حب يحكمة المړض النفسي
صديقتها بعد ما رأت الدموع في عينيها فقالت قمر باستعطاف يا جميلة اسمعيني... إحنا خلاص بقينا عيلتك و سندك ليه مصممة إنك تعملي حواجز بينا
جميلة بحزن علشان هي دي الحقيقة يا قمر .. الحقيقة إن في حواجز و بعدين أنا تقلت عليكم بما فيه الكفاية و إنتوا استحملتوني كتير أوي.. و أنا الحمد لله خلاص ظروفي اتحسنت..و بعدين أنا لغاية دلوقتي مش متخيلة أنا هسافر معاكم بأي وجه حق أصلا... طيب أنتي و ممتك كنتوا مستحملني لكن بباكي بقي هيكون أي نظامه معايا... و بعدين متوصلش لدرجة إني أسافر معاكم دا أنا كدا و لا كأني من بقيت عليتكم و بعدين إنتوا ذنبكم أي علشان تستحملوني كل دا هوا إنتوا خلفتوني و نسيتوني
جميلة بتنهيده لأ طبعا مشكلة و مشكلة كبيرة كمان أنا تعبت من كتر الشحططة و النقل من مكان لمكان... و بعدين أنا حاسة إني بقيت عالة عليكم أوي و تقلت عليكم جدا
جميلة بعصبية لا إله إلا الله.. إنتي مالك و مالي بس...
ثم تابعت بهدوء قائلة يا قمر سافري و شوفي حياتك و اقعدي مع بباكي اللي اتحرمتي منه سنين و متربطيش نفسك بيا إنتوا ملكمش ذنب تشيلو شيلتي
تنهدت قمر و هي تقول اللي عندي قلته يا جميلة لو مش هتسافري معايا أنا كمان مش هسافر..فكري كويس
تنهدت جميلة ثم قامت تتوضأ و تصلي ركعتين استخارة لعل الله يرشدها الي الخير
جيهان بفضول ها يا جميلة وافقت تسافر
جيهان بتنهيده و الله فعلا يبنتي أنا بعتبرها زيك بالضبظ و عمري ما حسيت إنها عالة عليا و كنت بحاول علي قد ما أقدر إني ماعملش حاجة تضيقها علشان متفسرهاش إني مضايقة منها....
جيهان حاضر يبنتي و اللي فيه الخير يقدمه ربنا
ذهبت جميلة إلي عملها و فور الإنتهاء منه قررت مهاتفة صديقتها سالي لتخبرها بأنها تريد مقابلتها
سالي الو... ازيك يا جميلة أخبارك ايه.. فينك مش بتسألي
جميلة الحمد لله بخير أخبارك إنتي وحشاني جدا
سالي اهو الحمد لله علي كل حال
سالي و هي تبدو منشغلة لا ثانية كدا أشوف مواعيدي....
ثم تابعت
آه طبعا يا بنتي هوا أنا بعمل اي يعني من ساعة ما اتخرجنا و أنا و قاعدة زي قلتي مستنية عدلي يختي ضحكت
جميلة قائلة طيب خلاص نتقابل بعد نص ساعة في.....
سالي خلاص تمام.. مع السلامة
جميلة سلام
بعد مرور نصف ساعة تقابلت كل من جميلة و سالي
جميلة و هي تحتضن سالي ازيك يا سوسو أخبارك اي وحشاني جدا
سالي الحمد لله..إنتي عاملة اي
جميلة يعني الحمد لله...
ثم تابعتعاملة اي مع عمتك و جوزها هما لسه برضو مش راضيين يشغلوكي
سالي بتنهيدة للأسف مش راضيين بيقولولي إحنا معندناش بنات بتشتغل و تفضل طالعة داخلة... دقة قديمة يبنتي... يعني أنا يدوب بطلع خفيف كدا أجيب طلبات.. أجيب حاجة نقصاني كدا
يعني جميلة ربنا يصبرك لغاية لما يكرمك ب ابن الحلال يا رب
سالي اللهم آمين...المهم انا حاسة إنك كنتي عايزاني في حاجة مهمة
أمات جميلة برأسها إيجابا
سالي طيب قولي أنا سمعاكي
جميلة بحزن قمر هتسافر مع ممتها السعودية علشان يعيشوا هناك مع بباهم و هيستقروا هناك
اڼصدمت سالي فهي تعلم أن جميلة ليس لها أحدا إلا قمر
سالي پصدمة هتسافر!!!!
