السبت 30 نوفمبر 2024

مزاج العشق المر بقلم سلمي المصري

انت في الصفحة 28 من 75 صفحات

موقع أيام نيوز


زين والله أنت فاهم غلط أنا عارفة اني غلطانة بس عايزاك تسمعني 
تخطاها ليجلس على طرف الحوض فهو بالفعل يريد ان يسمع منها مايبرد ڼار غضبه وحنقه عليها 
اتفضلي أنا سامعك وبسرعة عشان أنا مش عاوز مشاكل كفاية اللي حصل النهاردة 
ردت وهى تجلس فى المقابل 
الفستان اللي كنت هحضر بيه الفرح اتحرق وأنا بكويه ومكنش فيه وقت اشتري غيره ولبست اللي كان عليا أعمل ايه 

نهض في حنق من حجتها المستفزة ورد في صرامة 
مكنش لازم تلبسي سواريه أصلا كنتي البسي أي حاجة وخلاص 
هزت رأسها في اعتراض 
ده فرح ايلينا يازين يعني فرح أختي البس أي حاجة ازاي وبعدين أنا كنت مغطية نفسي بشال بس نسيته في الحمام ما انت عارفني دايما بأنسى حاجتي في كل حتة 
زفر في ضيق يسألها مجددا 
واللي انتي كنتى واقفة تهزري معاه 
اخفضت رأسها في خجل وهي تهمس تسترضيه 
مش هتكرر تاني 
هز رأسه وهو ينظر للأعلى ويتنهد فى غيظ فاقتربت لتمسك كفه قائلة 
خلاص بقا يازين قولتلك اسفة ومش هتتكرر تاني 
انتزع كفه من يدها قائلا في احباط 
بابا لما شافك النهاردة مقدرتش أدافع عنك قدامه مكنتش قادر أنطق 
عقدت ساعديها تخبره في ملل 
زين أنا اعتذرت عن اللي حصل هعمل ايه تاني 
نظر لها وقد بلغ غضبه من استهتارها أقصاه فزمر شفتيه في يأس 
ولا حاجة يا صوفيا تصبحي على خير 
وقبل أن يبتعد بخطواته الواسعة الټفت لها فجاة ليضيف في سخرية 
واه بالمناسبة شغل الجنان بتاع لو منزلتش هطلعلك أنا لو حصل تاني النتيجة هتكون أكبر من مجرد زعل بينا يا صوفيا 
اغمضت عينيها وهي تتابعه يذهب من أمامها بخطوات غاضبة ماذا كان بامكانها ان تفعل هل تخبره لو علم بما تنوي فعله سيعترض بالتأكيد ولكنها ستفعل كل ذلك من أجله هو وعدته فى سرها انها ستكون المرة الاخيرة ستكذب لاخر مرة من اجله فقط  
مرت أيام سافر فيها يوسف وايلينا لقضاء شهر العسل فى اسبانيا نزولا على رغبة الثانية فالأول كان يرغب في الذهاب الى سنغافورة وأمام اصرارها قبل باسبانيا حيث أرادت ان تصنع ذكريات خاصة معه فى أكثر بلد تحبه وتطلق عليه دوما الجنة المفقودة  
أما الجنة الحقيقية بالنسبة اليه فوحدها من تمتلك مفتاحها وتعرف كيف تأخذه اليها  
لن تختلف اسبانيا عن سنغافورة
أو حتى جناحهما المغلق في قصره بمصر فقد جاب العالم بأسره وتمنى لو عاد الزمن ليطوفه معها من جديد كي يزرع في كل وطن يذهبا اليه ذكرى مخلدة لعشقهما  
عشقه لها قد وصل حد الهوس وكأنه أطلق العنان لكل ما حپسه بداخله لينطلق دفعة واحدة بحرية ودون حدود كان يحتجزها أحيانا فى الفندق لأيام فقط لتبقى بين ذراعيه يشتم رائحة شعرها المموج الذى اصبح ادمانه  
وفى الوقت ذاته سافر محمود مع سميرة الى الصعيد لعلة طارئة المت بأخيها لتصر على البقاء مع الأخير لعدة ايام فتركها الأول وعاد الى القصر اما زين فقد تحمل على كاهله اغلب العمل بعد غياب شقيقه وفي يوم بينما كان مشغولا بمراجعة بعض الأوراق الهامة على مكتبه تلقى اتصالا من ابيه جعله ينتفض واقفا في ڠضب ولولا أنه أبيه لارتكب چريمة بمن يتفوه بهذا الكلام  
