حب يحكمة المړض النفسي

بالطريقة دي و قال مش هخلف...كنا زمان انقرضنا من زمان بقي و لا أي
جميلة بتنهيدة هنفترض إننا عدينا المشكلة دي...أنا مش هقدر اتحمل مسؤولية زي دي...و بعدين أنا وحده اتربيت علي القسۏة يعني عمري ما هعرف اربي حد غير بالطريقة اللي اتربيت بيها و دا طبيعي
كريم إنتي مش هتربيه لوحدك أنا هساعدك لأنه هيكون ابني كمان
جميلة مش هتقدر لإنك غضبن عنك هتنشغل في الشغل و مش هيكون عندك الوقت الكافي لدا
كريم أنا هعرف أوفق كويس أوي بين شغلي و بيتي
جميلة بتنهيده أنا آسفه يا كريم...بس أنا مش هقدر....الموضوع دا بالنسبالي منتهي
نظر إليها كريم بحزن لا يعلم ماذا يفعل معها كلما حاول إيجاد حل تأتي هي بكل بساطه لتغلقها في وجه و لكنه يريدها هي و لا يريد أحد سواها..لا يعلم لما تعلق بها بهذا الشكل...ولما أحبها كل هذا الحب...علي الرغم من مشاكلها و أزماتها النفسية إلا أنه متمسك بها لأبد حد ولن يفرط فيها ابدا ....
دام الصمت لفترة حتي قطعه صوت كريم قائلا و إن قوتلك إني موافق علي موضوع عدم الخلفة هتوافقي
نظرت إليه پصدمة هل سيضحي بأكثر شئ يحبه في حياته لأجلها هي...بالتأكيد لا
جميلة محاولة استجماع شجاعتها أنا آسفه يا كريم...برضو مش هقدر
كريم و قد فقد صوابه فقال بصوت حاول أن يبدو هادئا ليه تاني
جميلة أنت شخص بتعشق الأطفال عمرك ما هتتحمل إنك تعيش من غير خلفة....دائما هتحس إن في شئ ناقصك و منغص عليك حياتك...و دائما هكون انا السبب في تعاستك دي...و بعدين نفترض إنك هتستحمل سنة و اتنين وتلاتة بس مش هتقدر تستحمل أكتر من كدا لإنك في الأول و الآخر بني آدم و نفسك تكون أب....دا لو شخص عادي مش هيقبل بكدا....إنت اللي بتعشق الأطفال هتقدر تعيش من غير خلفة
استمع كريم إلي كلماتها..نعم هي محقة إن تحمل من أجلها فلن يستطع أن يتحمل الكثير لأنها في الأول و الآخر هي أمنية أي رجل طبيعي
كريم بهدوء هوا إنتي مش ممكن تروحي لدكتور نفساني!!
جميلة بعصبية ليه هوا أنت شايفني مچنونة
كريم بسرعة عمر ما الدكتور النفسي كان دكتور مجانين
جميلة و أنا مفيش مشكلة معايا علشان أروح لدكتور نفسي...عن إذنك
تركته جميلة بينما نظر هوا بحزن إلي قمر التي كانت جالسه علي بعد مسافة قريبة منهما
دخل كريم بيته حزينا مهموما لم يكن يتصور أنه عندما يدق قلبه أخيرا لفتاه يكون هذا هوا الحال...لم يكن يدري ماذا يفعل... أيضحي بحبه و عشقه للأطفال و غريزته الفطرية التي تجعله يريد أن يكون أبا... أم يضحي بحبه لجميلة... و حتي و إن ضحي و قبل بهذا الأمر... جميلة لن توافق.. هي فعلا كانت محقة.. هو لن يستطع أن يتحمل هذا الأمر و إن تحمل و صبر فلن يتحمل كثيرا..علمت والدة كريم التي كانت رافضة أشد الرفض أن يتزوج ابنها فتاة بنفس ظروف جميلة وحالتها و خاصة بعد أن علمت منه أنها رافضة لموضوع الإنجاب رفض تام و لكنه كان يعلم أن والدته لن تجبره علي شئ و خاصة الزواج...و لكن كل الأمر كان فيه هو...هو الذي لا يدري ماذا عليه أن يفعل..و بماذا سوف يضحي!!
كريم بشرود طيب أعمل أي يا مراد....أنا مبقتش عارف أفكر إزاي....يوم ما اتنيل و أحب يحصل كدا
مراد عايز رأيي!
