السبت 23 نوفمبر 2024

حكايات عايشة حولينا

انت في الصفحة 7 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

و تسود بين أسرتي علاقة المودة و الرحمة .
ولقد انهيت دراستي في قسم اللغة الفرنسية بكلية الآداب وعملت في مجال السياحة و تقدمت سريعا في عملي و أصبحت مديرا بأحدي الفنادق العائمة على سطح النيل .
و في احدى رحلات الباخرة النيلية من الاقصر و اسوان تعرفت على فتاة لبنانية تقيم في فرنسا و لأنني نشأت أثق في الاخرين و اتوسم فيهم الخير .. فنشأت بيني و بين تلك الفتاه قصه عاطفيه.
فهذا الحب ربط بيننا ثم عادت الباخرة الى مرساها ولقد اتفقنا على الزواج وأن اسافر معها فرنسا و ان نقيم معا مشروع لمكتب سياحي يجلب السياح الى مصر .
لكن المشروع يحتاج الى مال و الى اجراءات ادارية طويلة في فرنسا فاتفقنا على ان تسبقني هي الى باريس و ان احول لها نصيبي في رأس مال المشروع و أعطيتها توكيل باسمي للتصرف في الاجراءات المطلوبة ثم ألحق بها بعد ان استقيل من عملي و انهى ارتباطاتي بمصر ...
وكان لي مدخرات من مرتبي ونصيبي في ثروة ابى الذى قسمها بالعدل بيني و بين إخوتي و انهيت لها اجراءات التوكيل الرسمي و تم توثيقه ثم حولت لها كل ما املك وكان يقدر ب 100 ألف دولار على حسابها بالبنك في باريس .
ثم سافرت تلك الفتاة التي تدعى راما و انتظرت لا نهاء الاجراءات للسفر و تواصلت معها تليفونيا و تضاعفت بيننا المشاعر و الهفه و طرت اليها محملا بتمنيات من أسرتي بالسعادة و التوفيق في حياتي الجديدة .
واستقبلتني راما في المطار بأحضان المحبين و اشواقهم و اصطحبتن الى شقتها الصغيرة في باريس .
ومن اليوم الاول الذى جمعنا مع بعض حرصت على ان احافظ على فروض ديني و أؤدى فروضي في وقتها وان لا المس راما الا بعد ان اعقد عليها و تكون حلالي .
وعرفتني على اسرتها المقيمة في باريس المكونة من والدتها التي لاحظت تدينها و طيبتها وعلى اختها المطلقة ريم التي تقيم مع طفلتيها الصغيرتين في الشقة المجاورة لوالدتها .
وسمعت قصة ريم المأسوية مع زوجها التونسي الذى سقاها كؤوس الشقاء لسنين كثيرة . كان خلالها يضربها و يعذبها كل يوم الى ان طلقها و تخلى عن طفلتيه فلقد رأيت انكسارها و دموعها الحبيسة في عيونها وكنت اتألم لحالها .
ومضت الايام و اندمجت مع ذلك المجتمع الجديد بسهولة فلقد ساعدتني على ذلك لغتي الفرنسية التي درستها .....
وكانت راما تأتى كل فترة بأخبار المشروع الجديد و الاجراءات التمهيدية له ... لكن فترة الانتظار طالت فاقترحت عليها ان نتزوج اولا لكى افضى للمشروع الجديد حين يبدأ أعماله فنصحتني بتأجيل هذه الخطوة الى بعد افتتاح المشروع وانهاء صعوباته.........وأخذت رأى والدتها وابدت رأى لكن راما اصرت على رأيها .
وبدأت النقود التي كانت معي في النفاذ فسألتها ان تسحب مبلغ من رصيد المشروع لأنفق منه على نفسى فلم ترد عليا و أقنعتني بألا نمس رأس مال المشروع قبل بدايته و رضخت لإرادتها ....
ومضت اسابيع اخرى فكانت تخرج في الصباح الى عملها وانا لا اجد ما افعله سوى الانتظار او التجول في الشوارع بلا هدف وكلما سألتها عن الاجراءات تشكى لي من التعقيدات التي تواجها فطلبت منها من جديد شيئا من مالي فاعتذرت لي بتصميم حتى لا نفقد النقود في مطالب الحياة اليومية ويتهدد المشروع واننا ب نصرف من مرتبها الخاص .
