مزاج العشق المر بقلم سلمي المصري
يتركها قائلا
هجيبلك مية
تشبثت به اكثر وهى تهز رأسها فى قوة رفع وجهها واحتواه بين كفيه ازاح باصابعه خصلات شعرها التى التصقت بجبينها المتعرق وقبله قائلا
انا جنبك يا روحي مټخافيش
حاولت معادلة انفاسها المتسارعة لتقول
قلبى مقبوض اوى يا يوسف حاسة فيه حاجة غلط
رد وهو يمسح على شعرها مجددا
واستلقى بها من جديد ليجعلها تتوسد صدره وهى تتشبث به تشبث غريق بطوق نجاة اخذ يمسح على رأسها حتى بدأت ترتخى فابتسم قائلا
حاولى يا ايلينا تنامى
همست فى ضعف
مش عارفة
غمضى عينيكى هتنامى
ابتسمت من معاملته لها كطفلة فأحبت الدور وقالت
ضحك في صخب
حدوتة حدوته ايه بقا
رفعت رأسها قليلا لتنظر الى عينيه
حدوتى معاك قولى ازاى حبتنى وامتى
اعاد رأسها الى صدره من جديد كأنه يخشى ضياعها وقال في شرود
مش عارف ازاى ولا امتى وصلت لحالتى دى وبقيتى انتى كل حاجة فى حياتى حتى وقت ماكنت ببعدك كنت بدعى ربنا متبعديش ابدا فجأة لقيتك ماليه اى وجود للست فى حياتى بقيتى امى واختى وحبيبتى ومراتى فجأة بقيتى بالنسبالى ادمان مش قادر اتخيل حياتى لحظة واحدة من غيرك على قد ما كنت خاېف انه تيجى ست تسيطر على مشاعرى بالشكل ده على قد ما انا عايز اڠرق اكتر واكتر فى حبك
انا بعشقك يا ايلينا
نهض لاستقبال والده الذى جاء رافعا رأسه فى شموخ غريب فزفر فى غيظ وهو يقول
جاي تطمن على نجاح خطتك مش كدة
قطب محمود حاجبيه هاتفا فى ڠضب
خطتى اتكلم بأدب يا ولد انت انا بس كشفتها قدامك مش اكتر كنت متأكد ان اكيد ليها علاقات فحطتها تحت المراقبة عشان اثبتلك انك غلطان ها يا سعادة البيه لسة عايز تتجوزها بعد كل اللى عرفته
المرة دي انت اللى
غلطان
رد محمود فى عڼف وهو يضرب كفيه ببعضهما
يااااه للدرجادي ماليه دماغك اكيد وصلت بدرى ملحقتش تشوف بعينك كل حاجة
اوقفه زين بكفه يمنعه من التمادي أكثر
كفاية ظلم بقا
اتسعت حدقتا محمود فى انكار ماذا عليه أن يفعل أكثر من هذا ليثبت لولده انحطاطها هل عشقه لها ألغى كرامته كرجل
كاد زين ان ېصرخ لأبيه بالحقيقة كاملة ولكن هل هذا سيشفع لها
سيتهمها انها استخدمت جسدها للايقاع برجل كأى ساقطة هذا تفكير ابيه الذى يحفظه تبا لها لما لم تخبره من البداية
بابا انا متأكد انى اول واحد فى حياة صوفيا
رد ابوه فى تهكم وهو يفرك كفيه باصرار غريب
ولو اثبتلك المرة دى بجد انك غلطان
تأمله زين فى حيرة فمال محمود اليه مواصلا