كريم بسرعة أكيد
مراد إنتو الإتنين متنفعوش لبعض....إنت لازم تنساها و تسيبها
نظر إليه كريم قائلا بسرعة لا طبعا..مستحيل...قولي أي حل تاني غير إني اسيبها
مراد مستغربا أنت مالك متمسك بيها أووي كدا ليه....اللي يشوفك يقول ما بينكم قصة حب بقالها سنين
كريم بشرود و الله أنا نفسي مش عارف حبيتها إزاي و امتي...و مش عارف ليه متمسك بيها كدا...بس أنا كل اللي عايزه إنها تكون معايا.
مراد يا كريم متخليش قلبك هو اللي يقرر....هنفترض إنكم اتجوزتوا... هتقدر إنك تعيش من غير خلفة...مش هتقدر....مستحيل
لم يعقب كريم 
فتابع مراد قائلا يا كريم...أنت لو اتجوزتها هتبقي بتظلمها...علشان إما هتحصل مشاكل بينكم علشان الموضوع دا وتعيشها في نكد... إما هتستحمل و تعيش معاها علي كدا... بس من جواك هتبقي مضايق و حاسس إن هي السبب في حرمانك من جاجة إنت بتحبها و ساعتها جميلة هتحس بدا و تعيش في تأنيب ضمير و إنت كمان مش هتقدر تعاملها زي أي زوج لإنك هتكون مضايق منها من جواك.
ثم تنهد مراد قائلا أنت و هي متنفعوش لبعض... مينفعش وحده مش عايزة تخلف علشان مشاكل نفسية عندها تتجوز واحد بيعشق الأطفال... مينفعش..كل واحد فيكم لازم يتجوز اللي يكون شبه...اللي يناسبه...الجواز بيكون مبني علي التكافؤ قبل الحب علشان يكمل وإنتو الاتنين جوازكو مفيهوش أي تكافؤ
كان كريم يستمع إلي مراد و لا يدري ماذا عليه أن يفعل...مراد محق في كل ما قاله و لكن كيف له أن يتخلي عنها و يتركها!!!... هو لم تلفت انتباهه أي فتاه قبل ذلك...المشاعر التي أحسها ناحيتها لم يحسها إتجاه أي فتاه أخري....نعم هي حبه الحقيقي كيف له أن يتخلي عن حبه الحقيقي!!
و لكن بالفعل هو إن تزوجها فسوف يظلمها و إن كان يحبها حقا فهو لن يظلمها معه.
عوده إلي القاهرة و تحديدا في المستشفي
أمجد إزيك يا أمي... أخبارك أي...صحتك اتحسنت شوية.
الأم بضعف الحمد لله يا بني علي كل حال... خلاص عمري كدا شكله بيخلص
أمجد بعد الشړ عليكي يا أمي
آدم متقوليش كدا يا ست الكل...إن شاء الله هتقوملنا بألف سلامه
الأم بابتسامه ضعيفة سبكم من الكلام دا دلوقتي...و خلينا في المهم..أنا جمعتكم دلوقتي علشان خلاص حاسه إني هقابل ربنا...حاسه إن دي آخر دقائق ...و عايزة اقابله و أنا مرتاحة
أمجد و هو يمسك كف يدها أي الكلام دا بس يا أمي
الأم يا أمجد متقاطعنيش و اسمعني للآخر...خليني أقول الكلمتين اللي عايزة اقولهم
الأم بتنهيده أنا عارفة إني ظلمتكم في حياتي...عارفة إني مكنتش الأم اللي بتسمع عيالها ووتحتويهم...عارفه إني طريقتي في التربية مكنتش الطريقة الصح..و عارفة إني مكنتش بتعامل معاكوا غير بالقسۏة...بس أناكنت فاكرة إني اللي بعمله دا هو الصح...كنت فاكره إني كدا هربيكم كويس...بس كنت غلطانة
سكتت الأم بضع ثواني ثم تابعت قائلة پبكاء و للأسف مفوقتش غير متأخر أووي... بعد ما بنتي ضاعت مني... و دلوقتي بدفع التمن إني ھموت من غير ما اشوفها... بقالي أكتر من سنتين مشوفتهاش و معرفش عنها حاجة...معرفش حتي هي عايشة و لا لأ...وحشتني أوووي.. و حتي جوزي اللي كنت بعاملها وحش علشانه اهو طلقني و رماني بعد ما مرضت...
