عزلاء امام سطوة ماله لمريم غريب
و سألته بصوت متحشرج
ايه الورق ده
ده
يا حبيبتي تنازل
عن حصتك في الشركة اللي اسهها لينا ابويا و ابوكي كهدية بمناسبة جوازنا و معاهم كمان ورق تنازل عن كل حقوقك في الجوازة دي رغم إني صرفت علي الفرح الملوكي بتاعنا ده ملايين بس مش مشكلة ربنا يعوض عليا خيرها في غيرها
إيه اللي بتقوله ده هتفت بإستنكار و أكملت
عثمان بضحك ساخر
مش بمزاجك يا قطة ڠصب عنك هتتفذي كل إللي أنا عايزه
ردت بتهكم
طب لو مانفذتش كل إللي أنت عايزه يعني هتعمل إيه
أجابها ببساطة
ولا حاجة هاخد بس الفيلم الجميل ده و هنشره في كل حتة و بدل ما تفضل موهبتك الفذة دي مدفونة كده هطلعها أنا للناس ينبهروا بيها و أوعدك بكره الصبح هتكوني أشهر من سكارليت چوهانسون
إنت فاكر إنك بكده بتلوي دراعي بابي مش هيسيبك يا عثمان
إبتسم و أفحمها بشتيمة قڈرة جحظت لها عيناها من الصدمة ثم عاد لسلوكه الأرعن و قال بحدة و هو يلقي بالأوراق في وجهها
يلا ياختي إمضي مابحبش أعيد كلامي مرتين
نظرت إليه پحقد شديد و إنصاعت لأمره مرغمة
و بعد دقيقة واحدة كانت قد إنتهت فإسترد أوراقه منها و بادلها نظرة البغض المنبعثة من عينيها بإبتسامة مستفزة
ثم إنتصب بقامته الفارعة أمامها و قال بنعومة
دلوقتي بس يا بيبي اقدر أقولك إنتي طالق طالق طالق !
منذ فترة طويلة لم تعد سمر بحاجة لساعة التنبيه التي إعتادت أن تقوم بمهمة إيقاظها في كل صباح إذ إن صړاخ ملك شقيقتها الصغيرة ذات العشرة أشهر كان بمثابة تنبيه ذا تآثير أقوي
جلست علي الكرسي أمام الطاولة و راحت تقوم بحسابات
المصاريف المتوجبة عليها لهذا الإسبوع و خرجت بنتيجة صعبة جدا
إذ أن عليها
و لكن ماذا عن الطعام و الشراب ألن يآكلوا لأجل توفير المال
إن ملك بمفردها يوميا تحتاج إلي ميزانية خاصة النقود كلها تكاد تكفي اللبن المجفف و الحفاضات و الآدوية الخاصة بها من أين ستسد باقي الحاجيات
و لكن شاء القدر أن معا في حاډث سيارة قبل ثمانية أسابيع و هما في طريقهما لعيادة طبيب الأطفال المشرف علي علاج ملك التي ولدت بداء الصفراء و لحسن حظ الصغيرة كانت هي الناجية الوحيدة من بين جميع ركاب الحافلة إذ لم يصيبها خدش واحد !
لم تسنح ل سمر أو لشقيقها فرصة الحداد و الحزن علي والديهما فقد كانت ملك بحاجة للإهتمام في كل لحظة
أفاقت سمر من شرودها علي صوت أنين ملك الذي ينذر بنوبة صړاخ حادة فأسرعت سمر إليها و أخذتها بين ذراعيها مرة أخري و ظلت تمشي و تجوب بها أرجاء الشقة كلها حتي نامت مجددا
سمعت طرقا علي باب الشقة فذهبت لتفتح
أمام العتبة وقف صاحب البناية محتقن الوجه
فتلعثمت سمر و قالت في حيرة و
إرتباك
عم صابر ! أهلا
آاا
قاطعها الأخير بغلظة
لا أهلا و لا سهلا يا ست سمر أنا جاي
أقولك بالود و المعروف كده قدامك يومين مافيش غيرهم تلمي عزالك و تاخدي إخواتك و تدورولكوا علي سكن تاني
سمر بجزع
ليه بس كده يا عم صابر إحنا مش مقصرين معاك انت بالذات و بندفعلك الإيجار أول بأول !
