همس القلوب
ممدوح.....
تسمع وداد صوته الهادر فتصعد لتتبين الأمر لتصرخ بكل ما فيها من قوه ليصيح مراد
إخرسي يا وداد
لينحني ويحمل ليلي ويحاول التحامل رغم مشاعره المضطربه
ليصيح بوداد معايا يلا إمشي معايا ولا أقولك إسبقي إفتحي باب العربيه
مشي بهروله إلي أن وصل
للسياره فنظر لوداد وقال بلهجة آمره
إدخلي يلا
وداد بتعجب أدخل
أيوه إدخلي ليضع ليلي علي المقعد الخلفي بجوارها
وتجلس بجواره همس الباكيه
إسكتي يا همس
همس بحسره هيه ماما هتروح عند ربنا
لأ يا حبيبتي هتبقي كويسه.... قال مراد
وداد بړعب دي راسها پتنزف يا سي مراد
مراد پغضب الأرض مزحلقه شوفي انتي مسحاها بزفت صابون ولا إيه
وداد بتعجب والله بنشف الأرض علي طول
مراد وهو يصر علي أسنانه ويقود بسرعه چنونيه....... خلاص مش عاوز أسمع صوت
ويهرول إلي الداخل وهو يصيح
دكتور بسرعه
دكتور بسرعه
وبالفعل يتجمع حوله العاملين بالمستشفي
لتجلب إحدي الممرضات سرير متحرك وتصيح
نيمها علي السرير بسرعه لتجري وتجذب السرير ورائها لتدخل غرفه مخصصه لإسعاف مثل تلك الحالات
جلست وداد تحمل همس التي نامت من كثرة البكاء وكم الهلع الذي واجهته... برؤية أمها بتلك الحال المزريه
وظل مراد
يجوب الإستراحه ذهابآوإيابآ بعصبيه.... ليفكر
هل ستموت شمس تاركه الصغيره بلا أم أيضآ كانت تبحث عن والد منذ ساعات وتطلب منه أن تناديه بابا
وشمس..... شمس ذات الوجه البرئ والكبرياء هل ستغرب لقد دخلت فيلتهم هي وهمس لتجعل فيها حياه وتملأ قلبه بمشاعر أبدا لم تراوده من قبل
سيجن..... كاد... أن يجن
شمس قالها كالصرير من بين أسنانه وهويلكم الحائط بعصبيه....
أخرج هاتفه من جيبه بعصبيه ليتصل بأمه
التي هالها الخبر وقالت... إنت في أي مستشفي يا مراد.... ليجيبها...
كان يمرر يده علي وجهه ببطئ وهو مغمض العينين
ينتظر خروج الأطباء بعد نصف ساعة صاح بعصبيه
هوماحدش بيخرج ليييييييه يقول إيه ال حصل
موقف مراد وإنهياره أكد له صدق مشاعره
بعد نصف ساعه أخري فتح شخص ما باب الغرفه ليخرج الطبيب
ليتجه نحوه مراد متسائلا بلهفه....
إيه يا دكتور فيها ايه
تعالي معايا المكتب
جلس الطبيب وأشار لمراد ليجلس وقال
الحمد لله بالنسبه لراسها إرتجاج خفيف وچرح أسفل الرأسي خيطناه وهيألمها شويه أكيد لحد ما يلتئم
وللأسف رجلها اليمين إتكسرت وبتتجبس حاليآ..
الوقعه واضح إنها شديده جدآ بس ربنا لطيف بعباده
مراد والخياطه دي.... أقصد هي إتألمت
الطبيب بإبتسامه هيه جايه فاقده الوعي أصلا من شدة الخبطه
بس فوقناها وطبعآ خدرناها موضعي قبل الخياطه
ألف سلامة عليها... مش حضرتك مراد بيه الخرافي
أيوه
وهيه أخت حضرتك.. مراد بشرود أيوه أردف بسرعه
لا دي.... مرات مجدي أخويه الله يرحمه...
حضرت نوال وماهي وأخبرهم مراد بما حدث...