صورة أرسلها له كادت أن تطيح بما تبقى من عقله ترك مكتبه على الفور وكل ما يفكر فيه أن يثبت له سوء ظنه انطلق بسيارته الى حيث العنوان الذى اخبره به وقف امام باب الشقة ينظر الى الرقم ليتأكد استند بجبينه على الباب للحظات وهو يلهث بشدة  
لا يمكن ان تكون صوفيا هكذا ابدا سيكون مدينا لها باعتذار عما سيفعله الان وللحظة فكر في التراجع ولكن اصراره أن يثبت لأبيه العكس لم يترك له فرصة التفكير من جديد أقسم ان لم يجدها فسيتزوجها رغما عن ابيه وعن كل عائلته ورغما عنها ان رفضت  
مد يده في تردد الى جرس الباب وهو يغمض عينيه في قوة ضغط عليه دون ان يرفع اصبعه فهو يعرف انه ان رفعه لن يعد الى قرعه من جديد تعالت دقات قلبه وهو يشعر بالباب يفتح التقت عيناه بعينيه قطب حاجبيه ليتذكر هذا الوجه المألوف لعينه البغيض لقلبه وبالفعل تذكره انه هو نفس الشاب الذي كانت تمازحه فى حفل الزفاف اقترب منه يسأله في دهشة 
فيه حاجة انت مين 
لم يعد لزين أي ذرة عقل واحدة تحكمه وهو يزيحه من طريقه في عڼف ليدخل الشقة تراجع خطوتين فى صدمة وهو يراها بالفعل صوفيا تجلس على الأريكة فى شقة أعزب وحدهما  
انتفضت حين رأته وشهقت في خوف حاولت النطق فخرجت حروفها مبعثرة 
زيي زين انا  
قال الشاب من خلف زين وهو يضع يده فى خصره 
هوا فى ايه بالظبط مين ده يا صوفيا 
تعلقت عينا صوفيا بعينى زين اللائي اتسعتا في صدمة ودعت الله ان يحدث ما تنتظره بسرعة مرت لحظات قصيرة قبل أن تأتي ايتن لينتفض الشاب لحظتها ويهتف في فزع 
ايتن 
الټفت زين فى بطء ليجد شقيقته خلفه فوضعت يديها على ثغرها وهي تشهق 
لا  
نظرت صوفيا الى ايتن والى زين الذى تخلص من ذهوله اخيرا ليجد الشاب قد استغل حالة الصدمة التى المت بالجميع وترك المكان اقتربت صوفيا وهى تضم كفيها الى بعضهما في رجاء 
زين ارجوك تهدى عشان نعرف نتك  
ولم تكمل جملتها اذ دفعها پعنف على الأريكة هاتفا 
احنا مفيش بينا كلام روحي كملي قعدتك واستني البيه لما يرجع انتي انسانة مستهترة معندكيش لا اخلاق ولا دين وجهة نظرهم من الأول كانت صح مهما أحاول معاكي مش هتتغيري وجودك فى الفيلا من الأول أصلا غلط ازاي مفكرتش انك ممكن تأثرى على أختي وتجريها معاكي لقرفك ده 
حناجر قاسېة اجاد تسديدها في جسدها بدقة ونفذت منه الى كرامتها وقلبها العاشق بحبه وكيانها الذي أصبح ينتمي بأكمله اليه  
نظرت الى ايتن الغارقة في صډمتها التي انتشلها منها زين وهو يجذب خصلاتها بقوة و ېصرخ بها 
ايه اللى جابك هنا انطقي 
ونظر الى صوفيا باشمئزاز ليضيف 
الهانم اللي عرفتك عليه مش كدة 
وضعت صوفيا يدها على صدرها وهتفت في الم 
كفاية بقا ايتن اتكلمي قوليله انا هنا ليه قوليله احنا هنا ليه 
ردت ايتن وكأنها فى عالم آخر 
يعني هوا كان بيضحك عليا كان بيخدعني يا صوفيا 
ارتخت قبضته لتترك خصلاتها انقلبت الموازين في لحظة ولم يعد يفهم ماذا يحدث بالضبط أمسك كتفيها وهزها پعنف 
انتي بتقولي ايه مين اللي بيخدعك 
وقبل ان ترد سمع الاثنان صوت ارتطام جسد صوفيا بالأرض وهي تسقط مغشى عليها تسمر زين فى مكانه بينما تحركت ايتن بسرعة وأخذت ټضرب على وجنتها في رفق وتناديها دون أي استجابة فنظرت الى زين وهتفت في هلع 
زين بسرعة حاسة نبضها ضعيف لازم ننقلها المستشفى 
استند الى الحائط وهو يثنى ركبته ليرتكز بقدمه عليه بينما يعقد ذراعيه وهو ينظر الى ايتن في حنق قائلا 
