسها بحنان قبل أن يتجه لمغادرة الحجرة ليوقفه صوتها
 

انت في الصفحة 4 من 69 صفحات