الأربعاء 27 نوفمبر 2024

ايغفر العشق بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 12 من 30 صفحات

موقع أيام نيوز

مطلقا..
أخذ مفتاح سيارته بثقل والتقط هاتفه وسترته وهو يتجه لها قائلا بتأفأف 
_يلا هوصلك
أكمل بخفوت لم تسمعه 
_بالأحمر الي أنت لبساه ده..
اتسعت عيناها بدهشه وهي تطالع ظهره أثناء سيرها خلفه فلم تتوقع أن يطلب إيصالها!.. ولكن خطوه مبشره علي أي حال..
_________ناهد خالد _______
جلست ملك أمامه تنظر له بتفحص فقد طلب منها أن تقابله في المقهي القريب من العماره السكنيه القاطنين بها وها هي تجلس أمامه منذ عدة دقائق وهو شارد تماما ولم يتحدث..
هتفت ملك بهدوء 
_غيث.. غيث!
نظر لها بإدراك أنها تحدثه وقال 
_نعم يا حبيبتي..
قطبت حاجبيها بتساؤل. 
_نعم ايه مالك سرحان وشكلك مهموم ف
صمتت لثواني حين أتي بعقلها شئ ما ابتلعت ريقها بتوتر وقلق تسأله 
_ أنت.. كلمت عمامك ورفضوا صح
نظر لها ليدرك خۏفها فقال يطمئنها وهو ينظر لعينها بأعين تصرخ صدقا 
_ أنا عمري ما هسيبك عاوزك تثقي في كده.. مهما حصل يا ملك مش هتخلي عنك.
هدأت أنفاسها قليلا وسألته 
_ رفضوا
أومئ بتأكيد وهو يزفر أنفاسه بثقلفسألته 
_ وأيه وصلتوا لأيه
نظر لها قليلا قبل أن يقول بهدوء 
_ بقيت بره العيله.. جوازي منك قصاده انفصالي عنهم..
بهتت ملامحها وهي تستمع لحديثه.. صمتت لثواني تستجمع أنفاسها المسلوبه وقالت 
_هتسيب عيلتك
نفي برأسه وقال
_هم الي هيستغنوا عني بكل سهوله..
فركت كفيها بتوتر وقالت
_ أنت مش مضطر تبعد عن عيلتك يا غيث..
رفع حاجبه باستهجان وقال 
_والله! وابعد عنك
أدمعت عيناها وهي تنظر للأسفل حيث يدها وقالت 
_ أنا بعدت عن عيلتي من سنين وعارفه الإحساس ده كويس.. إحساس الوحده وأنك تحس أنك يتيم ومنبوذ من أهلك وناسك.. مش عايزاك تجربه بسببي.
اختنق صوتها في جملتها الأخيره وهي تضغط علي شفتيها بقوه..
نظر لها غيث بحزن وسألها 
_أنت ليه بعدتي عنهم
_عشانك..
هتفت بها سريعا.. وابتلعت ريقها بهدوء قبل أن ترفع عيناها له وهي تكمل 
_ عشان كانوا عاوزين يجوزوني وأنا كنت برفض عشان مش قابله أني أكون علي إسم حد غيرك. وهم كانوا عارفين ده فكانوا بيضغطوا عليا كتير اوي ودايما مشاكل ومعامله وحشه.. مرات عمي مكانتش بتعدي فرصه ولا حفله من غير ماتعرفني علي حد وبعدها بكام يوم الاقي عمي بيكلم جدي أن الشخص ده اتقدملي وييجي جدي يتخانق معايا لما أرفض .. أنا مبعدتش عنهم يا غيث
نظر لها بتساؤل وقال 
_اومال ايه
تنهدت بحزن وقالت 
_أنا هربت.. ولو عرفوا مكاني مش بعيد ېقتلوني.. هربت يوم فرحي..
اتسعت عيناه پصدمه وهو يستمع لحديثها.. أكانت علي وشك الزواج من غيره!!!!
__________ناهد خالد _______
وقف بسيارته أمام منزلها بعدما قطع الطريق في صمت تام بينهما ورغم استغرابه لصمتها إلا أنه شعر بالراحه فالحديث معها يغضبه ويجعل أعصابه تفلت..
أما عنها فكان الألم يشتد بها من حين لآخر حتي شعرت أنها إن تحدثت وفتحت فمها ستكون أولي كلماتها صرخه تفلت من بين شفتيها تعبر عن ۏجعها..
ما إن شعرت به يتوقف حتي تحاملت علي نفسها وهي تترجل دون حرف واحد.. واتجهت فورا لمنزلها..
نظر لها باستغراب وهي تدلف أمامه بخطوات بطيئه فلم يتوقع صمتها المطبق هذا..
وقفت فجأه واتسعت عيناها تزامنا مع تسارع أنفاسها بسرعه مخيفه وهي تشعر وكأن أحدهم ينحر في جانبها پسكين..
في نفس اللحظه كان يدير سيارته ليذهب بعدما قرر أن لا يرمي لها بالا فهي دوما
تصرفتها غير متوقعه..