وفى ذات ليلة كنت اتجول في المدينة وعندما عدت الى شقة حبيبتي التي اقيم بها وجدت شيء غريب امام باب المنزل ....
يتبع.......
بقلمي Mona Karem
الحلقة الحادية عشر
وقفنا المرة اللي فاتت
وفى ذات ليلة كنت اتجول في المدينة و عندما عدت الى شقة حبيبتي راما التي اقيم بها وجدت شيء غريب امام باب المنزل.....
لقد رأيت في الظلام مجموعة من الحقائب تسد مدخل الباب و عندما اضئت النور عرفت ان تلك الحقائب هي التي اتيت بها من مصر فجاء في ذهني بان الشقة تعرضت للسړقة و لكن عندما وضعت المفتاح بالباب وجدته معلق ولا يتحرك فرنيت جرس الباب ولكن لم اجد له صوت فتأكدت بان الكهربة فوصلت عنه و عرفت حينها انها ليست سرقه
بل الغدر ...............
وقفت تائها لا اعرف ماذا افعل او لمن اشكى حالي فوجدت نفسى احمل حقائبي واتجه الى ام راما فلا اعرف احد سواها وعندما اخبرتها بما حدث فاندهشت على ما فعلته ابنتها واستقبلتنني في بيتها تلك الليلة .
وفى الصباح اتصلت ب راما لتستفسر منها عما جرى فأجابتها ببرود بأنها لم تعد تفكر بالزواج منى وانها حرة في حياتها و مستقبلها و سألتها والدتها عن المال الذى اودعته باسمها فأنكرت ذلك وقالت لم تتلقى منى أي شيء ......
فأخرجت الاوراق و التحويلات التي تثبت ذلك و بذلت تلك الام و ابنتها ريم كل المحاولات لإعادة مالي .... ولكن راما لم تستجيب لهم وانتهى الامر بأن تبرأت الام من راما وحرمت عليها الاتصال بها او الحضور اليها ... حتى اختها قاطعتها لأنها غدرت بي و استحالت أموالى لها ...
وطلبت الام منى ان اجلس معها حتى اجد حل لمشكلتي و راعتني مراعاة الام لابنها و شاركتها برعايتي ريم و تعاطفت مع حالي ...
وكتبت الى ابى جواب حكيت له ما جرى لي وأجابني بأن ارضى بقضاء الله و قدره وطلب منى ان ابدأ من الصفر من جديد وان اعوض ما خسرته او ان اعود الى البلد لأعيش كما كنت من قبل ..
وبدئت اخرج كل يوم و ابحث عن عمل وعندما اعود اجد تلك الام و ريم يحنوا على و يتعهدان لي بالرعاية .... وطالت إقامتي في بيتهم دون ان تبدى تلك السيدة أي ضيق منى حتى اطفال ريم زادوا تمسكا بي يوم بعد يوم ......
ولاحظت ان ريم تقوم بكل احتياجاتي بنفسها فكانت تصر ان تغسل ملابسي وتؤدى لي المهام التي احتاجها ... وكانت تأتى يوميا لمنزل والدتها لتطمئن على ....
وفى يوم من الايام وبعد شهور من وجودي مع هذه الاسرة تجرأت الدموع الحبيسة في عيون ريم بالاستئذان في النزول ... و نزلت بين يدى وهى تعترف لي بأنها أحبتني حبا شديدا و وجدت نفسى اعترف لها بذلك ايضا وإنني قد نسيت حبى الاول ونسيت ايضا خنجر الغدر الذى اطعنت به .
ولكن توجد مشكله ليست ريم مطلقة ولديها ابنتان فقط لكن عمرها 36 وانا 31 .. فهل ستقبل عائلتي ذلك الزواج بسهولة .....
فكتبت الى ابى لأستشيره في ذلك فأجاب على بأن زواجي من مطلقة وتكبرني في العمر واحبها وتحبني أحب الى الله من ان انزلق الى الخطايا في هذا المجتمع المفتوح الذى اعيش فيه ....
فسعدت برأي والدى وتزوجنا وانتقلت الى شقتها وعيشنا مع بعض ايام سعيدة وفرحت ايضا عندما ناداني اطفالها ب بابا
فبعد ايام قليلة من زواجي حصلت على عمل لائق بشهادتي الجامعية في هيئة محترمة بباريس واستقرت حياتي بعد ان كنت سأفقد الامل

انت في الصفحة 7 من 9 صفحات