قصة الأم التي ألقاها أبنها في الغابة
لرؤية عملية القصاص بالاضافة الى حضور الوالي وقاضي القضاة وقائد الحرس الذين جلسوا في المنصة الشرفية ..
جاء الجلاد وكان ضخما يرتدي السواد ويحمل بيمناه سيفا بتارا وبرفقته رجل قصير .. اخذ ذلك القصير يتكلم بصوت عالي ليسمع الجميع حيث اعلن عن قرار القاضي بمعاقبة نرجس بالتهم المنسوبة اليها واصدار الحكم بقطع رأس المتهمة وان الوقت قد حان الان لتنفيذ القرار فورا ..
الهي لك الحمد على كل حال .. رضا بقضائك ..
ثم اغلقت عينيها وقالت
أشهد ان لا اله الا الله وأشهد ان محمدا رسول الله ..
الجمهور الغاضب الذي تابع حالات نرجس تلك .. تبدل حاله هو ايضا من التعصب الاعمى الى الهدوء والاعجاب بثباتها ورسوخها على مبدئها حتى اشتهرت بينهم بأسم المرأة التي حديثها القرآن ..
توقفوووووووووووووا
وظهر من وسط الحشد رجل يدفع كل من يعترضه حتى بلغ المنصة فألقى الحرس القبض عليه وكان ذلك عزيز الذي صړخ نحو امه والدموع تنساب من عينيه
أميييييي انا عزيز يا امي .. ردي علي يا أمييييييي
عزيز .. ولدي العزيز لقد جئت اخيرا .. كنت أعرف انك ستأتي .. الحمد لله الذي مد في عمري حتى أراك ..
وهنا انقلب الحاضرين وتأثر بعظهم فاخذوا ينادون بتحرير نرجس فنهض الوالي وأشار بتحرير عزيز فحرره الحرس فهرع الى امه ونزع عنها الاغلال ثم انكب عليها يقبل رأسها ويديها ورجليها وهو بين بكاء ونحيب فاحتظنته أمه وبكيا معا فوضع عزيز رأسه على الارض تحت رجل أمه وقال
رفعت نرجس رأس عزيز ووضعته في حجرها وقالت
لم اغضب عليك قط حتى أسامحك فطب نفسا وقر عينا .
شرع عزيز بالبكاء بصوت عالي وهو كالطفل في حجر امه فتأثر الحاضرون ورقت قلوبهم وسالت دموع النساء فتقدم الوالي الى المنصة وقال مخاطبا نرجس
ردت عليه نرجس
لقد عاهدت الله ان لا اتكلم الا بكلامه حتى يرجع الي ولدي فتم ذلك فله الحمد .
ولكنك متهمة پالقتل .
لم أرى أو أقتل ذلك الطفل وأقسم لكم بالله على ذلك .
ولكن الادلة كلها تشير أليك .
وهنا نهض عزيز وقال
اسمح لي يا مولاي الوالي .. انها امي وانا أعرفها جيدا فهي لم تضربني في حياتي قط فكيف