أطلقت صرخه عاليه تعبر عن أوجاعها المكتومه قبل أن تسقط أرضا ممسكه بجانبها بشده حتي تكاد يدها أن تخترقه..
انتفض قلبه قبل جسده وهو يستمع لصړختها ويري وقوعها ليوقف سيارته التي تحركت عدة سنتيمترات وترجل منها ركضا وجميع أجزاء جسده تنتفض ړعبا عليها..
جثي علي ركبتيه بجوارها وهو يهتف بفزع ناطقا إسمها لأول مره منذ سنوات 
_ تالا.. مالك في ايه
رفع رأسها بلهفه ليضعها في أحضانه وهو يسألها بأعين تصرخ خوفا..
تمتمت شفتيها بخفوت وهي تأن ۏجعا وتضم قدميها لبطنها 
_جانبي.. مش قادره..
رفعها بين ذراعيه وهو يهتف لها پخوف 
_ مټخافيش.. هتبقي كويسه.. مټخافيش..
وكان هو من يحتاج لأحد أن يطمئنه في هذه اللحظه تحديدا..
وضعها برفق علي المقعد المجاور له واستقل مقعده وكانت سيارته تكاد تطير من فوق الأرضيه من شدة سرعتها ..
نظر لها من حين لآخر.. ومد يده ممسكا بكف يدها وهو يراها تتلوي ۏجعا وهتف پاختناق
_متخافيش هتبقي كويسه والله.. معلش استحملي ياحبيبتي قربنا نوصل اهو.
ولا تلومن عاشق علي عشقه.. ولا تلومنه حين ينطق قلبه قبل لسانه في موقف كهذا.. يتعطل العقل ويبقي فقط خوفه عليها.. ربما بعد أن تصبح بصحه جيده لن يتذكر أنه نعتها ب حبيبتي ..! وإن تذكر حتما سيتحجج بأنه لم يشعر بما قاله..
يتبع
اتقدملي مهندس بترول ووالده مستشار وهو شخص محترم ولا غبار عليه زي ما بيقولوا وقتها رفضت كالعاده بس جدي كان جاب أخره مني فصمم أنه يجوزني له وقبل ولأنه كان جاهز وأكيد أنا كمان جاهزه اتفقوا علي ميعاد الفرح بعد شهرين وعملنا خطوبه معزمتش فيها حد غير العيلتين ودي كانت رغبتي حاولت طول الشهرين دول أكرهه فيا علي قد ما أقدر أو حتي اثبتله أني مصلحش له بس للأسف كان متفهم اوي ومهاود معرفش بس كان بيسايسني وأي مشكله تحصل يعديها وييجي يصالحني رغم إن الغلط مني.. وفجأه لاقيت نفسي يوم الفرح.. رفضت الميكب ارتيست تجيلي البيت وقلتلهم حابه اروح البيوتي سينتر وقبلها بأسبوع كنت بجهز حاجتي سحبت الفلوس الي في حسابي في البنك وحطيتهم في حساب جديد بفيزا جديده وكلمت لينا وهي الي رتبتلي السكن ده بحكم أنها عايشه قريب من هنا فكان سهل تلاقي سكن كويس وبسرعه ويوم الفرح الصبح بدل ما اروح البيوتي سينتر جيت القاهره من وقتها معرفش عنهم حاجه..
جعد جبينه بضيق وقال 
_ وهتفضلي هربانه منهم
تنهدت بهدوء وردت 
_ غيث.. هم مسبوليش حلول.. غير أنهم أصلا مبيحبونيش أنا عمري ما حسيت معاهم براحه ولا حب دايما حاسه نفسي غريبه وسطهم.
_بس دول أهلك مهما كان..
نظرت له بمغزي وهي تقول 
_طب ماهم كمان أهلك.. ليه سبتهم
نظر لها بجديه وهو يقول 
_عشان هم مختاروش راحتي أولا مصممين يشيلوني ذنب غيري وقافلين دماغهم عن التفكير وعشان أنا مش فارقلهم وإلا كانوا اتنازلوا عشاني أو عالأقل سمعوني..
أومأت بتفهم وقالت 
_بالضبط يا غيث.. أنا كمان كده مفهموش رفضي للعرسان عشان مش قادره أدخل في علاقه جديده مفهموش حبي ليك وجدي كان دايما يقلل منه ويقولي أنه تعلق وكلام فارغ مش حب مختاروش راحتي ولا رغبتي والآخر يغصبوني علي شخص وجوازه مش عاوزاهم.. لحد قبل الفرح بيوم وأنا أقول لجدي مش عاوزاه.. بس ولا كأنه بيسمعني وفي الآخر قالي بلاش دلع بنات الي قولته وحكمت بيه هو الي هيمشي..عشان كده قررت أبعد.. أو أهرب مش فارقه.. حتي كتب الكتاب رفضت نكتبه غير يوم الفرح..
