الإثنين 25 نوفمبر 2024

تربصت بأعيني كاملة

انت في الصفحة 6 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز

جهزت الغدا يلا علشان تنفذي .. المعلم محروس قال نخلص عليه النهاردة..
يدا قوية قبضت على قلبها .. وظلت تنظر من حولها بتشوش وتيهة ثم قامت مسحوبة الإرادة وارتدت فستان بلون عينيها يصل لفوق ركبتيها وأطلقت لخصلاتها الڼارية العنان وهبطت للأسفل..
نظرت للطعام نظرة غريبة مشوشة ثم فتحت درج خشبي وأخرجت بعض المواد ثم خلطتهم فوق بعضهم وأراقتهم في الطعام حتى اختفوا مع محتوياته..
في نفس الأثناء كان تميم يتحدث على الهاتف بمرح..
دورت يا سوسو كتير وبردوه ملقيتش حاجة..
طب هتفضل كدا كتير يا تميم..!
دعواتك وإن شاء الله ألاقيهم..
هي الأعشاب دي مهمة أووي كدا يا تيمو..
طبعا دي بتبقى لها دور كبير في علاج أمراض نفسية كتيرة والحالات إللي أنا بعالجها صعبة جدا وأنا واخدها تحدي زي ما إنت عارفة..
ربنا يقويك يارب يا حبيبي وينولك كل إللي في بالك قلبي راضي عنك يا تميم يا ابن بطني ودعواتي مش هتفارقك.. يارب ترجع لنا أنا وأختك سالم يارب وبخير إنت عارف ملناش غيرك بعد ربنا..
وأنا هحتاج أيه بعد رضاك عليا يا أمي ودعواتك إن شاء الله من أول النهار بكرا هدور كويس وأرجع عالطول..
متجهدش نفسك يا تيمو وخد بالك يا حبيبي..
حاضر يا أمي وإنت خدي بالك من نفسك ومن توتا..
قولي اتغديت يا تميم..
تقريبا هيبعتوا الأكل دلوقتي لأن دا الميعاد إللي قالوا عليه..
طيب يا ابني بالهنا على قلبك .. ربنا يحميك يا تيمو..
في حفظ الرحمن يا حبيب أمك..
مع ألف سلامة يا أمي لا إله إلا الله.
محمد رسول الله..
كانت الأم سوسن تشعر بقبضة على قلبها .. تشعر أن حديثه به نكهة الوداع..
توضأت وفردت سجادتها وبدأت بالصلاة والدعاء لولدها وفلذة كبدها بالحفظ والحماية والتوفيق..
طرق خفيف على غرفته .. قال وهو يضع المصحف على جانب ويرتب الأوراق وبعض الكتب المهمة..
اتفضل..
دارت مقبض الباب وولجت للغرفة بهدوء يسبق العاصفة..
الټفت تميم يرى من دخل فصعق من طلتها التي تغري الزهاد.. خفض أنظاره سريعا وهو يتعجب سرا من طريقة ملابسها .. فهل هي تتعمد ذلك.
ملبسها لا يتماشى أبدا مع البراءة التي تصرخ بها عينيها رغم شدتهم والشرر الذي يتطاير منهم والذي لا يعرف سببه..!
وضعت أمامه الطعام الذي به ستسطر النهاية..
ستقتل من تعلق به قلبها ومن أحبته دون أن تعلم..
ستقتله لتحصل على قلبه..!
نظر تميم للطعام وقال بإبتسامة لينة
شكرا .. جزاك الله خيرا يا آنسة غفران..
قول غفران وبس..
أماء رأسه بإيجاب فباغتته بسؤال جعله ينظر كالأبله
تميم .. إنت زي باقي الرجاله .. متجوز يعني بتحب بنت..
سعل تميم بشدة وهي مازالت تقف تنظر له ثابته متعجبة من ردة فعله..
هدأ تميم وهو يدرك بحسب خبرته في الطب النفسي أنها ليست متصنعة تلك طبيعتها التي يبدو أنها لا تعرف أي شيء عن ما وراء الغابة .. عن العالم الطبيعي..
تنفس بهدوء وأجابها بإبتسامة 
الجواز مش معناه الحب..
ممكن أتجوز علشان دي سنة الحياة وبعد كدا أحب زوجتي .. ودا اسمه جواز..
والحب حاجة مختلفة تماما بس جزء من الجواز..
الحب متعلقة بالقلب والروح..
تسائلت بتصميم وهي تتكأ أمامه على المنضدة
يعني إنت متجوز أو بتحب..
ابتسم تميم على طفولتها وقال
لا .. لا متجوز ولا بحب..
ابتسمت غفران بتيهة وقالت سرا
يعني كدا نقدر نحب بعض..
قال تميم بمرح
أقدر أكل بقاا..
آآآآه..
وغمس الملعقة في الطعام وشرع يتذوق السم المدسوس في العسل..
يتبع...
تربصت_بي_أعين_قاتلة
سارة_نيل
تربصت بي أعين قاټلة
الفصل الخامس ٥
رفع تميم الملعقة نحو فمه وعندما قاربها منه توقف قليلا ... ثم نمت بسمة غريبة على فمه ووضعها مرة أخرى تحت أنظار غفران التي تراقبه بإبتسامة عذبة معذبة..
تسائلت بهدوء وكأنها فعلا لا تعلم محتوى الطعام
مأكلتش ليه..
ابتسم تميم وقال بهدوء أكثر
افتكرت مكالمة لازم أعملها ضروري..
كررت بتعجب
مكالمة!!!
أيوا مكالمة .. يعني أكلم حد على الموبايل .. تعرفيه.
اسمع عنه .. ممكن تفرجني عليه..
قالتها بحماس طفولي .. فحرك تميم رأسه

وهو يصر على معرفة الأمر برمته..
أخرج الهاتف ووضعه أمامها وأخذ يشرح بهدوء عن محتوياته واستعمالاته تحت حماس غفران واستماعها الجيد..
علقت بإنبهار
دي حاجة عظيمة أووي .. والأنترنت دا حاجة أخر جمال يعني..
بس يا غفران هو رأس الخړاب والمشاكل ودمار ناس كتير ... احمدي ربنا إنك ماختلطيش بعالم التكلونجيا لأن زي ما هي لها مميزات لها عيوب وعيوبها كتيرة أووي.
يعني إزاي .. هي وحشة كدا يعني..
مش بالظبط .. الموضوع طويل يطول شرحه..
وأكمل تميم
بعد إذنك هصلي المغرب..
هتفت بلهفة وترجي
ممكن طلب .. بس وافق عليه .. هتوافق عليه.!.
ابتسم على براءتها ورق قلبه لها فقال
اطلبي وأنا لو أقدر على تنفيذه أكيد هوافق..
قالت بتردد
ممكن أقف بس ومش هتحس بيا اتفرج عليك وأشوفك وإنت بتصلي .. هتفرج بس..
في الحقيقية اندهش لكن تسائل ببعض القلق
إنت المرة إللي فاتت أغمى عليك لما شوفتيني بصلي .. صح!! 
يعني ممكن المرة دي يحصلك حاجة..
لا لا .. متخافش أنا نفسي أشوفك حقيقي من جوايا..
تبسم وبهدوء وخشوع بسط سجادة الصلاة ووقف بإتجاة القبلة ورفع كفيه مرددا تكبيرة الإحرام بصوت طويل تلاعب على أوتار قلب غفران وتدفقت أشياء

انت في الصفحة 6 من 24 صفحات