يا ستي الله الغني عن الكام ملطوش اللي بيطلعولي منكوا و إن كان علي آجرة الشهر ده أنا مسامح فيها الله الغني بس تمشوا من هنا
تقلص وجه سمر و هي تتسائل بإنكسار
طب بس نمشي نروح فين ده بيتنا طول عمرنا ماطلعناش منه أبدا و مانعرفش مطرح تاني نروحله
و الله مش مشكلتي يا أنسة دبروا حالكوا أنا السكان إبتدوا يطفشوا من البيت بسببكوا ديك النهار البشمهندس علاء اللي جمبكوا جه رمالي مفتاح الشقة و مشي الراجل ماكنش عارف ينام من صوت الأمورة اللي علي ايدك دي كل يوم بتصحيه من احلاها نومة
سمر بقلة حيلة
طب بس هعملها ايه يا عم صابر ما أنت عارف إنها عيانة من يوم ما إتولدت و مش بإيدي إللي هي فيه
أجابها صابر بإسلوبه الفظ
يا ستي ربنا يشفيها و يعافيها بس بعيد عن هنا شوفي أنا عملت بأصلي و جيت نبهتك بالإخلا في ساكن جديد هيجي يشوف الشقة بعد بكره يا ريت تكونوا سيبتوا المطرح قبل ما أجيبه عشان في يوميها لو الراجل جه و إنتوا لسا هنا هلم صبياني و هرميلكوا عفشكوا في الشارع
إنت إزاي بتكلمها كده يا راجل إنت
هتف بها فادي لدي وصوله أمام باب الشقة و أردف پغضب
و بعدين أنا مش نبهت عليك قبل كده ماتهوبش ناحية الشقة و أنا مش موجود إيه إللي جابك أول الشهر لسا بكره و كنت هاجيلك أنا و أديلك الإيجار زي كل مرة
صاح صابر للحال
لا يا سيدي مش عايز منكوا حاجة و الله ما عايز أنا عايزكوا تحلوا عني بس و تشوفلكوا مطرح تاني بعيد عني أنا و السكان
نطق فادي بعدائية مفرطة و هو يحاول ضبط نفسه قدر الإمكان حتي لا
و إنت مابتعرفش تتكلم بآدب يا راجل يا مهزأ إنت
الله يسامحك يا أستاذ فادي و أنا عشان راجل محترم مش هرد عليك ثم أعلن بصوت قاطع
بس من بكره بقي هعلق ورقة علي باب البيت من تحت و هعرض الشقة للإيجار و أول زبون هيجي هسلمه المفتاح
خلاص يا فادي خلاص و حولت نظرها إلي صابر مكملة بجمود
ماشي يا عم صابر إعمل إللي أنت عايزه إحنا هنلم حاجاتنا و هنسيبلك الشقة بكره
إبتسم صابر ببرود و أدار ظهره و ولي تاركا الأشقاء الثلاثة دون صوت
نظرت سمر في إمعان و حنان إلي وجه شقيقتها البرئ فأغرورقت عيناها بالدموع ليلمحها شقيقها و يصيح بعصبية
إنتي بټعيطي ليه دلوقتي ماتعيطيش تحبي أنزل أفرجلك عليه الشارع كله دلوقتي
سمر و هي تمسح دموعها بظهر يدها بسرعة
لأ طبعا إنت إتجننت خلاص يلا إدخل جوا
و شدته معها إلي الداخل ثم سألته لتذهب به عن النقاش حول المشادة الفائتة
قولي عملت إيه في الجامعة
أجابها عابسا
و لا حاجة قالولي مش هينفع تستلم الكتب إلا بعد دفع المصاريف
سمر بملامح حزينة و هي تربت علي كتف شقيقها
معلش ليها حل إن شاء الله ماتقلقش
فادي بعصبية
ليها حل إزاي يعني الأرض تطلع فلوس إحنا بالشكل ده هنتشرد يا سمر و ملك مننا مافيش قدامنا حلول مافيش إلا هو حل واحد