شرد بنظره بعيدا لثواني ثم عاد إليها وهو يقول بنبره مهمومه 
_ أنا مش عاوزك تحسي أنك وحيده يا ملك عارف أني معاك بس الست بتحتاج تطمن بأهلها حتي لو جوزها ده ملاك وبيعشقها بس وجودهم بيطمنها.. مش عاوز في مشكله بينا والحياه طبيعي لابد من مشاكل تحسي أنك محتاجه أهلك جنبك.. خاېف مقدرش أغنيك عنهم مهما عملت..
نفت برأسها وهي تبتسم له بهدوء 
_ مش دول الأهل الي أطمن بوجودهم لو بقوا موجودين مش هيبقي في حاجه اسمها أنا وأنت حكايتنا مش هتكمل أصلا.. غيث خلينا نبني حياه جديده تخصنا احنا وبس عيله تانيه بعيده عن أهلك وأهلي بس عيله بجد تكون كل مشاعرها صادقه حب واهتمام وتكاتف خلينا نعوض فيها الي ملقنهوش في عائلاتنا..
أمسك كف يدها بحب وقال بأعين صادقه 
_ أوعدك نبني الأسره الي نتمناها وهحاول بكل جهدي متحسيش في يوم أن ناقصك حد.. هكون عيلتك قبل ما كون جوزك وحبيبك وأنت كمان اوعديني لو في يوم قصرت في حاجه من غير قصد تنبهيني ليها ومتسمحيش لأي حواجز تتبني بينا.
اتسعت ابتسامتها وهي تتنهد بحب وقالت 
_ أوعدك..
سحب يده برفق ليعود لموضعه كما كان ورفعت هي كوب الماء ترتشف منه قليلا.. نظر لها ثواني ثم قال وهو يطالعها بملامح جاده 
_ ايه رأيك نتجوز بكره
توقف الماء في حلقها وهي تستمع لحديثه وأنزلت الكوب لتري نظراته الجاده التي تؤكد جدية حديثه !..
______ناهد خالد _______
وقف أمام غرفة الفحص بړعب يحتل كل أنش فيه منذ دقائق دلفت مع الطبيب والممرضه للغرفه ورفضوا دخوله ليبقي واقفا بالخارج تحترق أعصابه مع الأفكار السيئه التي ټضرب عقله بلا هواده قطع الممر ذهابا وإيابا لأكثر من عشر مرات حتي الآن وهو يفرك كفي يده بتوتر بالغ ويمسد بكفه علي خصلات شعره بحنق من حين للآخر توقف يزفر بضيق وهو يضرب الحائط بقبضته والقلق ينهش فيه رأي إحدي الممرضات تمر بجواره فأوقفها وهو يقول پحده 
_ يا أنسه.
توقفت تنظر له بضيق سريعا ما تحول لملامح هادئه وابتسامه تعلو شفتيها وهي تنظر لهذا الشاب الوسيم الواقف أمامها وقالت بنبره مائعه مبتسمه ببلاهه 
_أفندم محتاج حاجه
زجرها بنظراته بضيق وهو يهتف بأعصاب تكاد تنفلت 
_ ادخلي أوضة الفحص طمنيني علي الحاله الي جوه بقالهم أكتر من ١٠ دقايق ومحدش خرج.
نظرت له بتفحص وهي تقول بهدوء بارد 
_ اهدي يافندم ١٠ دقايق مش كتير.. مال حضرتك قلقان ليه كده!
ضغط علي اسنانه حتي كادت تنكسر وقال من بينهم بحنق ظاهر 
_ ادخلي طمنيني علي الحاله.. صعبه دي
نفت برأسها بقلق من ملامح وجهه الصلبه وقالت 
_حاضر.. هدخل.
دلفت للداخل وزفر هو بضيق منتظرا خروجها ولكن بعد ثواني وجد الطبيب هو من خرج هتف بلهفه يتخللها القلق
_ هي كويسه
أومئ الطبيب بهدوء وقال 
_ متقلقش حضرتك هي بخير بس محتاجه تدخل العمليات .
بهتت ملامح وجهه وهو يتسائل بخفوت ضائع
_ عمليات! ليه
رد الطبيب يطمئنه 
_متقلقش هي بس الزايده ملتهبه عندها ولازم تستأصل وكويس أنها جت في الوقت المناسب وإلا لاقدر الله كان ممكن ټنفجر جواها.
تحركت شفتاه يردد 
_ هي خطړ
سأله الطبيب بتوضيح 
_العميله
أومئ بصمت وهو يشعر وكأنه عقله ليس معه الآن فقط يردد الحديث دون شعور منه..
_لا خالص متقلقش كل يوم في ألوفات بيعملوها يعني عمليه سهله متقلقش وأنا عملتها كتير اوي قبل كده.
مسد جبهته بكف يده بتعب وهو يقول پحده 
_أنا عاوز أنقلها من هنا.
قطب الطبيب حاجبيه بتساؤل
وقال 
_ليه
رد بجمود هادئ وقد بدأ عقله يعمل مره أخري 
_ دي كانت اقرب مستشفي ليا فاضطريت ادخلها بس أنا متعاملتش معاها قبل كده ومعرفش كفاءة الدكاتره ولا المستشفي هنا.
نظر له الطبيب بابتسامه بسيطه
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 30 صفحات