هيا دلوقتى نايمة على حسب ماسمعت ومافاقتش يعنى لو خلينا اى دكتورة تكشف عليها هتعرف بسهولة اذا كنت حضرتك هتبقى اول واحد ولا لا
شهق زين فى ذهول واتسعت عيناه لا يصدق ان من يتحدث هذا هو نفسه ابوه الذى رباه على الفضيلة والخلق كيف يفكر فى امتهان كرامة انسانة بهذه الطريقة هتف بانفعال متناسيا انه امام ابيه
اللى بتقوله ده مش هيحصل غير على جثتى فاهم
رد محمود فى برود غريب
لما انت واثق فيها اوى كدة خاېف ومړعوپ ليه مادام هتطلع سليمة المفروض انت اللى تطلب كدة عشان تثبتلى انى غلطان
رد وهو يضرب الحائط بقبضته
عشان لامن حقى ولا من حقك ننتهك جسم انسانة بالطريقة دى
نظر له محمود نظرة طويلة يعرف أنه يلعب على أضعف أوتار ولده كرجل كرامته
يعرف أن ولده ربما يراوده الشك أكثر منه بعد ما رأى منها بعينه ولكنه يكابر حسنا سيعطه عرضا ربما قبل المساومة عليه
هيا مش في وعيها دلوقتي يعني لا هتحس ولا هتعرف حاجة وأنا أوعدك بشرفي أنها ل
الفصل السادس عشر
وصل بدهشته الى أقصى درجة ممكنة درجة كافية لجعله يحتقر أباه رغما عنه
حاول جهده ألا يفعل وهو يسمع عرضه المخزي
حاول جهده أن يمنع أي كلمة قاسېة من بلوغ شفتيه أوقف سيل الڠضب بحاجز الأبوة التى تربطه به ولم يتجاوزها سوى همهمته
أنا لو قبلت أنك تعمل فيها كدة أبقا مش راجل
وقبل أن يرد محمود بحرف جاء موظف من حسابات المشفى ووقف الى جوار زين ليطلب منه وضع مبلغ بالخزينة
نظر الى والده فى ألم وخيبة أمل قبل أن يتبع الموظف
راقبه محمود حتى اختفى وقد عزم بالفعل على تنفيذ ما يفكر فيه فكما أجبر ولده على معرفة سيرى اذن هل سيتنازل عن كرامته ورجولته مقابل رغبته فيها أم ماذا
انتهى زين من دفع المبلغ المطلوب وعاد ليجد أباه جالسا باسترخاء شديد على أحد المقاعد وهو يغمض عينه ويمدد ساقيه واضعا قدما فوق الاخرى وعلى ثغره ابتسامة غريبة يرى زين أنها لاتتناسب مع الموقف أو حالة الشد والجذب التي جمعتهما منذ قليل فتح محمود عينيه واعتدل ليرفع نظره الى ولده قائلا
عارف انك مكنتش هتوافق بس دلوقتى بس هتعرف انى كان عندى حق
حاول زين طرح الفكرة عن رأسه تماما لايريد ان يصدق ان أباه قعد فعلها تلاحقت أنفاسه وطرح سؤاله فى تلعثم يخشى اجابته يخشى رد فعله
انت عملت ايه
تراجع محمود فى كرسيه وعاد لاسترخائه من جديد وهو يجيبه في تلذذ
الدكتورة زمانها خلصت وجاية
للحظات توقف زين عن التنفس
للحظات كاد ان يضع كل اعتبارات الابوة والبنوة جانبا للحظات فكر في صوفيا!!!