جميلة آه و أنا مش عارفة اعمل اي....هي عرضت عليا أسافر بس أنا مش موافقة أنا تقلت عليهم عليهم أوي و كفاية لحد كدا
قصت عليها جميلة ما حدث معها و مع قمر و كيف كان رد فعل قمر
سالي عايزة رأيي!!
جميلة بتأكيد أكيد أومال بحكيلك ليه
سالي بتنهيدة تسافري معاهم
لم تعقب جميلة
فتابعت سالي قائلة بهدوء إنتي ملكيش حد يا جميلة هنا خالص يعني يوم لا قدر الله ما تحصلك حاجة مش هتلاقي حد جنبك و حتي أنا.....أنا ظروفي زي زيك بالضبظ يعني إنتي لو حصلتلك حاجة أنا مش هقدر هساعدك....يمكن هي غريبة شوية إنك تسافري مع صحبتك و تعيشي معاهم هناك بس مدام إنتي مصممة إنك مترجعيش لأهلك يبقي لازم تسافري معاها....كمان يعني زي ما إنتي بتقولي إن قمر بتزن عليكي إنك تسافري معاها وومش عايزة تسافر من غيرك يعني هي حتي مش بتعزم عليكي عزومة مراكبية زي ما بيقولوا.....
ثم تنهدت قائلة علي الرغم من إن مش عيزاكي تسيبيني لإني عمري ما كان ليا أصحاب.. إنتي الوحيدة اللي ارتحتلك و حبيتك بس علشان أنا بحبك عايزة مصلحتك و مصلحتك في سفرك مع قمر
أيضا لم تعقب جميلة
فقالت سالي يا جميلة الفرصة لما بتيجي بتيجي للواحد مرة واحدة بس ليمسك فيها بإيده و سنانه لتضيع منه و دي فرصة ليكي تطلعي بره البلد دي و تبدأي حياه جديدة و شغل جديد في شركة كبيرة زي شركة والد قمر
ثم تابعت بمزاح قائلة و بعدين مش يمكن يعجب بيكي راجل متريش من الرجالة اللي هناك يعيشك ملكة زمانك...يا سلام يبقي يبختك و الله
ابتسمت جميلة بخفة
جميلة مش عارفة أنا هصلي صلاة استخارة تاني و ربنا يقدم اللي فيه الخير
سالي يا رب....بس إن شاء الله لو سافرتي يعني لازم تبلغيني قبل ما تسافري.
جميلة بتأكيد أكيد طبعا... ربنا يسهل انتهت المقابلة بينهم ثم ودعتها جميلة بحرارة و عادت متجه الي المنزل
دخلت جميلة المنزل فوجدت والدة قمر في انتظارها قبلت يدها و رأسها ثم قالت ازيك يا ست الكل اخبارك أي!
جيهان أنا الحمد لله يبنتي..
جميلة بتساؤل اتعشيتوا ولا لسه!
جيهان لا يبنتي كنا مستنيينك
جميلة طيب أنا هدخل أغير هدومي و أحضر العشاء
أوقفتها جيهان قائلة استني يبنتي انا عيزاكي
جميلة خير يا ماما
جيهان إنتي يا بنتي قاعدة معايا أنا و قمر ليكي سنه و نص... في حد فينا يبنتي ضايقك في حاجة!
تعجبت جميلة قليلا من سؤالها و لكنها قالت لا بالعكس أنتوا عمر ما حد فيكم ضايقني في حاجة بل بالعكس كنت بحس إنكم بتعملوا اي حاجة علشان ترضوني
جيهان طيب يبنتي ليه الكلام اللي سمعته من قمر دا و إنك كل شوية تقولي إنك تقلتي علينا و مش عايزة تبقي عالة علينا حد يبنتي فينا اشتكالك أو حسسك أنه مضايق منك
جميلة بسرعة لأ طبعا
جيهان طيب ليه مش عايزة تسافري معانا جميلة يا ماما افهميني أنا مش...