ودخلت نوال لتلقي عليها نظره
كانت نائمه والجبس يغطي قدمها المرفوعه قليلا علي وساده....
نظرت لها نوال بتأثر وخرجت لمراد لتقول بإستياء إنت جايبها بالبجامه العيالي دي يا مراد وراسها مكشوفه...
هتضايق يا بني لما تصحي
مراد بملل يا ماما قلت لك همس نزلت ټعيط وطلعت لقيت ډمها سايل ماكنش فيه وقت
ماهي بحزن مسكينه قوي يا عيني دي مدشدشه
مش تاخدي بالك يا وداد وإنتي بتمسحي الحمامات ماتسبيش صابون يزحلق
نفت وداد أن تكون تركت صابون ولم يخطر علي أحدهم أن يتعمد أحد فعل ذلك
فاقت... قالتها ممرضه متهجه إليهم لتدخل ماهي مسرعه
لتستمع إلي تأوهات ليلي وندائها المتكرر
همس....
ماهي بتأثر.... همس كويسه يا حبيبتي ألف سلامة عليكي
لتنتبه ليلي وتقول بعينن شبه مغلقتين من ضغط الضماده وألم الچرح أسفل رأسها...... بضعف شديد
هاتيها يا ماهي علشان كانت خاېفه
ماهي بود..... نايمه يا حبيبتي مع وداد بره
لم يدخل مراد وظل بالخارج يعرف أخبارها من ماهي ووالدته
بعد ساعه كامله
قال لهم الطبيب الذي جاء ليطمئن علي ليلي
ويحقنها بمسكن ليخفف آلام جرحها
لماهي ونوال كده ممكن تتفضلو ترتاحو في البيت
المريضه هتستني معانا شويه
لتقبلها نوال وكذلك ماهي وتنصرفا لتخبرا مراد ما قاله الطبيب
ماشي يلا أوصلكم علشان وداد تنيم همس
ماهي بتوسل خلي همس معايا لحد ما مامتها تقوم بالسلامة
مراد برفض بلاش علشان البنت متتخضش يا ماهي خليها في المكان ال إتعودت عليه...
صح كلام أخوكي وأنا هروح البيت بقي يا ماهي علشانها
إنصرف الجميع وإستقلت ماهي سيارتها لتتجه لشقتها
وقاد مراد سيارته... بشرود
وعند
الفيلا ترجلت نوال ووداد تحمل همس
وإستدار مراد بسيارته ليعود إلي المستشفى
في فيلا الخرافي
دخلت نوال متأثره بما حدث لليلي لتجد شاكر قد إستيقظ ونزل للأسفل ليتناول ثمرة تفاح
قالت بحزن.... إنت معرفتش ال حصل يا شاكر وقصت له ماحدث
ليقول بغلاظه وإنتي متأثره ليه هيه كانت من بقيت عيلتنا يا نوال
نوال بإعتراض لأ بس إنسانه يا شاكر عايشه معانا يا أخي إيه معدش إنسانيه
تنحنح وقال بلا مبالاه أخبار ماهي إيه
لتزفر نوال ونتركه لتدخل حجرتها وتأمر وداد أن تضع همس في فراشها.....
في المستشفي
صف مراد سيارته ودلف مسرعآ إلي الداخل
وعند حجرتها
طرق الباب برفق لتقول بضعف إدخل
ألف سلامة عليكي
مراد قالتها بهمس
ليقترب بجوار الفراش ويجلس علي حافته ويناولها كيس صغير
إيه ده
مراد بتأثر.... طرحه أقصد حجاب إشتريته لأني جبتك بسرعه...
حاولت أن ترفع يدها لوضعه ولكنها تألمت
فقام لينحني قليلا ويضع الحجاب حول رأسها ويرفع الضماده قليلا حيث كانت تضغط علي عيناها....
ليلمح دموع
في عيناها ويقول
ليه زعلتي
ليلي بتنهيده..... متعودتش حد يهتم بيه يا مراد
بلاش تقرب مني بلاش تتعلق بيه وتعلقني بيك
علشان هننجرح جامد
ليه بتقولي كده...... قال مراد
لتهمس بضعف.... أكيد هقولك ليه بقول كده
بس مش دلوقتي.....