انتفض فجأة وتخلص من صډمته ليهرول اليها وبمجرد ان ابتعد خطوتين ناداه أبوه من خلفه
الدكتورة جت تعالى
نظر زين الى الطبيبة التى كانت تتجه اليهم فى برود بينما نهض محمود وهو يظن ان خطته قد نجحت بأكملها وستبتعد الشقراء المنحلة عن حياة ابنه فحين يعلم انها كانت لاخرين قبله سينسى تماما غضبه وحنقه على ما صنعه وينشغل بصډمته فيها هى تنهدت الطبيبة وهي تضع يدها فى جيبها قائلة
اطمنو البنت كويسة وسليمة
كست الصدمة وجه محمود ومسح وجهه فى خيبة امل بينما بدل زين نظره بين الطبيبة وابيه بازدراء وكأنه لايهتم بما قالته هو فقط يهتم بمن انتهكت انسانيتها بسببهما هتف في ألم لم يستطع غضبه أن يخفيه
انا هوديكو فى داهية والله ما هعدى اللى حصل ده على خير ابدا انا هقفلكو المستشفى دى
رمقته الطبيبة فى صرامة دون أن يهتز لها جفن قبل أن تشير بسبابتها محذرة
من فضلك يا أستاذ حافظ على الفاظك والدك هوا اللى قال انها بنته و مخطۏفة وخاف يكون فيه حد قربلها او اذاها
وعقدت ساعديها لتضيف
البنت فاقت واحنا بنكشف عليها ومڼهارة جوة وواضح ان والدك الف القصة من دماغه وقسما بالله لو هيا حبت تشتكى لأنا اللى اوديكو فى داهية
مرر يده فى شعره پعنف أخذ يشده في قسۏة وينظر الى أبيه فى ألم محاولا حبس دموع القهر في عينيه لقد عجز عن حمايتها تأذت بسببه أذى لم ولن يلحق بها ابدا لقد عرضها على يد أبيه لأقصى امتهان قد تتعرض له أنثى لقد جعله يعاملها كسلعة يجب فحصها قبل أن يقوم بشرائها ليتأكد من صلاحيتها صوفيا التي ائتمنته على حياتها بل فكرت في المخاطرة بنفسها من اجل شقيقته يعجز عن حمايتها
يعجز عن حمايتها
اخذت كلمات العجز وقلة الحيلة يتردد صداها فى عقله حتى الټفت الى ابيه فى بطء بصوت متهدج
كدة ارتحت هديت ضميرك دلوقتي أخباره ايه
واشار الى حيث ذهبت الطبيبة ليواصل
متنساش تخلى الدكتورة تبقا تكشف على بنتك هيا كمان
كاد والده ان يصفعه ولكنه تمالك نفسه بصعوبة وهو ينظر حوله ليقول من بين اسنانه
اخرس انت هتقارن اختك ب
قاطعه زين وهو يضحك فى ۏجع
بمين!!!!! صوفيا ارجع لبنتك البيت خليها تحكيلك صوفيا عملت معاها ايه ولا الجاسوس اللى انت بعته يعرف صوفيا وميعرفش ايتن مقالكش ان الهانم طلعت الشقة ورانا مقالكش ان الهانم كانت عايزة تهرب مع واحد وصوفيا هيا اللى كشفت كل حاجة ليها
دفعه محمود فى عڼف وهو يهتف غير مصدق
انت بتخرف بتقول ايه بنتي أنا ايتن
أغمض زين عينيه في ألم وهو ينظر للأعلى مواصلا
بنتك فى البيت روح اسألها
تركه زين فى صډمته ولم يهتم بتهالكه على مقعده في ذهول ذهب مباشرة الى غرفتها صوت صرخاتها وصله قبل ان يفتح الباب فأفلت دمعة عجز من جانب عينه أوقفته مكانه
كيف سيواجهها
كيف سينظر الى عينيها وقد عجز عن حمايتها
ولكن قلبه المتلهف للاطمئنان عليها ولو بنظرة قد سيطر على تلك الهواجس وحركه بقوة ليفتح الباب ويراها وهي تتلوى بين يدي الممرضات وهن يحاولن حقنها بمهدىء بينما تبكي في حړقة وشعرها قد تناثر حول وجهها وعنقها بعشوائية
رأى اڼهيارها لأول مرة وبسببه
بسبب حبه لها الذي أشقاها بينما ادخلها حبها له جنة لم يتخيل أن يطرق بابها فى حياته
لمحته فصړخت أكثر وهتفت بأعلى نبرة يمتلكها صوتها المشتت
اطلع برة برة أنا بكرهك يا زين بكرهك أنت زيك زيهم كلهم بكرهك ومش عايزة أشوفك تاني
وقطع صوت صړاخها أنة ألم والمحقن يغرس بذراعها لترتخي تدريجيا وهي تهذي
ليه كدة ليييييه أنا حبيتك ليه تعمل فيا
ولم تكمل جملتها لتغيب عن الوعي بفعل المهدىء الذي استجاب له بسرعة فائقة عقلها وكل حواسها الرافضة لهذا الواقع المؤلم الذي ذبحت فيه على يد حبيبها
اقترب منها في بطء لها كل الحق فيما تفعله ليته ماټ قبل ان يسمح لأبيه او لغيره بانتهاكها على هذا النحو سيخرج من حياتها كما تريد لن يسامح نفسه حتى وان سامحته