قاطعتها جيهان قائلة بصي يا بنتي أنا عيزاكي تعرفي حاجة... إنتي بقيتي زي بنتي تمام و أنا مستحيل هسيبك هنا لوحدك...فهماني يا جميلة مستحيل اسيبك هنا لوحدك....
جميلة بشرود ربنا يقدم اللي فيه الخير يا ماما
فكرت جميلة في أمر سفرها مع قمر كثيرا و لكنها كانت حائرة أشد حيره كيف سوف تعيش مع عائلتها هناك و كيف سوف تتكيف معهم و هم أيضا كيف سيتقبلوها... و أيضا إن لم تسافر كيف لها أن تكون و حدها في بلد و هي أكثر ما تكره في حياتها الوحده... ماذا سوف تفعل إن حدث لها شيئا و كانت بمفردها.. إلي من سوف تلجأ.. و بمن سوف تستنجد دعت الله أن ينجدها من حيرتها تلك و يوفقها إلي الخير.
بعد مرور أسبوعين
جيهان و هي تصيح ها يا بنات خلصتوا و لا لسه... هنتأخر كدا علي معاد الطيارة و جوز عمتك زمانه جاي علشان يوصلنا المطار
قمر اهو خلاص يا ماما أنا خلصت
جميلة أنا كمان خلصت..
ثم تابعت بتردد أنتوا كدا متأكدين إن كل حاجة في أوراق سفري تمام
جيهان مټخافيش يبنتي أبو قمر رتب كل حاجة مع جوز عمتها و و خلاه يعملك البسبور و ورق سفرك... مټخافيش أنتي بس
جميلة تمام توكلنا علي الله
في المطار
كانت تجلس شاردة.. حزينة.. ها هي سوف تترك بلدها التي تربت فيها و سوف تسافر إلي بلد غريب عنها و تعيش مع ناس لا تعرف عنهم شئ و لا تعلم هل سيتقبلوها أم لا...نعم هي تعرف قمر جيدا ووالدتها و تعتبرهم عائلتها و لكن هناك سوف تجد باقي أفراد العائلة... فهل ستسطتيع أن تعيش معهم... هل ستظل والده قمر و قمر بنفس إهتمامهم بها أم انهم سينشغلوا عنها في ظل وجود العائلة بأكملها.... و هل ستعود إلي مصر مرة أخري أم أنها سوف تعيش و ټموت هناك.....
أثناء صعودها إلي الطائرة لاحت علي ذاكرتها صورة أخيها أمجد و آدم كم تمنت أن تودعهم فهي لا تعلم إن كانت ستعود مرة أخري أم لا...هي لا تعلم إن كانت ستلقاهم مرة أخري أم لا.... اشتاقت إليهم كثيرا و علي الرغم من هذا كانت لا تملك الجرأة لكي تتصل بيه أو تذهب اليه.... هي تخشي بشدة أن تعود مرة أخري إلي العناء التي كانت تعيش فيه.... و لكن هي لا تستطيع أن تمنع نفسها من الإشتياق إليهما....... تذكرت سالي التي كانت تبكي بحړقة علي فراقها عندما التقت بها لتخبرها بأمر سفرها و تودعها نعم.... هي عاشرتها سنة واحدة فقط و لكنها أحبتها بشدة ف سالي أيضا عانت مثل ما عنت منه هي... شربت من نفس الكأس و إن كان بصورة أقل منها
بدأت الطائرة في التحليق و الارتفاع عن الأرض شيئا فشيئا بينما كانت تنظر هي من نافذة الطائرة تودع مصر...تودع كل شئ...تودع ذكرياتها المره....تودع سالي...و تودع أخويها أمجد و آدم و تدعو الله من صميم قلبها أن يجمعها بهم مرة أخري.
تجمعت الدموع في عيني جميلة.... استطاعت أن تراها قمر و جيهان ربتت قمر عليها بينما احتضتنتها