تنهدت فسألها الچرح بيوجعك
شويه قالتها وهي تدفع يدها تحت الوساده
لتمسك خصله كبيره من الشعر
إيه دي
ليلي بحزن خصله قصوها
علشان يعرفو يخيطوالجرح كويس
لتتغير ملامح مراد ويجذب خصلة الشعر منها ليقول
طيب أنا هرميها بره في الصندوق ولا عاوزاها
لتبتسم بضعف وتقول.... يعني هلزقها تاني في راسي
الفصل التاسع عشر نعم أحبك
عندما دخل مراد الفيلا كان الوقت متأخر والجميع داخل أجنحتهم الخاصه
فصعد لجناحه الخاص ليبدل ملابسه دلف إلي المرحاض ثم إغتسل وخرج ليجلس علي فراشه
ثم تمدد ليبتسم قليلا وهو يتذكر كلمات ليلي...
نهض مره أخري ليدخل يده في جيب الجاكت الذي كان يرتديه منذ قليل
ليخرج خصلة الشعر الناعمه ويعاود الجلوس وهو ينظر إليها ويلمسها برفق بأطراف أصابعه
ثم يستنشق رائحتها بهيام أخير فتح خزانة ملابسه ووضعها بعنايه في علبه جميله كانت ماهي قد أحضرتها له كهديه عند عودته من السفر بها مصحف صغير حمله ليضعه علي الطاوله بجواره ليقرأ فيه وظلت العلبه فارغه بالخزانه
فتح تلك العلبه ووضع فيها خصلة الشعر بعنايه وأغلقها ليضعها داخل الخزانه.
ثم عاد لينام بفراشه مره أخري
بعد نصف ساعة سمع طرقات خفيفه علي الباب وقال إدخل فلم يستجب الطارق
نهض متكاسلآ ليفتح الباب ولم يحد أحد نظر للأسفل فإذا همس تقف ساكنه وتبكي بصوت غير مسموع بمنظر مؤلم
همس قالها وهو ينحني ليحملها ويسير بإتجاه فراشه ليجلس عليه
أجلسها علي ركبتيه وربت علي وجنتها بحنان ليسألها
مالك يا حبيبتي
همس وهي تتنهد وبصوت متقطع ماما فقط ماما لم تلفظ غير تلك الكلمه التي عبرت عن الكثير من المشاعر
مراد بحنان إنت بقيتي كبيره يا همس وهتدخلي المدرسه قريب وعارفه إن لم حد بيبقي تعبان بيروح المستشفى ولما يطيب بيرجع البيت..... صح
طيب يا عمو ممكن أروح أقعد مع ماما في المشتفشي دي
ليضحك مراد ويصحح لها الكلمه...... إسمها مستشفي مش مشتفشي
أردف بتفهم وحاضر هبقي أوديكي تزوريها وتقعدي معاها شويه وتيجي تاني
وبعدين إيه عمو دي مش إحنا اتفقنا تقولي بابا
آاااااااه صحيح قالتها همس بطريقه طفوليه وهي تضع يدها علي جبينها كمن تذكرت شئ. أردفت
أنا هقول بابا كتير..... . كتير .. كتير علشان أفتكر علي طول
أنا أصلي من زمان ماكنش عندي ولا أي بابا
ليضحك مراد مره أخري ويقول وهو يدغدها لتضحك..... إنتي بتجيبي الكلام ده منين.....
بعد أن ضحكت تركها وقال.... يلا روحي نامي علشان تيته متقلقش عليكي
لتعترض وتلوي أنفها وفمها وتقول
لأ تيته نوال هيه الديب الشرير ال أ كل ذات الرداء الأحمر
لتتسع عينا مراد بدهشه ويقول وهو يقاوم الضحك
عيب يا همس الأطفال الحلوين مايقولوش كده علي جدتهم....
