الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية متزوجه عذراء

انت في الصفحة 3 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز


تسارعت و قلب إزدادت خفقاته تعلن عن وجيب إشتياقها له أبعدت أصابعها عن الصورة بسرعة وقد أحست بنيران الشوق تلفحهالتنظر إلى تلك الصورة المقابلة لصورة يحييإنها آخر صورة لعائلة الشناوي مجتمعين قبل أن تفترق عنهمتأملت تلك الصورة جيداترى لأول مرة ما عجزت عن رؤيته طوال سنوات حياتها معهمفها هي رحمة تضع يدها فى ذراع يحيي بأريحية تعودت عليها منذ صغرها فقد كان دائما لها كظلها صديقهاحبيبها وحاميهاتبدو السعادة على وجه كليهما جليةبينما يتطلع لهما هشام بعيون امتلأت حقداأما راويةتلك الرزينة العاقلة تنظر بدورها إلى يحيي بنظرة عشق تعرفت عليها رحمة على الفوربينما تلتصق بشرى بمراد ناظرين لرحمة ولكن نظرة بشرى يتخلل أعماقها كره شديد يتسلل منها ليصل إلى قلب رحمة الآن على الفور وتفهمها بوضوح تدرك ان تلك الأفعى لم تحبها يوما كما لم تكن تدعى يومافلطالما سخرت منها ومن إلتصاقها بيحيي كظله وأرجعت رحمة تلك السخرية لغيرة طفولية لأن يحيي لا يعيرها إهتماما بينما ينصب كل إهتمامه على رحمة والقليل منه على راويةولكن يبدو أن الموضوع أكبر من ذلكوغيرة بشرى الطفولية شبت معها حتى صار ما صار

نفضت رحمة أفكارها وهي تنظر إلى صورة الجد الذى يتوسط الجميع إنه هاشم الشناويكبير العائلة وسندهاكم يشبه يحيي فى الشكل والطباعلتقول بحزن
ظلمتنى أوى ياجدىبس هفضل لآخر نفس فية أحبكمش هنسالك لحظة حنية حسيتها مرة وأنا صغيرة لما سخنت وكنت ھموتوأول ما فوقت ضمتنى لصدرك وقلتلى حمد الله على السلامة يابنتى وبعد ما بابا ماټ فى الحاډثة ضمتنا تحت جناحك أنا وأختى راويةوان كنت مقدرتش تشوف انى كنت مظلومة وقتها وقسيت علية زيهمإذا كنت شفتنى ساعتها بهيرة أمىفأنا هعذركإذا كان هو صدق انى ممكن أعمل كدةيبقى إنت مش هتصدقمكنش فيه حد فى الدنيا دى ممكن يصدق إنى مظلومة غيره هوهو أكتر واحد عارفنى ده مربينى على إيديه ومع ذلك صدقهمحكم علية وظلمنى معاكميبقى إزاي هلوم عليك إنتكان كل أمنيتى إنى أشوفك وأشوف

اختى قبل فوات الأوان وان كنت مقدرتش أشوفك فالظاهر ربنا هيحققلى أمنيتى التانية بإنى أشوف أختى ورغم إنى مش قادرة أتخيل رجوعى هناك من تانى بس هرجع هرجع بس عشانها هيراوية
لتلمس وجه أختها بالصورة قائلة بحنان
إستنينى لإنى خلاص ناوية أواجههواجه اللى دبحونى لأول وآخر مرة عشانك انتىوده وعد منى
ليظهر التصميم على وجهها وهي ترفع سماعة هاتفها تتصل برقم لتقول لمحدثها
أنا بتصل أأكد الحجزأيوة طيارة القاهرةبكرة الصبح
الفصل الثانى
وقفت رحمة تتطلع إلى هذا المنزل الكبير ورغما عنها عندما تقابلت چروحها القديمة مع حاضرها لأول مرة حدث انفجارا لسد أحزانها وسقط على خديها شلال من مياه مالحة مرة المذاقتعبر عن مرارة شعورها بعودتها مجددا إلى هذا المنزلمنزل عائلة الشناوي
نظرت رحمة إلى ذلك البيت الذى غادرته مجبورة منذ خمس سنوات مضتلقد خرجت منه مکسورة الفؤاد ذليلة دامعة العينان غاضبة من قاطنيهواليوم عادت إليهمضطرة مجبورة أيضامازالت مکسورة الفؤاد دامعة العينان ولكنها أبدا ليست بذليلة فقد تخطت ماحدث وأصبحت أقوى مما كانت عليه بالماضى ومستعدة للمواجهة بكل حزمولم تعد أيضا غاضبة من قاطنيه فقط هم لا شئ بالنسبة إليهاوربما تشفق علي بعضهملكنها تقسم فى نفسها أن من سيلتزم منهم جانبه ستدعه وشأنه أما من سيحاول أن يضايقها فستتصدى له بكل قوة حتى وإن كان يحيى بنفسه
من يفعل ذلكنعمستكون له بالمرصاد ولن تدع له أي فرصة ليحطمها من جديد
ذكرتها دموعها بضعفها القديملتنتفض ماسحة إياهم بعصبية قبل أن تتجه بخطوات رشيقة بإتجاه الباب تأخذ نفسا عميقا قبل أن تمد يدها و تدق جرس الباب بحزمغافلة عن عينان تابعتها منذ اللحظة الأولى لدلوفها من باب الحديقةعينان اشتعلت فيهما نيران الشوق والنفورالعشق والكرهالشفقة والڠضبنيران امتدت إلى قلب صاحبها تشعله بدورها بكل تلك المشاعر المتناقضة وتمزق نبضاته ليدرك أنه أخطأ بشدة حين لبى طلب زوجته وإستدعاها إلى هناولكن بماذا يفيد الندم الآن وقد فات الأوان
فتحت الخادمة روحية الباب لتفاجئ برحمة تقف أمامها لتظهر السعادة جلية على ملامحها وهي تقول
ست رحمةحمد الله ع السلامة
إبتسمت رحمة قائلة
الله يسلمك ياروحية
أفسحت لها
الخادمة لتدلف إلى المنزل قائلة
اتفضلى ياستىبيتك ومطرحك نورتيناووحشتينا والله
دلفت رحمة إلى المنزل قائلة
تسلمى
لتتبعها روحية التى مالبثت أن سبقتها قائلة بحبور
ثوانى بس أبلغ كل اللى فى البيت إنك رجعتى
إستوقفتها رحمة قائلة
إستنى ياروحية
توقفت روحية تنظر إلى رحمة بتساؤل لتقول رحمة بهدوء
من فضلك بلغى بس راوية إنى جيت و عايزة أشوفها
نظرت إليها روحية فى حيرة قائلة
بس ياستى يحيي بيه
قاطعها صوت تعرفه رحمة جيدا يقول بصرامة
نفذى كلام الهانم ياروحية
أغمضت رحمة عينيها عند سماع نبرات صوته التى زادت من دقات قلبها قاومت رغبة هائلة فى أن تلتفت إليه تشبع شوقها إلى رؤيتهتملأ عيونها بملامحه لتفتحهما مجددا على صوت الخادمة وهي تقول بإحترام
أمرك يايحيي بيهعن إذنكم
لم تلتفت إليه رحمة بعد إنصراف الخادمةبل ظلت واقفة مكانها فى جمود تدرك أنه يقترب منها من
 

انت في الصفحة 3 من 69 صفحات