ازدادت شهقاتها و بكائها و عدم قدرتها علي أخذ نفسها سامحوني يا بني...سامحوني علي كل المواقف اللي كنتوا محتاحيني فيها و مكونتش جنبكم...سامحوني علشان اتجوزت و اهملتكم...سامحوني علي كل حاجة
قالت و هي تجاهد لتخرج صوتها و أمانة عليكم لو مر الزمن و لقيتوا جميلة خلهوها تسامحني...أنا عارفة إن أكتر حد اتأذي هو جميلة...جميلة أكتر وحده تعبت واتحملت كتير... أمانة عليكم خلوها تسامحني..مش عايزة..مش عايزة اقابل ربنا و أنا شايلة ذنبها...دوروا عليها تاني و خلوها تسامحني...لما تروحوا البيت هتلاقوا في الدولاب بتاعي جواب لو لقيتوها في يوم ادهولها سامحوني...سامحوني كلكم
كانت هذه آخر كلمات قالتها والده قمر ليسكن جسدها تماما عن الحركة
أمجد پصدمة ماما...ماما...ماما ردي عليا...ردي عليا..ماماااااااااا
مر شهر كان من أصعب الشهور علي الجميع أمجد و آدم اللذان حزنا علي فراق والدتهما أشد الحزن فهي تغيرت تغيرا جذريا بعد أن شعرت بحجم ما ارتكبته من ذنب في حق ابنائها و خاصة بعد هروب جميلة... و جميلة التي كانت تحاول بقدر الأمكان عدم التواجد في أي مكان يكون متواجد فيه كريم أو عدم سماع أي أخبار عنه... و كريم الذي قرر الابتعاد عنها لأنه أدرك أنه سيظلمها معه إن تزوجها... و قمر الذي كان الموقف صعب عليها أكثر منهما فهي كانت تحاول أن تخرج كل منهما من حالته تلك...كانت تحاول بقدر الإمكان أن تشغلهما حتي لا يفكر كل منهما في الآخر و لكن هيهات جميلة أصبحت حزينة أكثر من ذي قبل و كريم الذي كان يشاكسها دائما و يضحك معاها انطفئت ضحكته الآن و ما زاد همها تقدم مراد لطلب يدها هي لا تستطع أن ترفض... فهي بأي وجه حق سوف ترفض مراد شاب محترم ومتدين و ناجح جدا في عمله.. كما أن من دق له قلبها من المستحيل أن تتزوجه و كيف تتزوجه و هي الآن في السعودية.. كيف سيجمعهما القدر معا...طالما ما كانت تحفظ حبها في قلبها و تدعو الله أن يجمعها بيه و حتي بعد أن سافرت كان لديها أمل و إن كان بسيطا... و لكن بعد تقدم مراد لطلبها فيبدو أن ليس لها نصيب بيه ...و هكذا مرت الأيام عليهم جميعا
بعد مرور ثلاثة أشهر
خالد بترحيب تعالي...ادخل يا عريس
كريم بابتسامه أظن كدا كل حاجة تمام...علشان يدوب بقي أحضر تجهيزات كتب الكتاب
خالد بابتسامه ماشي يا سيدي...أهم حاجة نزلت إعلان عن طلب محاسبين للعمل في الشركة هنا
كريم متقلقش كل حاجة تمام...
خالد طيب يا سيدي.. أقدر اقولك إفراج دلوقتي
ثم قام من مكانه يحتضنه مبروووك..... مبروك يا بن أخويا و ابني
دخلت قمر إلي غرفة جميلة فوجدتها جالسه ضامة ركبتيها إلي صدرها حزينة
قمر مالك يا جميلة زعلانة ليه كدا
جميلة عيزاني أعمل أي يعني
قمر بحنق يختاااااي عليا و علي سنيني السوده...تعملي اي في أي في وحده يبقي كتب كتابها بعد إسبوع تقعد قعدتك دي
جميلة بتوهان خاېفة....خاېفة أوووي يا قمر من الخطوه دي...خاېفة كريم يتغير معايا بعد كدا
قمر كريم عمره ما هيتغير معاكي...كريم بيحبك أوووي..دا بعد ما أخد قرار أنه يسيبك علشان ميظلمكيش معاه بعد الكلام اللي إنتي قولتيه بقي شخص تاني...شخص مكتئب حزين مش بيضحك و لا يهزر معايا زي زمان...ضحكته اللي كانت مبتفرقهوش مبقتش تطلع و بطلنا نقعد نغيظ ونتخانق مع بعض زي زمان...دا كفاية يا شيخة إنه قرر يضحي بأغلي حاجة في حياته علشانك و قعد ٣ شهور يخليني كل يوم اكلمك و اتحنن فيكي علشان توافقي
جميلة ما هو أنا موافقتش غير لما شوفت قد أي هو متمسك بيا...بس أنا خاېفة تحصل مشاكل بينا علي موضوع الخلفة...خاېفة حبي في قلبه يبدأ يقل بمرور الوقت بسبب الموضوع دا.. و دا اللي أنا حاسه بيه...
قمر بغيظ منها أنتي ليه بتقدري البلي قبل وقوعه...يا ستي ربنا ما يجيب مشاكل و لا حاجة...تفائلو بالخير تجدوه
ثم تابعت قائله بحزن و مرارة و بعدين دا إنتي المفروض تكوني أسعد