لتقول غاضبه. ... هيه السبب
لأنها خوفتني
مراد بتعجب تيته نوال خوفتك
همس بسرعه آه لما صحيت من النوم كانت مغمصه عنيها وبتعمل صوت مرعب
وأنا جريت وجيت
ليضحك مراد بقهقهه ولا يتمالك نفسه
ويقول... دا صوت لأنها نايمه تعبانة وهيه كبيره كمان
أنا هنام معا ك هنا بس متعملش صوت زي تيته.... قالت همس بجديه
وبسرعه إنكمشت لتنام وقالت ببراءه
أنا هنام في مكان صغير....
ليجذبها ويحتضنها ثم يدثرها بالغطاء
ويقول مازحآ....
أول مره حد ينام جنبي يا أزعه
لتهمس.... بابا
بابا لايعلم مراد لما يشعر بالضعف أمامها حينما تناديه بابا
نعم قالها بهدوء
لتردف.... ماما بتحكي لي حدوته كل يوم
مراد بإستنكار... بس أنا مبعرفش حواديت
علشان خاطري يا بابا توسلت إليه همس
ليرتجل بصعوبه...
كان مره فيه
لتصيح... وتقاطعه قول صلي علي النبي الأول...
مراد بملل
صلي علي النبي
همس بهدوء عليه الصلاة والسلام
مراد وهويتثائب بكسل ويتحدث بنعاس
كان فيه عصفوره صغيره مامتها قالت لها متنزليش من علي الشجره
وبعدين قول بسرعه.... قالت همس
ليردف مراد ماسمعتش كلام مامتها ونزلت من علي الشجره
قامت القطه وكلاها في بقها هم هم هم
لتصرخ همس... لأ عاوزه العصفوره تعيش هاتها ماتخليش القطه تاكلها.....
ياليلتك إل مش فايته يا مراد .... قال مراد
همس پبكاء .... خلي القطه متاكلش العصفوره حرام عليك
هيه تقول أنا آسفه ومتعملش كده تاني وبس ومامتها تسامحها
مراد بملل. خلاص العصفوره نزلت ومامتها طلعتها الشجره تاني وقالت لها كده عيب... وخلصت الحدوته
لتصيح همس والقطه راحت فين
مراد بملل...... راحت في داهيه يلا نامي
لتغمض عيناها وتحاول النوم ورغمآ عن مراد يبتسم.....
في الصباح عادت زيزي إلي الفيلا لتدخل إلي جناحها وتجد ممدوح نائمآ...
فتوكزه بضيق وتناديه... ممدوح يا ممدوح
ممدوح بنعاس وصوت مبحوح أجش عاوزه ايه
فوق يا ممدوح وكلمني
نهض ليجلس وقال بضيق نعم يا زيزي
زيزي بمراوغه إي إنتو كويسين قصدي بيري كويسه
ممدوح أيوه كويسه ونايمه في أوضتها
جذب الغطاء علي
رأسه وقال بضيق
أنا عاوز أنام...
أووووف..... قالتها زيزي وسارت لتخرج وتهبط الدرج ببطئ وهي تتلفت يمينآ ويسارا لتستطلع الأخبار
جلست في البهو ونادت لوداد پحده
عندما جاءتها وداد
سألتها إيه ال حصل وأنا مش هنا يا وداد
وداد بتأثر مافيش بس الست شمس يا عيني وقعت في الحمام وإتجبست رجلها
بس..... قالتها زيزي بغيظ
لتتعجب وداد وتقول رجلها
إتكسرت
زيزي بمكر تصطنع الاهتمام وقعت إزاي مش تخلي بالها
وداد وهي تتمصمص منه لله ال كان السبب
تقصدي إيه يا وداد
وداد بتعاطف.... حد مغرق السيراميك زيت
زيت طبيخ
جحظت عينا زيزي وقالت والتخاريف دي عرفتيها إزاي
وداد بتأكيد طلعت أنضف الحمام شفت المنظر وإتأكدت علشان كده سبته لما الهانم تشوفه
صرت زيزي علي أسنانها وقالت بټهديد غوري نضفي الحمام والكلام ده لو طلع من بقك هاقطع عيشك وعيش جوزك ال عجز