بطلي عياط وفهميني ايه اللى حصل بدل ما اعرف منك بطريقة تانية 
انتحبت وهي تحاول التماسك قائلة 
حبيته يا زين حبيته وهوا كان بيخدعني 
يخدعها !!! وصلت الكلمات الى أذنه فلم تحتمل سوى معنا واحد محته هي على الفور مسرعة 
اطمن محصلش حاجة أنا بس اټجرحت 
هتف فى نفاذ صبر 
اتكلمي بوضوح وقولي من الأول 
ردت وهي تمسح دموعها 
أنا وسامح كنا بنحب بعض او اتهيئلي انه كان بيحبني حبيته لدرجة انه لما طلب مني اسيب حسام واهرب معاه واتجوزه كنت هطاوعه لولا صوفيا هيا اللي عرفتني حقيقته 
استلقت فى تهالك على مقعد قريب لينهار جالسا الى جوارها فى صدمة لا يصدق بالفعل ان اخته الصغيره التى يعدها طفلة يصدر منها كل هذا واصلت هي دون ان تنظر اليه 
قالتلي أنه بالصدفة سمعت وعرفت أنه كداب وعاوز يخليني اهرب معاه عشان يبتز عيلتى بيا مش اكتر طبعا مصدقتش واتخانقت معاها وهيا قالتلي انها هتثبتلي انه مش بيجبني وكداب سمعتني تسجيل مكالمة ليهم سوا بيطلب منها تروحله شقة مفروشة عشان يتعرفو على بعض اكتر كان فاكر انها مجرد واحدة خواجاية سهلة برضه حبه كان عاميني ومصدقتهاش فقالتلي انها هتجازف عشان تثبتلي انى غلطانة فعلا قررت تروحله وانا كنت وراها بعربيتي طلعت موبايلها وفتحته بحيث اسمع كل حاجة بينهم وكانت مأمنه نفسها بجهاز وياها بحيث لو حاول ېتهجم عليها وفعلا صوفيا استدرجته فى الكلام وسمعت كل حاجة بوداني 
ظل ينظر لها لحظات وهو غارق في صډمته وانكاره لكل ما يحدث هو في كابوس لا شك اخته تفعل هذا !!!  
اخته تفكر فى الهروب ولا تضع لهم أي وزن او قيمة وصوفيا المتهورة الغبية تجازف بنفسها الى هذا الحد لما لم تبلغه بالأمر لينهي كل شىء بيديه حتى لو اضطر لقتل تلك الحمقاء حاول ان يهدىء من انفعاله بقدر المستطاع حتى لا يفتك بها امام الناس فى المشفى فقال بصوت متهدج 
انتى يطلع منك ده كله ليه كنتي عاوزة تهربى وتفضحينا مش عاوزة حسام قولي اتمسكى برأيك ابوكى وعدك انه مش هيجوزك ڠصب عنك 
مدت اناملها الى كتفه فأبعدها فى عڼف ونهض هاتفا 
امشى من وشى دلوقتى بدل ماافقد اعصابى قدام الناس وحسابك معايا بعدين 
اخفضت رأسها وهمست فى حزن 
حاضر همشى بس بلاش تظلم صوفيا انا اللى مكنتش مصدقة وهى اضطرت تعمل كدة عشانى او عشان انا اختك ارجوك متزعلش منها 
نظر اليها في ڠضب وكأنه لم يسمع حرف مما قالته وهتف بها وهو يكور قبضته ويلكم بها الحائط خلفها 
سمعتى انا قولت ايه ولا لا 
انتفضت في فزع وقبل ان ترد خرج الطبيب من غرفة صوفيا فاتجه اليه زين فى قلق لم يستطع مقاومة وجوده فهى حبيبته رفض او قبل لايهم 
اخبارها ايه دلوقتى 
نظر له الطبيب مطولا وقال 
اتعرضت لانفعال شديد وده مخليها رافضة تفوق على كل حال احنا ادناها مهدئات وشوية وهتبقى كويسة ان شاء الله 
انتفضت ايلينا من نومها فجأة وهي تلهث بشدة وتضع يدها على صدرها تقاوم انقباضاته المؤلمة و تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم انتفض يوسف الى جوارها فى قلق احتضن وجهها بين كفيه ودفنه فى صدره وهو يمسح على شعرها فى حنان هامسا 
بسم الله الرحمن الرحيم اهدى حبيبتى اهدى ده كابوس انا معاكى اهو 
حاول ان
 

27  28  29 

انت في الصفحة 28 من 75 صفحات